في كلمة له بمناسبة عيد الأضحى

هنية يُحذر الاحتلال من تكرار تجارب الاقتحام للمسجد الأقصى المبارك

هنية.
حجم الخط

الدوحة - وكالة خبر

حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، صباح يوم الثلاثاء، في كلمة له بمناسبة عيد الأضحى المبارك، الاحتلال الإسرائيلي من أنّ يكرر تجارب الاقتحام للمسجد الأقصى المبارك.

وأضاف هنية، في كلمة له بمناسبة عيد الأضحى المبارك: "أنّ حماس مع الشعب الفلسطيني في غزة وإلى جانبه، وستعيد الإعمار، وستكسر الحصار، وستفرض على الاحتلال ألّا يتراجع عن التزاماته التي قدمها والتي أعطاها للوسطاء أمام المقاومة وأمام شعبنا الفلسطيني.

وتقدم  هنية بالتهاني والتبريكات إلى شعبنا الفلسطيني المرابط في أرض فلسطين وفي خارجها، وأبناء الأمة العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.

و تمنى هنية من الله سبحانه وتعالى أنّ يجعله عيد خير وبركة وقوة ومنعة لشعبنا ولأمتنا، وأن تأتي الأعياد القادمة على شعبنا وعلى أمتنا وقد تحررت مقدساتها في فلسطين، وجمعنا الله في رحاب المسجد الأقصى المبارك، نصلي فيه صلاة الفاتحين المنتصرين الشاكرين الحامدين.

وأضاف: "عيدنا عيدان، عيد النحر وعيد النصر، فهذا هو العيد الثاني الذي يمر علينا بعد الملحمة الجهادية البطولية التي سطرها شعبنا ومقاومتنا في معركة "سيف" القدس، كانت فصولها تتوالى في عيد الفطر وهذا العيد.

وتابع: "إنّ هذا النصر استقر في الأذهان وفي الوجدان، وأرخى بظلاله المباركة على كل الأبعاد الداخلية والخارجية"، مُشيراً إلى أنّ هذا العيد هو عيد النحر وعيد النصر، وبينهما هذا التطابق الإيماني الجهادي الشرعي، فإن التضحيات دائمًا كانت هي طريق الانتصارات.

وأكّد على شعبنا كان في قلب معارك التضحية والفداء على أرض فلسطين، في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس يضحى بماله، بأولاده، ببيوته من أجل تحرير الأرض والمقدسات واستعادة الحقوق، وفي مقدمتها حق العودة لشعبنا إلى أرضه وإلى وطنه.

وبين هنية، أنّ من بين ضحايا ونتائج معركة "سيف القدس" خروج نتنياهو من الحلبة السياسية ومن واقع العمل السياسي، لافتاً إلى أنّ هذه الأزمات الداخلية التي يعيشها الكيان والتي نراها، سترتد في وجهه.

واعتبر أنّ ما يقوم به الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك وفي القدس في هذه الأيام محاولة للتغطية على هزيمته ويحاول عابثًا أن ينال من هذا الانتصار العظيم الذي رسخت من خلاله المقاومة المعادلة الذهبية أن القدس ليست بعيدة عن مرمى هذه المقاومة المباركة.

وشدد هنية، على أنّ القدس لها سيف ودرع، ولها ذراعٌ قويٌة يحميها ويدافع عنها جنبًا إلى جنب مع أبناء شعبنا مع المرابطين والمرابطات في ساحات المسجد الأقصى، مع أهلنا في الضفة والداخل المحتل، لافتاً إلى أنّ أبناء شعبنا سجّلوا وسطّروا ملحمةً بطولية في الدفاع عن القدس وفي الالتحام مع إخوانهم في الضفة، وفي غزة كما في مواقع الشتات، وفي خارج أرض فلسطين المباركة.

وجدد هنية التزام حماس وعهدها مع قدسنا ومع أهلنا في القدس، مشيرًا إلى أن معركة "سيف القدس" أكدت بأن الصراع لن يعود إلى ما كان عليه.

وأكمل: "نحن الذين نملك المبادأة والمبادرة والقدرة على تحديد الزمان والمكان، ولكن القدس التي هي قبلة المجاهدين وهي عنوان وحدتنا وهي أيضًا رمز أحرار العالم، ستبقى في قلب اهتمامنا وفي قلب سياساتنا واستراتيجياتنا بما في ذلك استراتيجية المقاومة المباركة الباسلة.

وطمأن هنية شعبنا بأنّ حماس معه وإلى جانبه ولن تتخلى مطلقًا عنه، وسنتحمل مسؤولياتنا الكاملة من أجلكم أهلنا في غزة.

واستذكر هنية الشهداء الأبرار الذين روّوا بدمهم أرض فلسطين، وآخرهم شهداء معركة سيف القدس، وشهداء الدفاع عن القدس وعن الأقصى وعن كل ذرة ترابٍ من أرض فلسطين المباركة، مرسلا التحيةً لأهالي الشهداء وعوائل الشهداء الصابرة المحتسبة.

وفي رسالته للأسرى قال: "نجدد عهدنا مع أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني، أنتم أيها الأبطال في قلب حراكنا السياسي والميداني والجهادي وعلى كل الجبهات وفي كل المراحل والمحطات".

وشدد هنية على أنّ موقف حماس سيكون ثابتًا كما في صفقة وفاء الأحرار الأولى، وأن المقاومة لن تتراجع عن مطالبها وعن شروطها من أجل إنجاز صفقة جديدة وتحريرهم بإذن الله، وأن يعودوا إلى أهاليهم أعزاء كرماء رافعي الهامات والرؤوس.

ونوه إلى أنّ شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين المحتلة سجل صفحات مجيدة في تاريخ صراعنا مع الاحتلال، مبينًا أنهم وقفوا بكل شموخ وبكل كبرياء إلى جانب أهلهم في القدس، وفي الضفة، وفي غزة، وفي كل مكان.

واستطرد هنية: كنتم لوحة عظيمة، وكنتم شرفًا إضافيًا إلى شرف الصمود والمقاومة في معركة سيف القدس وفي الدفاع عن الشيخ جراح وعن المسجد الأقصى، وعن كل ذرة من تراب أرض فلسطين المباركة.

واختتم حديثه بالقول: "إنّ شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها ينتمي إلى عمق أمته العربية والإسلامية، موضحا أنها وقفت إلى جانب القدس وإلى جانب المقاومة وإلى جانب فلسطين كامتداد أيضًا لأحرار العالم الذين سجلوا أيضًا وقفاتٍ مضيئة ومشرفة للضمير العالمي والإنساني خلال معركة سيف القدس.