"أفيتار".. انعطافة في تاريخ الاستيطان

حجم الخط

بقلم: أليشع بن كيمون

 


كان كل يوم مرّ دون شغب في «مشروع أفيتار» مفاجأة. خيام، كرفانات، بيوت حجرية، عائلات، شق طرقات، تهديد بالإخلاء، مفاوضات، واتفاق. ولكن هل إنجاز المستوطنين يتلخص بما كتب على وثيقة الاتفاق؟ ليس مؤكداً. يحتمل أن يكون «مشروع أفيتار» هو نقطة انعطاقة في عالم الاستيطان. سبسيطا الجيل الثاني.
«صحيح أنهم صعدوا بشكل غير قانوني، ولكن هكذا تقام المستوطنات»، هكذا قال مسؤول كبير في الحكومة. روى عن المفاوضات التي جرت بين مستوطني «أفيتار» ووزارة الدفاع. كانت المباحثات على التفاصيل الجافة: فحص الأرض، وهل ستخلى المباني؟ وما الذي ستكون عليه الممارسة. خلال كل الأيام التي جرت فيها المفاوضات تصرف المستوطنون وكأنها مستوطنة عادية، والإخلاء معناه اقتلاع للعائلات. هكذا سوقوا هذا للمنتقدين وللمعارضين.
قبل بضعة أيام من التوقيع على الاتفاق زارت كتلة شاس «أفيتار». بعث رئيس الحزب، آريه درعي، بعد ذلك رسالة إلى غانتس طلب منه فيها إجراء بحث عاجل من أجل منع الإخلاء.
انتبهوا للغة درعي كما تظهر في الرسالة التي وقع عليها: «في وقت سابق من ذلك حظيت بزيارة في بلدة «أفيتار» في «السامرة»، والتي أقيمت لأول مرة في 2013. عرض رؤساء البلدة علينا سكانها المتفانين، المدرسة الدينية، والمؤسسات الأهلية».
ولاحقاً كتب يقول إنه «لا يحتمل أن يتخذ قائد المنطقة أو وزير الدفاع قراراً يقضي بخراب عشرات العائلات. فللقرار بإخلاء بلدة كبيرة ومهمة في «السامرة» توجد معانٍ وتداعيات بعيدة الأثر على الوضع الجغرافي – السياسي والأمني، على العلاقات مع السلطة الفلسطينية، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي».
ونذكر أن هذه الاقتباسات كتبها من تولى قبل شهر منصب وزير كبير في الكابينت، وللحظة يمكن لنا أن نتشوش فنعتقد أنه يكتب عن بلدة مثل ألون موريه أو تفوح، وليس عن بؤرة موجودة منذ شهرين. لم تكن أقوال درعي موجهة لغانتس، هذا واضح. فهي موجهة للجمهور. بتعزيز الوعي في أن «أفيتار» هي بلدة قائمة.
صحيح أنه في «مشروع أفيتار» وقعت أمور ما كان يمكن توقعها وساعدت بمواصلة الاستيطان في المكان، وربما أيضا حصلت الحكومة الجديدة على لحظات رأفة من الإدارة الأميركية التي تريد أن تسمح لها بأن تسير بلا خلل. ولكن جرى هنا أيضا عمل استيطان من المصاف الأول. فجهاز الأمن غفا، والمستوطنون ردوا بسرعة، حيث رأوا أنه لا يحصل شيء فشددوا الوتيرة، وسارعوا في غضون شهر في مسيرة الإقامة التي تستغرق سنة، وخرجوا إلى المفاوضات مع رافعة ضغط.
لقد خلق مهندسو «أفيتار» هنا نمط عمل لا بد سيدرس في الاستيطان، ولا بد سنلتقيه في الصعود إلى التلة التالية. كانت القاعدة مشابهة للآباء المؤسسين، ولكن التنفيذ والوتيرة يعودان إلى الجيل الجديد. ومن هنا الإنجاز الذي هو خارج الاتفاق.

عن «يديعوت»