بقلم: أسرة التحرير
يوم الاثنين القادم (30/11) ينتهي التمديد الاضافي الذي منح لبنامين نتنياهو، لتقديم روايته في قضية تمويل سفرياته وسفريات ابناء عائلته الى الخارج عندما كان وزيرا للمالية. فالقضية التي تسمى "بيبي تورز" تجر منذ اربع سنوات ونصف، ونتنياهو طلب وتلقى ما لا يقل عن ثلاثة تمديدات كي يرد على الادعاءات المطروحة ضده في الصيغة الثالثة في عددها لتقرير مراقب الدولة.
في المسودة الاولى لتقرير المراقب، التي كتبت في معظمها في عهد المراقب السابق، ميخا ليندنشتراوس، ونشرت في مدونة الصحفي رفيف دروكر جاء أنه "ثمة في التمويل نوعا من الهدية الممنوعة بل والمساس بطهارة المقاييس وهو يخلق تخوفا من تضارب في المصالح ومن شأنه أن يجسد عنصرا من الامتيازات".
مرت حملتا انتخابات منذ ان طلب من نتنياهو لاول مرة الدفاع عن نفسه في وجه الادعاءات التي طرحت شبهات ظاهرة بالفساد، دون أن يعرف جمهور المقترعين اذا كان حق في الادعاءات، وفي نهايتها حافظ نتنياهو على منصبه كرئيس للوزراء.
الحجة التي قدمها نتنياهو لتملصه حتى الان من الرد على مسودة التقرير – "الوضع الامني" – سخيفة. فنتنياهو ينجح بين الحين والاخر في التفرغ لانشغالات حيوية، مثل اللقاء مع المغني آرت جرفونكل او المشاركة النشطة في مركز الليكود. ولكنه لا يجد ساعة شاغرة لواجباته التي يفترضها القانون. ان هذا التلبث المشبوه يثير الشبهة في أن لدى نتنياهو ما يخفيه وعلى اي حال يبدو أن ليس له ما يدعوه الى الاسراع. ويشكل هذا السلوك قدوة لكل مواطن بكيفية التصرف مع جهاز انفاذ القانون في ظل تبني مناورات الاستنزاف والتلبث.
ولكن هذه الطريقة النكراء ما كانت لتحقق نتائجها لو لم يكن نتنياهو يعرف امام من يتعامل – المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين الذي فحص المقدمات على مدى سنتين وقضى بان ليس فيها شبهة بالاعمال الجنائية، ومراقب الدولة يوسف شبيرا. كلاهما اجتازا اختبار القماشة في عائلة نتنياهو كشرط مسبق لترشيحهما لمنصبيهما، وكلاهما امتنعا بثبات – في حالة المستشار، بتعاون مخيب للامال من جانب النائب العام للدولة، شاي نيتسان – عن المعالجة السريعة والناجعة للقضايا المتعلقة بالزوجين نتنياهو.
السنوات تمر، والملفات يعلوها الغبار على طاولتي المراقب والمستشار. وعندما تثور حساسية اعلامية، ينشأ مظهر من الفعل، ترافقه ادعاءات متبادلة بين مكتبي المستشار والمراقب وسرعان ما تعود الامور الى سباتها.
يصل مراقب الدولة شبيرا قريبا بسلام الى خط منتصف ولايته. وفينشتاين ينهي ست سنوات ولايته بعد نحو شهرين بعد اذابة متواصلة لتحقيقات نتنياهو. من ناحيته، مثلما من ناحية الزوجين نتنياهو هذا نجاح كبير، اما الخاسر فهو الجمهور الاسرائيلي.