عقد مركز شؤون المرأة لقاءاً حوارياً حول التجارب الصحفية للنساء، وذلك يوم الخميس 8 يوليو 2021م، حيث جاء هذا اللقاء ضمن سلسلة ورشات صحفية يعقدها المركز بالشراكة مع إعلاميين محليين ودوليين.
وضمَّ اللقاء عدداً من الصحفيين والصحفيات والأكاديميين الجامعيين، حيث بدأت الصحفية ماجدة البلبيسي بالتعريف بتجربتها في مجال الصحافة والتي امتدت لأكثر من عشرين عاماً.
وقالت البلبيسي، إنّ عمل المرأة في مجال الصحافة ليس بالأمر السهل في ظل وجود معوقات متعددة من أهمها بعض العادات والتقاليد المجتمعية التي تحجم دور المرأة، ولكن على المرأة اثبات كفاءتها في هذا المجال لتثبت للمجتمع استطاعتها العمل والعطاء في مجال الصحافة.
ولفتت إلى مشكلة عدم تطرق العديد من وسائل الإعلام إلى القضايا الخاصة بالنساء، ذاكرة هذا بقولها: "قد تجد الصحيفة مكونة من عشر صفحات كبيرة، ولا وجود لأي زاوية تهتم بقضايا النساء، ولهذا قررت منذ بدء عملي الصحفي النضال من أجل افراد المؤسسات لزوايا خاصة بقضايا النساء، وكان لنضالي ونضال الزميلات والزملاء الآخرين بهذا الخصوص ثماره التي نراها اليوم ونحاول زيادتها قدر المستطاع".
وأعطت البلبيسي الصحفيات المستجدات مجموعة من النصائح كان من أهمها البعد عن طلب الشهرة، والتركيز على الابداع واثبات الكفاءة وتخطي الصعاب العديدة وعدم الركون لها.
كما قدَّمت الصحفية رولا عليان نبذة عامة عن تجربتها الصحفية التي امتدت كذلك لأكثر من عشرين عام متواصل، وتوقفت على مجموعة من المحطات الهامة في تجربتها والتي كان لكل محطة قصة في التحدي وإثبات الكفاءة..
وتحدثت عليان عن دور المرأة في الصحافة وأن المجتمع وما يضعه من عراقيل لابد وأن تتخطاها المرأة بذكائها وهمتها العالية، ذاكرة بهذا الخصوص مجموعة من القصص من واقع تجربتها العملية.
وشدّدت عليان على ضرورة احترام أخلاقيات العمل الإعلامي، والسعي وراء جودة المحتوى وتطوير الآداء الإعلامي للمؤسسات الإعلامية والعاملين فيها.
وأعطى الأستاذ مفيد أبو شمالة "رئيس تحرير صحيفة فلسطين"، مداخلة سريعة بدأ فيها بضرورة رفع مستوى التحدي لدى المرأة العاملة في مجال الصحافة، معبراً عن ذلك بقوله: "إذا كانت المرأة العاملة تتعرض للعديد من الصعوبات فإن المرأة الصحفية التي انخرطت في مهنة المتاعب لابد وأن يكون لديها طموح أكبر وهمة أعلى لأنها ستواجه متاعب وصعاب أكثر".
ورأى أبو شمالة، أن المرأة الصحفية لابد وأن تضع نصب عينها أنها حاملة رسالة لابد وأن تبذل كل ما بوسعها من عطاء لإيصال هذه الرسالة.
وفي مستهل حديثها قالت الأستاذة آمال صيام، مديرة مركز شؤون المرأة، إنّ المرأة العاملة في الصحافة هي جندي من جنود فلسطين، ولهذا لابد للمجتمع أن ينظر إليها نظرة إكبار دون حاجة للتوعية، ولكن في ظل تناسي دور المرأة الصحفية فإن مركز شؤون المرأة نَفذ وسينفذ العديد من النشاطات التي تضع المرأة الصحفية في مكانتها.
وأضافت صيام أن الصعوبات التي تواجه المرأة الصحفية أثبتت المرأة أنها بإمكانياتها ومقدراتها الفكرية قادرة على التحدي، فكم من اسم لصحفية أو مخرجة لمع على المستوى العالمي ورفع اسم فلسطين وغزة في المحافل الدولية المختلفة.
وأكّدت صيام أن مركز شؤون المرأة سيمضي قدماً في تنفيذ العديد من الورش التي تكون كمساحة لبث التجارب وصقل المواهب وتذليل الصعاب أمام الصحفيات.
كما قال مقدم اللقاء الدكتور وائل المناعمة المحاضر بالجامعة الإسلامية في قسم الصحافة والاعلام، إنّ مثل هذه اللقاءات تأتي في ظل واقع تواجه فيه المرأة العاملة في مجال الصحافة مجموعة من التحديات، ومن أنجح الطرق التي تساعد الصحفيات في تجاوز الصعوبات هي وجود تجارب سابقة لنساء لهن باع طويل في مجال الصحافة.
ودعا د. المناعمة كافة الأطر والمؤسسات الصحفية لعقد لقاءات خاصة بالصحفيات الفلسطينيات لتذليل الصعوبات أمامهن، والاستفادة المُثلى من التجارب العميقة في مجتمعنا الفلسطيني والتي أثبتت خلالها النساء الكفاءة في مجال العمل الصحفي.
من جانبها قالت ريم البحيصي، منسقة قسم الإعلام بمركز شؤون المرأة، إنّ مركز شؤون المرأة كونه مركز يهتم بقضايا النساء يضع ضمن خططه كافة فئات النساء في كافة المجالات، ومن أهمها النساء الصحفيات، وذلك إيماناً من المركز بدور النساء وفاعليتهن في نقل صورة فلسطين للعالم أجمع.
وفي الختام دعت البحيصي كافة الصحفيين والصحفيات للمشاركة الفاعلة في الورشات واللقاءات القادمة التي سيعقدها مركز شؤون المرأة وسيستضيف فيها عدداً من الصحفيين والمصورين والمخرجيين العالميين.