رفض ،توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، خلال لقاء صحفي في برنامج أوراق فلسطينية الذي يبث على قناة الغد العربي "تسمية ما يجري في الضفة الغربية والقدس "انتفاضة"، مؤكداً أن ما يجري "هبة جماهيرية" وبداية انتفاضة جاءت انتصارا للقدس".
وأكد الطيراوي أن "الهبة الجماهيرية" والحرك الشبابي على الأرض مدعوم من قبل حركته وكافة قيادات الحركة بشكل كامل.
وتابع: "الانتفاضة يجب أن تكون في كل قرية وبيت و مدينة ومخيم وشارع، انتفاضة شاملة وعارمة (...)، غير أنها الأن بداية انتفاضة لم تصل إلى مستوى الانتفاضة التي بعدها لا يمكن لها ان تعود إلا بتحقيق الأهداف الفلسطينية"، بحسب تعبيره.
وأوضح الطيراوي أن "الانتفاضة انطلقت بلا قرار، ونتيجة انسداد الأفق السياسي، واستمرار الاستيطان وتردي الأوضاع الاقتصادية والتعنت الإسرائيلي والانحياز الأمريكي وضعف الحالة العربية، إلى جانب الأعمال الإسرائيلية اليومية "من القهر والاضطهاد والاعتقال وهدم البيوت مما ولد حالة لدى الشعب الفلسطيني من الانفجار".
ورد الطيراوي على تصريحات الدكتور محمود الزهار، التي اتهم فيها السلطة الفلسطينية وحركة فتح بمنع الانتفاضة، متحدياً قيادة الحركة السياسية والميدانية بغير ذلك: "أنا قائد في فتح وأتحداك أن الذي يجري على الأرض يا دكتور هو فعل، وهذا الفعل مدعوم فتحاوياً وشعبياً وكافة قيادات فتح هم مع هذا الفعل والانتفاضة بشكل كامل".
وأضاف "نحن عندما نقرر ليس مهما ان نذهب للتلفزيونات ونقول قرار، ولكن نحن نقول أن قرار فتح هو دعم هذا الفعل والتحرك الجماهيري وهذه الهبة والانتفاضة في الميدان".
وتابع "فتح موجودة في الميدان منذ الساعات الأولى لما يجري، وهذا الفعل كان يجب أن يكون منذ سنوات، حتى يدعم الأفعال السياسية"، مشدداً على ضرورة بناء إستراتيجية وطنية تضعها كافة الفصائل من أجل أن تصل الانتفاضة الفلسطينية إلى هدفها بإنهاء الاحتلال.
ورد الطيراوي على تصريحات بعض القيادات الفلسطيني التي تقول أنه لا يوجد هناك قيادة موحدة للانتفاضة، مؤكداً انه ليس من الضروري الإعلان إن كان هناك قيادة موحدة لإدارة انتفاضة القدس أو لا، مشيراً إلى أنه في حال الإعلان عنها ستبحث إسرائيل و "عملائها" عنهم لاعتقالهم.
في غضون ذلك، دعا الطيراوي المواطنين في قطاع غزة، للخروج إلى نقاط التماس مع جيش الاحتلال لمقاتلتهم، وقال: "انا بقول لشعبنا في غزة العظيم المعطاء الشجاع، الذي حارب كل من غزا غزة، أن يخرج لمقاتلة الإسرائيليين في نقاط التماس".
وعن اتهامه للرئيس محمود عباس برفض المصالحة مع حركة حماس، أكد ان حركته وقعت مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على اتفاق في العاصمة القطرية الدوحة، رغم ملاحظات "فتح" على بعض البنود.
وقال: "أبو مازن لم يشاورنا في التوقيع (اتفاق الدوحة)، ولكن احترمنا موقعه كرئيس للحركة، و وافقنا على هذا الاتفاق، رغم ملاحظاتنا على بعض النقاط الموجودة فيه، وذلك لان هناك صوت واحد في فتح يجب ان نحترمه من أجل الوحدة الوطنية ووحدة شعبنا"، متهماً الزهار بأنه هو من رفض اتفاق الدوحة الذي وقعه مشعل مع الرئيس عباس
وأشار إلى أنه لا يمكن إنهاء الانقسام الداخلي في الساحة الفلسطينية "في ظل تاريخ وتفكير وأيدلوجية الإخوان المسلمين"، وقال: "لا يفهم ولا يفقه سياسي إذا اعتقد أي قائد فلسطيني أنه يمكن إنهاء الانقسام في ظل تاريخ وتفكير وأيدلوجية الإخوان المسلمين، مستحيل يجري".
إلى ذلك، أكد الطيراوي أن ما يجري في القدس المحتلة وقطاع غزة والداخل الفلسطيني "هو من أجل منع التقسيم الزماني والمكاني"، مبدياً استغرابه من تصريحات الدكتور محمود الزهار "أنه يريد الانتفاضة في الضفة" كون أن قطاع غزة محرر ولا يوجد فيه أي مستوطنات.
وقال: "مع علمي أن الزهار يؤمن بفلسطين كلها واحدة، لماذا لا يريد أن ينتفض الفلسطينيين في وجه الاحتلال وحصار الاحتلال لأهلنا في غزة ؟".
وحول تصريحات الزهار عن جاهزية قطاع غزة للحرب مع الاحتلال، اعتبر الطيراوي ذلك "عمل ارتجالي وعشوائي"، مؤكداً على أن مواجهة الاحتلال بحاجة إلى "وحدة وطن ووحدة رؤية و موقف و وحدة جغرافية".
وأشار إلى أن أي عمل دون خطة إستراتيجية وهدف ورؤية "غير مقبول"، داعيا إلى إنهاء الانقسام والاتفاق على إستراتيجية وطنية لبحث كل الخيارات لمواجه الاحتلال، وتطوير ودعم الانتفاضة.
الشأن الفتحاوي
وحول التقارير التي تتحدث عن انشقاقات وأزمة داخلية في حركة فتح، نفى الطيراوي ذلك، وأكد أن فتح موحدة ولا يوجد بها "أزمة طاحنة"، وقال: "هذا غير صحيح وغير دقيق، لا يوجد أزمة طاحنة".
وأضاف "إذا انشقت حركة فتح انشقت الساحة الفلسطينية، و إذا تعافت فتح تعافت الساحة الفلسطينية، وكذلك الأمر إذا ما حصل أي مكروه للحركة ينعكس على الوضع الفلسطيني"، موضحاً أن ذلك يدلل على أن فتح هي حركة الشارع الفلسطيني.
وتابع "أتحدى أي تنظيم فلسطيني، لا يوجد به تباينات في الرأي وخلافات (...) كل التنظيمات الفلسطينية، بدءً من الجهاد الإسلامي التي احترمهم، وهم بالنسبة لي من أشراف هذا الوطن، إلى أصغر تنظيم فلسطيني موجود مصطفى البرغوثي أو جبهة النضال، الشيء الوحيد الذي لا يوجد فيه تباين في الرأي زمن الرسول محمد".
وأكد أن حركته "بخير، والدليل أنها تقود الفعل الفلسطيني في الشارع".
غير أن الطيراوي لم يخفي أي اختلاف أو تباين في الرأي داخل الحركة، وقال: "نعم نتباين في الرأي وهذا ليس عيب وليس خللاً (...) إذا كنا في فتح أو أي تنظيم أخر، لا نختلف بالرأي وجميعنا رأينا واحد، فإن ذلك لا يعد تنظيم".
وعن مطالبة 18 نائب من حركة فتح للرئيس عباس، بعقد اجتماع للمجلس التشريعي الفلسطيني لبحث الوضع الراهن الذي تمر به القضية، قال: "عندما يطالب 18 نائب من فتح باجتماع هذه هي الديمقراطية، هذه ديمقراطية فتح و أبو عمار، هل يجرؤ أحد في حماس مخالفة رأي قيادتهم ؟".
وحول دعوته لتعيين منصب نائب للرئيس عباس، جدد الطيراوي مطالبته بضرورة تعيين نائب للرئيس عباس لترتيب هيكلة النظام السياسي، وقال: "يجب أن يكون لدينا معرفة من هو رقم 2 بعد الرئيس، وهذا ليس له علاقة بتباينات الرأي".
وأضاف "نحن ديمقراطيون إلى أبعد الحدود، وعندما نرى أن هذا الموضوع ضرورة يجب أن نذهب إلى الإطار القيادي في اللجنة المركزية لاختيار نائب للرئيس، بالتصويت السري".
وتابع "مين بيطلع نائب للرئيس أول واحد يضرب له تحية أنا حتى لو كنت مختلف معه أو متباين معه بالرأي".
وأكد الطيراوي أنه وكثير من أعضاء اللجنة المركزية لا يسعون إلى السلطة، وقال: "لو وضعوا لي السلطة في كف ومال الكون في كف أخرى لن أكون عنصراً ولا قائداً ولا رئيساً في السلطة، أنا أريد فتح التي هي أهم من السلطة".