خمسة أشهر من العمل المتواصل، أمضاها الفريق الهندسي في مؤسسة "شعاع" للعلوم والتقنيات، قبل أن يعلن نجاحه في ابتكار "روبوت" قادرٍ على التخفيف من حدة الخطر الذي يحيط بمهندسي المتفجرات، ورجال الإطفاء في قطاع غزة.
و في حديث مع المدير التنفيذي للمركز أحمد مقبل، يقول: "بعد كل عدوان، تتكشف مخلفات الحرب. الأجسام المشبوهة والصواريخ التي لم تنفجر، التي لطالما تسببت بسقوط ضحايا من مهندسي المتفجرات والمواطنين في آنٍ واحد"، ملفتاً إلى أنه في ظل ضعف الإمكانيات المتوفرة لدى فرق هندسة المتفجرات، ورجال الإطفاء، مقابل ارتفاع مستوى الخطر الذي يواجهونه، فإن الروبوت سيكون له فائدة كبيرة.
و بفخر يقول: "الروبوت قادر على حمل أوزان ثقيلة قد تصل إلى خمسين كيلو، ولديه خرطوم لإطفاء الحرائق بالماء، بالإضافة إلى إمكانية مساعدته بإطفاء الحريق من خلال البودرة الجافة".
مضيفاً أنه يمكن التحكم بالروبوت عن بعد، و ذلك لأداء المهام المطلوبة منه دون التعرض للخطر، وتوفير أقصى درجات الحماية للمستخدم، مع ضمان كفاءة الأداء، منبهاً إلى امتلاكه مجرفة أمامية، لإزالة العوائق التي يمكن أن تعترض طريقه خلال تنفيذ المهام.
مًشيراً الى أن الروبوت الذي أطلق عليه اسم "شعاع"، ليس الأول الذي يبتكره مهندسو المركز الذي يحمل الاسم نفسه، كرمزٍ للصعود بالمواهب والإبداعات والابتكارات، منذ ما يقارب خمس سنوات، "لكن هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها المركز فعلياً بابتكار روبوت بهذا المستوى من الجودة، وهذا القدر من الأهمية في مثل أوضاع قطاع غزة"
الفريق الهندسي لجأ في عملية التصنيع، إلى استخدام مخلفات المركبات، والقطع المستخدمة، ذلك بسبب صعوبة استيراد القطع اللازمة نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزة منذ قرابة عقدٍ ونصف، يقول م.مقبل: "خلال خمسة أشهر، تم تجميع الروبوت قطعة قطعة".
حتى البطارية التي تم استخدامها في الروبوت، هي من نوعية (ليثيوم-أيون)، ويرمز لها بـ Li-ion، وهى نوع من البطاريات القابلة للشحن، وقد تم تجميعها من عدد من الأجهزة الكهربائية، لعدم توفرها في الأسواق.
ووفقاً لصانعي الروبوت فإنه يستطيع الدخول لمناطق خطرة، لا يستطيع رجال الإطفاء أو هندسة المتفجرات الوصول إليها.
يتحدث م.مقبل عن الصعوبات التي تواجه فريق المهندسين العاملين ضمن مؤسسة شعاع، فيقول: "الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة من أكثر المعيقات أمام الابتكارات، لكن هذا دفع المبدعين في غزة ككل، وفريقنا على وجه التحديد للتحدي، والعمل على إيجاد البدائل، من أجل تحقيق الإنجاز".
ويعتمد تمويل المؤسسة على بعض الدعم المحلي من محبي العلم، وداعمي الابتكار، "وهذا تحدٍ إضافي" يزيد مقبل الذي أكد أن فريق "شعاع" يطمح للعمل في مكانٍ أكبر مساحة، بإمكانياتٍ أكثر تطوراً، لعل ذلك يسنده في ابتكاراتٍ أقوى وأكثر فائدة.