هناك عدد من الشواهد والأمثلة التي تدل على حرصه -صلى الله عليه وسلم- على تعليم الناس أصول العقيدة، وتفقيههم في دينهم من خلال خطبة الجمعة، وهي على النحو التالي:
الأول: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فجلس، فقال له: "يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما" ثم قال: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب، فليركع ركعتين، وليتجوز فيهما ، وجه الاستشهاد من الحديث: يلاحظ في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علم سليكا -رحمه الله- وجوب تحية المسجد مع أنه يخطب، ولم يؤخر النبي- صلى الله عليه وسلم- هذا البيان عن وقته ليعلم أيضا المصلين وجوب تحية المسجد كي لا يظن ظان أن هذا الأمر خاص بهذا الصحابي.
الثاني: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب على المنبر، فقال: من جاء إلى الجمعة فليغتسل .
وجه الاستشهاد من الحديث:
إن هذا الحديث يدل على إرشاد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أهمية الاغتسال لصلاة الجمعة.
الثالث: عن أبي رفاعة -رضي الله عنه- قال: انتهيت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب قال: فقلت: يا رسول الله، رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه، قال: فأقبل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتى بكرسي -حسبت قوائمه حديدا- قال: فقعد عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها .
وجه الاستشهاد من الحديث:
هذا الحديث يدل دلالة واضحة على اهتمام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتعليم أصحابه، وبخاصة أن السائل كانت فيه عدد من المواصفات التي ربما جعلت النبي -صلى الله عليه وسلم- يبادر إليه هذه المبادرة الكريمة؛ حيث إنه رجل غريب قد يعود إلى دياره عاجلا، كما أنه جاهل في دينه.
الرابع: عن أبي موسى الأشعري أنه قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال: "إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قال: "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" فقولوا: آمين. يجبكم الله .
الخامس: عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذات يوم في خطبته: ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا ...
السادس: عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب يوم الجمعة: فدخل رجل يتخطى رقاب الناس فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يبطئ أحدكم ثم يتخطى رقاب الناس ويؤذيهم! فقال: ما زدت على أن سمعت النداء فتوضأت، قال: أَوَيوم وضوء هو؟
السابع: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب. فجعل يتخطى الناس. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اجلس فقد آذيت وآنيت.