وجه رئيس المجلس الفلسطيني الاقتصادي العالمي د. عدنان مجلي اليوم السبت رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول حادثة مثتل الناشط نزار بنات، قائلًا: ""أنت رأس النظام السياسي، الذي يقرر مصير هذا النظام".
وذكر مجلي في بيان صحفي ورد وكالة "خبر" نسخة عنه: "إما أن يكون نظاما وطنيا ديمقراطيا يتيح للشعب الفلسطيني أن يحقق أحلامه ومصالحه الوطنية؟ أو أن يكون نظاما ديكتاتوريا قمعيا يقف في مواجهة مسيرة شعبه نحو الحرية والاستقلال، ويلاقي بالتالي مصير الأنظمة الاستبدادية التي رفضتها الشعوب"
وأعرب مجلي عن خالص تعازيه لأسرة الناشط بنات، داعيا الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح.
وأكد على أنه لا ينسى أبنائه و سيقف إلى جانبهم حتى يعيشون بكرامه، وأن يكملوا دراستهم، وأن يتخرجوا من الجامعات، مردفًا:" أعدك أن تكون فخورا بهم كما هم اليوم فخورون بك شهيد الكلمة الحرة".
وتابع: "لقد دخل نزار بجدارة في سجل الخالدين من أبناء هذا الشعب العظيم، ودخل القتلة في سجل الذل والخسة والعار، لم يكن نزار بنات انقلابيا، فهو لم يدع يوما إلى العنف والقتل والاغتيال، بل كان يدعو إلى الإصلاح وإنهاء الفساد والقمع وتعزيز الديمقراطية".
وأردف: "لقد أراد نزار خوض الانتخابات التشريعية، ولو كان لدينا نظام سياسي وطني وديمقراطي، لكن نزار اليوم بيننا، يرفع صوته عاليا تحت قبة البرلمان، يراقب ويحاسب ويحجب الثقة عن الحكومة التي تفشل في أداء مهماتها، ويمنح الثقة لأهل الثقة، لقد قال نزار بنات ذات يوم: أنا ما بحكي إلا علشان أولادي يعيشوا بكرامة".
وأكمل مجلي: "إن هذا ما كان يسعى له نزار، وهذا ما نسعى له نحن، أن يعيش أولادنا بكرامه من بعدنا، وقد حان الوقت لنقرر: هل يعيش أولادنا بكرامه؟ أم يعيشون تحت بأساطير العسكر والاحتلال؟ لقد سقط نزار من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد والاحتلال، وبرحيله المفجع، تعزز مسيرة شعبنا نحو الحرية والديمقراطية".
وتابع قائلا:"اليوم لا يوجد أمام حركة "فتح" سوى أن تختار طريقها، فهل ستكون هذه الحركة العظيمة مع مسيرة الحرية والديمقراطية؟ أم مع النظام الذي حارب الحرية والديمقراطية، وقتل حامل الفكرة نزار بنات.؟".
وأوضح: "حركه "فتح" خسرت الكثير من شعبيتها بقرار إلغاء الانتخابات، والموقف السلبي الذي اتخذته السلطة أثناء الحرب على قطاع غزة مشيرة واليوم تخسر "فتح" ما تبقى لها من شعبية بقيام أجهزة الأمن باعتقال وتعذيب وقتل المناضل من أجل الحرية نزار بنات"، متسائلًا: "هل فات الأوان بالنسبة لحركة "فتح"؟".
وجاء في حديث مجلي: "الجواب على هذا السؤال في يد الرئيس محمود عباس، فهو الذي يقرر مصير هذه الحركة العظيمة: إما أن تكون حركة تقود شعبنا نحو الحرية والكرامة، أو أن تكون حفنة من السحيجة لنظام يقمع الحريات ويعزز الفساد وسوء الإدارة؟".
ومضى يقول: "الأمر ذاته ينسحب على الرئيس محمود عباس، فهو أما أن يكون في سجل القادة الخالدين الذين وقفوا مع شعوبهم مثل عرفات ومانديلا، أو أن يكون مع الذين ثار شعبهم عليهم، مثل مبارك والقذافي وزين العابدين.
وطريق الحرية واضح لا لبس فيه، أنه طريق بلا اعتقالات ولا توقيف ولا تعذيب ولا محاكم لأصحاب الرأي والمعارضين السياسيين".
وأشار مجلي إلى إن :"طريق الإصلاح واضح أيضا لا لبس فيه، إنه طريق بناء المؤسسات، وفي مقدمتها البرلمان، وتكريس الديمقراطية من خلال الانتخابات الدورية، كي يتاح لممثلي الشعب مراقبة ومحاسبة الحكومات، وتغيير الفاشل منها، واستبدالها بالصالح الذي يكرس الجهود والموارد لخدمة الشعب وبقاءه على أرضه وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية وتشجيع الاستثمار، وطريق الاستبداد واضح لا لبس فيه، نعرفه ونعيشه كل يوم، وهو طريق الاعتقال والتوقيف على خلفيه الرأي. طريق الفساد والإفساد. طريق ترقية الفاسدين ومحاربة الإصلاحيين وحرمان الشعب من الحق في اختيار ممثليه ومراقبتهم ومحاسبتهم. طريق هدم المؤسسات مثل المجلس الشريعي واستبدالها بمؤسسات صورية تبصم للمسئولين وتحني لهم الرؤوس".
ختم حديثه، قائلا: "رحم الله سعد صايل وخليل الوزير وصلاح خلف وياسر عرفات وكل القادة العظماء الذين رسموا لنا الطريق وتركوا لنا الخيار: أما أن نسير على هديهم؟ أو أن نسير على هدي قادة القمع والفساد".