شارك وفد من القيادة الفلسطينية، اليوم الجمعة، في احتفال سفارة المملكة المغربية لدى فلسطين، الذكرى الثانية والعشرين عشرة لاعتلاء الملك محمد السادس للعرش في المملكة المغربية.
وشمل الوفد المشارك في الاحتفال الذي أقيم في مقر سفارة المغرب برام الله، رئيس الوزراء محمد اشتية، وقاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية محمود الهباش، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي.
ونقل اشتية تهاني الرئيس محمود عباس وتبريكاته للمملكة المغربية الشقيقة ملكا وشعباً وحكومة، مؤكداً عمق العلاقة التي تقوم على مبادئ المحبة والاحترام بين شعبي البلدين وقيادتهما.
وقال: "نتمنى لجلالة الملك محمد السادس الصحة والعافية، ونتمنى للشعب المغربي دوام التقدم والازدهار، ونأمل أن تبقى العلاقات الفلسطينية المغربية كما كانت قريبة ومتينة ومتواصلة على مستوى الشعوب والحكومات والقيادات".
وأضاف أنّ المغرب قيادة وشعباً يحتفظ بتاريخ متميز وحاضر حافل في دعم القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني، معرباً عن ثقته بأن القدس وفلسطين ستبقى قبلة العرب الأولى سياسياً ودينياً وقبلة الأمة في كل ما يتعلق بدعم صمود الشعب الفلسطيني.
وتابع: إنّ "المغرب ومنذ اليوم الأول يلعب دوراً متميزاً في نصرة الشعب الفلسطيني، ورأينا الإدانات بأعلى الأصوات واللغات التي تدين الاعتداءات الممنهجة لعصابات الصهاينة على حرمة المسجد الأقصى، الذين يريدون لهذا المسجد أن يتم تقسيمه زمانياً ومكانياً، نحن على ثقة أن فلسطين ستبقى في قلوب أبناء كافة دول المغرب العربي، في المغرب وتونس والجزائر وكل العالم العربي".
وأكّد اشتية، على أن صندوق القدس الذي ترأسه المغرب، عمل بشكل جيد في مدينة القدس ونصرة أهلها، منوهاً إلى أن هذا الدور يمكن أهالي القدس من مواجهة المحتل الغاصب في كافة انتهاكاته ومحاولات تهويد المدينة المقدسة.
وتطرق إلى أن حالة الفراغ السياسي التي تشهدها المنطقة، لغياب المبادرات السياسية إن كان من الولايات المتحدة أو دول الاتحاد الأوروبي أو العالم العربي، تتطلب جهداً عربيا ودولياً لملئها، استناداً إلى دعوة الرئيس محمود عباس لتحريك المسار السياسي تحت مظلة الرباعية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بفلسطين، والقضايا المتعلقة بالقانون الدولي وميثاق جنيف الرابع، وكل ما له علاقة بإزاحة الظلم والقهر والاحتلال والتمييز العنصري.
بدوره، عبّر سفير المغرب لدى دولة فلسطين محمد الحمزاوي، عن شكره وامتنانه لمشاركة وفد من القيادة الفلسطينية احتفالات المغرب بالذكرى الثانية والعشرين لاعتلاء الملك محمد السادس العرش.
وأوضح الحمزاوي، أنه في هذه المناسبة يجدد فيها الشعب المغربي تأكيده على قدسية البيعة التي تجمعه بالعرش، وعلى الإجماع الوطني الذي يوحد المغاربة حول ثوابت الأمة ومقدساتها، خصوصا ما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة.
وذكر أنّ الشعب المغربي يقف في هذا اليوم وقفة إجلال للملك محمد السادس، مستحضراً التحولات الإيجابية الكبرى التي حققتها المملكة خلال العقدين الأخيرين.
وأشار إلى أنّ المملكة تخطو بشكل ثابت في طريق إحداث التغيير التنموي لتمكينها من ولوج مصاف الدول المتقدمة بإرادة قوية وطموح أكبر لمجابهة كل التحديات المطروحة.
وأشاد في ذات السياق، بالنضالات والملاحم الخالدة التي خاضها المغفور لهما الملك محمد الخامس، والملك الحسن الثاني، جنباً إلى جنب مع أبناء الشعب المغربي لبناء مغرب الحرية والكرامة والتنمية.
وجدد السفير المغربي لدى فلسطين التأكيد على موقف المملكة المغربية الداعم للقضية الفلسطينية، انطلاقاً من حل الدولتين المتوافق عليه دوليا، وبموجب المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، باعتبارها السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي عادل ودائم للصراع.
وشدد على ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص بمدينة القدس وحرمة المسجد الأقصى المبارك، وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بحرية، في كنف دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967.
وبيّن أن "القضية الفلسطينية تتبوأ مكانة خاصة لدى الملك محمد السادس، الذي يحرص دوماً على تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني الشقيق، وعلى التدخل الدؤوب للدفاع عن قضيته العادلة لدى مختلف الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة".
وختم بقوله: إنّه "وبصفته رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوجه وكالة بيت مال القدس، تحت إشرافه الشخصي، من أجل العمل المتواصل والهادف لتنفيذ مشاريع نوعية داعمة لصمود أهالي القدس، في الميادين الاجتماعية والثقافية والتربوية والصحية والشبابية. وهو الأمر الذي تضطلع به الوكالة على أحسن وجه في توافق تام مع متطلبات ساكني المدينة المقدسة".