بقلم: اسرائيل هرئيل
"الارهاب" يتصاعد، ويفهمون في الادارة المدنية أن ما سينقذنا من الموت هو نقل 10 آلاف دونم من المنطقة ج للسلطة الفلسطينية. هذه النية وصفة صائبة أدت حتى الآن الى نجاحات لافتة، وهي عبارة عن موجات "ارهابية" لا تتوقف كان الرد عليها بحسن نية لا يتوقف.
ألم يحن الوقت لعمل "مبادرة حسن نية" تتسبب للفلسطينيين بضرر مؤلم، حيث بعده لا يطلبون مبادرة حسن نية؟ ضم المنطقة ج لدولة اسرائيل حسن نية ايضا. الفكرة التي هي ليست جديدة يؤيدها عدد كبير من الجمهور. في هذه المنطقة توجد جميع المستوطنات الاسرائيلية في "يهودا" و"السامرة" والمواقع العسكرية. نحو 60 بالمئة من اراضي "يهودا" و"السامرة" توجد فيها في حين أن 6 بالمئة فقط من السكان العرب يعيشون فيها.
إن الضم سيُخرج اسرائيل من الازمة، حيث تتعرض للهجوم صباح مساء: إن عدم اعطاء حقوق مساوية للعرب في "المناطق" التي تسيطر عليها اسرائيل يتوجب فرض القانون المدني الاسرائيلي. يمكن مواجهة هذا التحدي الديمغرافي وكذلك المعارضة الدولية.
يقول بنيامين نتنياهو دائما إن السمة البارزة التي تميز بين الحاكم والسياسي هي القدرة على استغلال التوقيت بشكل صحيح. في هذه الايام فُتح أمامه عدد من الفرص تُمكنه من رفع صورة المتردد لنفسه، ويُثبت نفسه كزعيم يستغل التوقيت بشكل صحيح، وهذه الفرص ليس دائما يحظى بها رؤساء الحكومات.
إن الاهتمام الدولي الذي يركز على الارهاب في اوروبا الغارقة باللاجئين والمهاجرين، حيث إن عددا من قادة الدول والسياسيين بدأوا بالاعتراف بأنهم اخطأوا حينما اعتبروا أن دوافع الاسلام هي التسامح تجاهه. صحيح أن ضم المنطقة ج سيجعل العالم يهتم بما يحدث هنا لفترة قصيرة – هذا ارتباط شرطي – لكن سيعتاد العالم على ذلك، ومع الوقت سيُظهر التفهم والتأييد ايضا لاسرائيل، الامر الذي سيدفع "داعش" وأمثاله الى فتح عيونهم التي كانت مغمضة حتى الآن.
وهناك فرصة اخرى: في الولايات المتحدة يوجد رئيس ضعيف، وهو مسؤول الى حد كبير عن الاخفاق تجاه "داعش". وعلى ابواب انتهاء ولايته سيمتنع عن الحاق الضرر باسرائيل لأن هذا الامر سينشئ خلافا بين الجالية اليهودية وبين المرشحة الديمقراطية للرئاسة.
الفرصة الأهم هي الداخلية: لا نجد طريقة تضع حدا للعمليات لأننا نبحث عنها في المجال المانع التكتيكي في الوقت الذي توجد فيه في المجال الاستراتيجي. من الواجب اقناع العدو أن موجة "الارهاب" الحالية لن تنتهي فقط باعادة الهدوء وبحسن نية اسرائيلية بل بخسارة لا يمكن اصلاحها: فقدان الاراضي. فقط سقوط كهذا سيدفعه الى الكف عن الجولات الاخرى. القتلى ليسوا مهمين بالنسبة له، بل العكس: إنه حتى يرسل الاطفال للموت.
يصعب التصديق بأن نتنياهو المتردد دائما والخائف دائما مستعد لهذا الضم. لذلك فنحن نقترح عليه البدء بضم غوش عصيون. منذ سقوط الغوش في حرب التحرير كان هناك تعطش عام للعودة اليه. حكومة ليفي اشكول أقامته من جديد. وتُظهر الاستطلاعات أن الغوش مُجمع عليه الآن، ومعظم العمليات تحدث فيه، وهذا سبب جيد لاختياره كنقطة تحول في سياسة تلقي الضربات الاسرائيلية. الوصل بين الغوش وبين حدود 1967 سهل من الناحية الجغرافية، وطبيعي من الناحية التاريخية وهو مطلوب لمعظم اليهود.
عن "هآرتس