المقاومة الشعبية تشهدُ نقلةً نوعية

اشتيوي لـ"خبر": حكومات الاحتلال في سباق مع الزمن لفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها

استيطان لفصل الضفة
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

أكَّد مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مراد اشتيوي، على أنَّ المقاومة الشعبية تشهد نقلةُ نوعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ليس فقط في طبيعة المواجهة مع الاحتلال "الإسرائيلي" بل في عدد المواقع التي تستهدف هذا الشكل من أشكال المقاومة الشعبية.

وقال اشتيوي في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الرسالة التي نُريد إرسالها، هي ترسيخ نهج المقاومة ووجوب طرد المحتل وإنهاء كل أشكال الاحتلال عن الأرض الفلسطينية عام 1967، وإزالة كل أشكال الاستيطان وتمكين شعبنا من إقامة دولة مُستقلة قابلة للحياة متواصلة جغرافياً على كامل الأرض المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف".

وبالحديث عن أسباب تصاعد الهجمة الاستيطانية الاحتلالية في القدس المحتلة والضفة الغربية والأغوار، أوضح اشتيوي، أنَّ الهجمة الاستيطانية تنسجم مع هدف واحد، وهو رؤية حكومات الاحتلال المتعاقبة مع كل الأراضي المُصنفة "ج".

وأضاف: "حكومات الاحتلال في سباق مع الزمن لفرض أمر واقع استعماري لفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها؛ حتى يتمكن من فصل المدن الفلسطينية عن بعضها البعض في سياسية تسعى لتقسيم الضفة الغربية إلى كونتونات يفصل بينها طرق فرعية تُحكم بحواجز للتحكم في حركة المواطن الفلسطيني".

وأردف: "يسعى الاحتلال إلى إتاحة المجال للمستوطنين لممارسة اعتداءاتهم وتصعيدها بكل أشكالها؛ لتسهيل السيطرة على الأراضي الفلسطينية بحجج أنَّها مناطق نفوذ عسكري أو أراضي دولة أو أنَّها مناطق محميات طبيعية أو أنَّها تخص آثار تاريخية، أو أراضي تخض الموارد الطبيعية".

وأكمل: "برز مُؤخرًا قضية الاستيطان الرعوي الذي يُحاول المستوطنون من خلاله تضييق الخناق على الرعاة الفلسطينيين، وتحديدًا في منطقة الأغوار الوسطي والأغوار الشمالية والجنوبية، كما جرى في حمصة وعين شبلي وفي عقربة".

وأشار إلى أنّ الاحتلال يُريد محاصرة الفلسطيني وتضيق الخناق ومنعه من البناء في الأراضي المصنفة "ج"، وهدم المنشآت الفلسطينية المتكررة، وفي الاتجاه الآخر إحكام السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية من خلال توفير الغطاء الأمني والحماية للمستوطنين لمواصلة استيلائهم على الأراضي وصولاً إلى الاعتداءات على المواطنين؛ الأمر الذي أدى لارتقاء شهداء.

أما عن الضغوط الدولية على الاحتلال لوقف سياسية الاستيطان، واحتمالية استجابته لها، قال اشتيوي: "إنَّ الأمر متعلق بالنوايا، فقد كان هناك جولة لأكثر من 30 قنصل من مختلف دول الاحتلال الأوروبي إلى قرية بيتا جنوب نابلس، وهو الأمر الذي نسعى له في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بتدويل قضية المقاومة الشعبية".

واستدرك: "هدفنا هو فضح ممارسات الاحتلال على أوسع نطاق، وحملنا المجتمع الدولي في أكثر من مناسبة حول تمادي إسرائيل في اعتداءاتها وتحديدًا جريمة الاستيطان التي أدانتها كل المنظمات الدولية واعتبرتها جريمة حرب وغير شرعي".

واستطرد: "لكن المجتمع الدولي اكتفى حتى اللحظة بالإدانات ولم تتوفر النية الجدية في لجم اعتداءات إسرائيل بكل أشكالها ولم تتوفر النية لتنفيذ المقررات الدولية"، مُضيفاً: "نحن في هيئة مقاومة الجدار وكل أبناء شعبنا نُطالب أنفسنا بالتصدي للاحتلال بكافة أشكاله".

وتابع: "نلجأ إلى المجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته تجاه أبناء شعبنا من ناحية وتجاه لجم الاحتلال من ناحيةٍ أخرى"، مُشدّداً على أنَّ إدانات المجتمع الدولي لوحدها لا تكفي بالمطلق".

وختم اشتيوي حديثه، بالقول: "إنَّ المطلوب هو موقف جدي من المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية بعدة اتجاهات، من فضح ممارسات الاحتلال ولجم إسرائيل عن ممارسة المزيد من الاعتداءات، وإجبارها على تنفيذ كافة الاتفاقات الدولية المتعلقة بحل الدولتين بالحد الأدني، وإجبارها على وقف الاعتداءات وممارسات المستوطنين".