بحذر كبير وتردد يجب علينا البدء بالتساؤل. هل كان يجدر ذلك؟ هل من اجل هذا الفتى قمتم بالصلاة؟ لقد مر شهرين تقريبا، وهي فترة قصيرة، مع ذلك شهرين. حكومة جديدة لا يمكنها تغيير ترتيب العالم في مدة شهرين. ولكن يمكن التبشير بالتغيير. بعث روح جديدة. بعد 12 سنة وصفت كتدمير للديمقراطية وخراب البيت، حكومة جديدة يمكنها بالتأكيد أن تظهر وكأنه لم يحدث أي شيء. أننا خرجنا من الظلام الى النور، من العبودية الى الحرية، من بنيامين نتنياهو الى نفتالي بينيت ويئير لبيد. لقد حلموا بذلك هناك.
مر شهران ولم يتغير أي شيء. الدولة لم تتدمر مثلما يصرخ الآن اتباع بيبي، لكن ايضا لا توجد أي اشارة على اصلاح قادم. كل شيء نفس الشيء. هنا تحسين وهناك تجديد. هذا يثير اليأس. سيكون من المؤسف رؤية أن حكومة ركبت على موجة الاحتجاج التي تحاكي كارثة وتريد التغيير، لا تحاول أن تكون مختلفة. حتى في تضخمها هي تثير الأسف. من الواضح أنه يجب اعطاءها الوقت، لكن اصبح من المسموح أن نكون قلقين. فالتغيير لا يلوح في الافق ولو حتى باشارة. فهل سنقول “لقد قلنا لكم”؟.
نحن لم نسمع أي خطاب مهم واحد، ولم تظهر أي فكرة جديدة بعد. ولكن لنترك الكلام، ايضا لا توجد أي خطوة جديدة تم فعلها تبعث على الأمل. صحيح أنه اصبحت لنا ميزانية، نوع من التجديد العالمي، لكن هذه الميزانية بالتأكيد لا يمكن أن تبعث على الامل. مرة اخرى ميزانية الدفاع المضخمة التي لا اساس لها والفاسدة بدرجة تثير الرعب، والتي تمتص في داخلها أي امكانية للتغيير، وكل الباقي يواصل الاحتماء في ظلها. من المثير رؤية زيادة لميزانية الصحة، لكن هذه فقط بقايا ما سلبته ميزانية الدفاع. يتبين أنه لا يوجد فرق بين وزير دفاع وآخر، لا يهم من أي حكومة أو من أي حزب، فبالجشع هم متشابهون. ولا يوجد أي فرق ايضا في سياستهم. مؤخرا الجيش الاسرائيلي يتجول وهو هائج في المناطق مثلما لم يتجول منذ فترة طويلة. جنوده يطلقون النار ويقتلون الابرياء دون أن يرمش لهم جفن، بدون أن ينبس أي أحد من الحكومة الجديدة ببنت شفة من اجل وقف هذا التدهور.
ايضا بالنسبة لايران لا يوجد أي تغيير. بدلا من الاعلان عن أنه توجد في اسرائيل حكومة جديدة غيرت التوجه، ودعم الاتفاق الذي يتراكم في الاصل، مرة اخرى نسمع همس الحرب الذي لا يساهم بأي شيء عدا عن زيادة تفاخر رجال الامن. ومرة اخرى نشاهد نهج الذين لا يتوقفون عن مهاجمة ايران بغطرسة ووقاحة، يصنعون عوالم الضجيج ضد عدوان يران المعروف بأنه العدوان الوحيد في المنطقة.
بعد لحظة ستندلع الحرب، مثلما احسن تسفي برئيل وصف ذلك في “هآرتس” أمس. ومن الذي يقودنا الى هناك؟ من تعتبر، لشديد السخرية، حكومة يسار – وسط. والضحية، التغيير؟ اذا كان يوجد شيء كهذا فهو كما يبدو مصيره الفشل. لا يجب اتهام الحكومة الجديدة بالاندلاع الجديد، لكن تفاخرها الذي لا اساس له، وهو التصرف بصورة مختلفة عن سابقتها، هو أمر مشين. نتنياهو، لقد احسنت صنعا بالاهتمام بالكورونا. وفي افضل الحالات الحكومة الجديدة ستسير على هديه.
لماذا اذا لدينا هذا الامر برمته؟ كتب دافيد افيدان، “من الافضل أن نحقق نجاح كبير” (“مناقشة مستعجلة”). ولكن هذه الحكومة لم تعد لامور عظيمة. التجربة التاريخية تظهر أن الحكومة التي لا تبدأ كبيرة لن تفعل هذه الامور الكبيرة في أي يوم من الايام. وقد كان يكفي مناحيم بيغن بضعة اسابيع من اجل الشروع في خطوة تضعه على صفحات التاريخ. وقد أحدث كليرك التغيير التاريخي ايضا في جنوب افريقيا بعد بضعة اشهر على تولي منصب الرئيس. هذا لن يحدث هنا بعد الآن.
تعالوا نتنازل ايضا للحكومة عن الامور الكبيرة. رؤساء الحكومة وتركيبتها غير مبنية لذلك كما يبدو. على الاقل بطرق صغيرة كان يمكنها أن تحدث التغيير، ليس فقط من خلال الغاء الخصم على الخطوط الكثيرة، الذي يبدو في الوقت الحالي اكبر تغيير لها. اطلقوا سراح خالدة جرار، اعتقلوا قتلة محمد العلامي، اسمحوا للمواصلات العامة بالعمل في ايام السبت، مكنوا ارتيوم دولغفيات من الزواج في البلاد، كي نعرف أن الوضع الآن هو افضل مما كان في سنوات الظلام في ظل الديكتاتور.