هآرتس – كوخافي يدعو قادة الجيش لـلانضباط في الضفة الغربية ..!

حجم الخط

بقلم: ينيف كوفوفيتش – هآرتس 

 

التقى رئيس الأركان افيف كوخافي، أول أمس، كبار قادة المنطقة الوسطى، وطلب منهم تخفيض مستوى إطلاق النار على الفلسطينيين في الضفة الغربية، عقب تزايد الحالات التي أطلق فيها الجنود النار وقتلوا فلسطينيين في الأشهر الثلاثة الأخيرة، في الأسابيع الأخيرة بشكل خاص. في هذا اللقاء، طلب كوخافي من قادة الألوية العمل على تهدئة المنطقة وإشراك المزيد من كبار الضباط في جزء من النشاطات العسكرية، والتأكد من أن معظم القرارات يجري اتخاذها من المستويات العليا. منذ أيار، قتل الجيش الإسرائيلي في الضفة أكثر من 40 فلسطينياً، 7 منهم في تموز الماضي.

في موازاة ذلك، انتقدت جهات في المستوى السياسي وجهاز الأمن قائد المنطقة الوسطى الجنرال تمير يدعي، وقادة كبار في القيادة. وقالت إن سلوكهم في الأشهر الأخيرة قد تؤدي إلى التصعيد في الضفة والمس بجهود الحكومة للمساعدة في الانتعاش الاقتصادي والحكومي للسلطة الفلسطينية. وقد أشارت جهات في جهاز الأمن إلى أن قادة كباراً في قيادة المنطقة الوسطى عملوا في عدة مناسبات بصورة يمكنها أن تشعل الضفة في الأشهر الأخيرة.

وقالت جهات مطلعة إن كوخافي تطرق فيها إلى عدة حالات حدثت مؤخراً، قام فيها مستوطنون بملابس مدنية بإطلاق النار على فلسطينيين بسلاح الجيش الإسرائيلي، وبسلاح جنود كانوا هناك وبحضور الجنود. في حزيران تم توثيق مستوطن وهو يطلق النار من سلاح جندي على فلسطينيين من قرية التواني في جنوب الخليل. المستوطن الذي نزل من السيارة العسكرية التي كان فيها جنود آخرون، تم توثيقه وهو يطلق النار على الفلسطينيين، في حين أن مستوطنين آخرين كانوا يرشقون الحجارة ويقتلعون الأشجار التي يمتلكها الفلسطينيون. لم يقدم الجيش حتى الآن أي معلومات كافية فيما يتعلق بهذه الحادثة وأحداث أخرى ظهر فيها مستوطنون وهم يطلقون النار على فلسطينيين بحضور جنود الجيش الإسرائيلي.

في الأشهر الثلاثة الأخيرة، قتل الجيش الإسرائيلي 40 فلسطينياً في الضفة الغربية، عدد منهم غير مشاركين في المواجهات مع الجنود، وقتلوا بالخطأ. وهذا العدد يشمل أيضاً 27 فلسطينياً قتلوا في الضفة أثناء عملية “حارس الأسوار” في قطاع غزة. بدأ تواصل الحالات في أيار، حيث صودق لعدد من المستوطنين على إقامة بؤرة “أفيتار” الاستيطانية بعد فترة قصيرة على قتل يهودا غويتا في مفترق زعترة. جرى نقاش بين الشرطة والجيش حول من هي الجهة التي صادقت على إقامة البؤرة وامتنعت عن إخلائها.

ومنذ ذلك الحين، تحولت المنطقة التي بنيت فيها البؤرة إلى بؤرة مظاهرات جبت أرواح خمسة فلسطينيين. بعد ذلك صادق قائد لواء الغور، العقيد بتسلئيل شنايد، لعدد من المستوطنين بالمبيت في موقع مهجور في الغور، رغم أنه كان يعرف أن نيتهم هي إقامة بؤرة استيطانية في المكان. كما أدى نضال سكان الشيخ جراح ضد إخلاء العائلات من بيوتها، إلى تصعيد أمني. في المقابل، منذ بدأت عملية “حارس الأسوار” زاد الجيش الإسرائيلي من استخدام بنادق “الروجر” أثناء المظاهرات في الضفة. وحسب التقديرات، فإن عدد القتلى الكبير ينبع من استخدام هذه البنادق.

في الأسابيع الثلاثة الأخيرة ازداد تواتر عمليات إطلاق النار، وأطلق الجنود النار في عدد من الحالات وقتلوا فلسطينيين غير مشاركين في المواجهات، من بينهم أطفال. قبل ثلاثة أسابيع، أطلق الجنود النار وقتلوا شادي الشرفا من قرية بيتا (41 سنة)، الذي كان يعمل سباكاً لكسب الرزق. أطلقوا النار عليه قرب أنبوب للمياه وهو يحمل مفتاحاً سويدياً. بعد بضعة أيام على ذلك، قتل طفل فلسطيني (12 سنة) هو محمد العلامي بإطلاق 13 رصاصة على السيارة التي كان فيها مع أبناء عائلته قرب قرية بيت أمّر شمالي الخليل. بعد انتهاء الجنازة، اندلعت مواجهات أطلق فيها الجيش الإسرائيلي النار، وقتلت شوكت عوض (20 سنة).

في موازاة ذلك، انتقدت جهات في جهاز الأمن مؤخراً الطريقة التي يتعامل فيها الجنرال يدعي مع جهات متطرفة في أوساط المستوطنين. ذكروا اللقاء بين يدعي ونشطاء من شبيبة التلال في البؤرة الاستيطانية “معوز استر” في شباط، وخطيبة اهوفيا سانداك الذي قتل أثناء ملاحقة للشرطة. جرى اللقاء في الوقت الذي كان فيه التحقيق مع رجال الشرطة والشباب الذين كانوا مشاركين في الحادثة جارياً. وانتقدت جهات أمنية أيضاً اللقاءات التي أجراها يدعي من قبل في البؤر الاستيطانية “ملاخي هشالوم” و”قومي اوري”. عدد من سكان “قومي اوري” هم نشطاء في شبيبة التلال الذين هاجموا الجنود والقادة عدة مرات في الأماكن نفسها التي جرت فيها اللقاءات.

وأكد الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي أنه كان هناك لقاء بين رئيس الأركان وضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى. وقال إن كوخافي أجرى تقدير موقف عملياتي في هذا اللقاء.