وضعنا السياسي… ونومة أهل الكهف !!

دعيبس.PNG
حجم الخط

بقلم: إبراهيم دعيبس

 

للأسف، واذا تكلمنا بصدق وصراحة، فإننا في وضع سياسي قد يكون الأسوأ في تاريخ القضية الوطنية، أولاً وقبل كل شيء هذا الانقسام المدمر والذي لم يعد أحد يتكلم عنه وكأنه أصبح أمراً مسلماً به ولا مجال للنقاش حوله، وعلى الجميع القبول بما هو قائم، وتسير القيادات في كل طرف على هواها ويتحدثون عن كل شيء مكرر وصار أمراً غير مسموع ولا مقبول، بينما الحديث عن استعادة الوحدة وضرورة ذلك واهمية الوحدة في مواجهة التحديات، لم يعد أمراً للمناقشة وعلى الجميع التسليم بما هو موجود.

والاحتلال يتوسع ويتغطرس ويجد من العرب من يتبرع له لتغذية الجياع ومن هو مستعد لاستقبال وزير خارجيته وبحث تطوير العلاقات الثنائية بين «البلدين الصديقين»، وحتى في افريقيا التي يشكل العرب غالبية سكانية وجغرافية في ارجائها، تجد اسرائيل لها علاقات وموقعاً وهي التي لا ترتبط بأي شكل من الاشكال مع هذه القارة.

لقد كنا نطالب أو ندعو ونجد من يستمع أو يستجيب لنا، واليوم لم نعد حتى نطالب ولم يعد أحد يستمع الينا، ويبدو الجميع وقد أعطوا الاحتلال صفة القبول بالأمر الواقع وبالقوة التي يتمتع بها عسكرياً وسياسياً وادارياً وعلاقات عامة. ويقال ان مجلس الامن سيجتمع قريباً لبحث القضية كما ان الرئيس ابو مازن سيتوجه الى الامم المتحدة والقاء كلمة هناك. وهذا كله حتى وان كان صحيحاً وحقيقياً، لن تكون له أية آثار عملية لأن العالم لا يفهم الا لغة القوة بأشكالها المختلفة ولم يعد يستمع لكل الخطب والبيانات اكثر من كونها كالحبر على الورق وبلا اية قيمة ولا اهتمام.

ان لم نكن أقوياء لن يستمع أحد الينا، وأول مؤشرات قوتنا هو استعادة الوحدة أولاً، واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حقيقية، لكي يقول الشعب كلمته ويختار من يريد ليمثله ويتحدث بإسمه، ولكي نخرج من الدائرة المفرغة التي تدور فيها القيادات ويعاني الشعب منها وتدخل القضية بسببها في نومة أهل الكهف القاتلة …!!
لقد طالت المعاناة وازداد الاحتلال توسعاً واستهتاراً، وعلى القيادات ان تصحو وان تخرج من سيطرة عقلية السلطة والكراسي … والتاريخ لن يرحم !!

كيف نواجه مشكلة تسريب العقارات؟!

الاحتلال حين يريد، يسيطر على كل عقار وأرض وموقع ويعمل على تهجير المواطنين ومصادرة ممتلكاتهم، وهذه قضية واضحة ومعروفة ونرى نماذج لها باستمرار في المدن والسهول والجبال وكل مكان وزمان، إلا ان هناك قضية مشكلة نواجهها دائماً وهي قيام البعض بتسريب عمارات الى الاحتلال في مواقع حيوية احياناً مما يشكل تهديداً للآخرين المجاورين.

وقد تحدثنا وتحدث كثيرون عن هذه القضية المشكلة والمأساة الاخلاقية، وكيفية مواجهة ذلك بالطرق المختلفة. وبالتأكيد فإن غالبية عمليات التسريب هذه تتم لأسباب مادية حيث نجد شركات أو أشخاصاً يتصيدون مثل هذه الحالات ويعربون عن الاستعداد لدفع المبالغ المطلوبة، وتتم الصفقات فعلاً، وان كانت تبدو في بعض الاحيان وكأن البيع تم لجهات غير يهودية لأن كثيرين من المشترين يتحدثون عن شركات وهمية وهم في الواقع في صلب الصهيونية وأهدافها.

ولمواجهة هذه المشكلة لا بد من اتخاذ خطوتين أساسيتين، الاولى والأهم وهي الاستعداد لشراء أي عقار بالسعر المطلوب ولو كان مرتفعاً ومبالغاً فيه كثيراً، وهذا أمر ممكن ولا بد من تأسيس جهة رسمية تتولى مثل هذه القضايا.

الخطوة الثانية المهمة وهي محاسبة من يقومون بتسريب العقارات، بكل الاشكال الممكنة والقانونية لعل أمثال هؤلاء يرتدعون ويجدون من هو مستعد لشراء ما يرغبون ببيعه بالسعر المطلوب.

ملاحظة أخيرة

أدعو كثيرين ممن يمارسون السياسة الى عدم المبالغة في تصريحاتهم وأقوالهم ومقابلاتهم التلفزيونية أو الإذاعية، فقد «زهق» الناس منهم ومن أقوالهم وأرجو منهم أن يأخذوا «إجازات كلامية» وأن يتحدثوا نادراً وبالمختصر المفيد كلما أمكن ذلك، وان يعرفوا جيداً ان أحداً لم يعد يستمع اليهم أو يأخذ أقوالهم على مأخذ الجد والصدق …!!