أمام تحديات كبيرة لا تنتهي تواجه سكان القطاع، و رغم الحصار الاسرائيلي الذي يشهده القطاع، نشاهد نماذج مشرفة من الشباب تشق طريقها بنفسها لتأسيس مصدر رزق لهم، عن طريق إنشاء مشاريع صغيرة توفر لهم أدنى مقومات العيش.
إحدى هذه النماذج الشابة سارة أبو سمرة صاحبة العشرين عاماً، تدرس تصميم داخلي في جامعة غزة، ابتكرت من شغفها في التطريز مشروع صغير مختص في (التطريز البرازيلي ).
بدأت أبو سمرة في التطريز البرازيلي بشكل فعلي عند اقتراب موعد ولادة صديقتها المقربة، حيث كانت تفكر بهدية مبتكرة تقدمها لها وتبقى ذكرى جميلة بينهم، مشيرةً إلى أنها كانت الدافع الأساسي بعد والدتها للاستمرار في تعلمه وتطوير ذاتها.
و في حديثٍ لها عن كيفية اتقانها لهذا النوع من التطريز تقول سارة إنها :"تقدمت لدورة مختصة في تعليم أساسيات التطريز البرازيلي واستمرت فيها لفترة"، مضيفةً أنها لم تكتفي بذلك وتابعت موقع اليوتيوب على الإنترنت خصوصاً في أوقات الحجر المنزلي.
وأشارت أبو سمرة خلال حديثها، إلى أن مجال دراستها ساعدها كثيراً في تحقيق شغف التطريز البرازيلي لأنه يحتاج نوع من الابتكار في إيجاد التصميمات وتنفيذها، مؤكدةً على ترابط تخصصها الدراسي مع هوايتها.
وتوضح أنه ليس سهلاً، و يحتاج للوقت والجهد، ولكن حبها للفن يُنسيها كل التعب ويخلق لديها روح المتعة خلال العمل.
وتُبين أنها قررت إشغال وقتها بما يعود عليها بالمنفعة في كافة مناحي حياتها، مشيرةً إلى أنها نظرت إلى سوق العمل في القطاع، ولاحظت الطلب الكبير على الهدايا المصنوعة يدوياً فاستغلت هذا الجانب.
وتمضي في الحديثِ قائلة: " أنشأت صفحتي الخاصة على منصة انستغرام لتسويق ما أقوم به من تصميمات وطلبات" .
وأضافت أنها شاركت في معرضٍ أقيم في نادي (تشامبيونز) للأشغال اليدوية، وأيضاً لجأت للإعلانات الممولة، والإعلان لدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
وتهرب سارة من فوضى النهار بعد انتهاء يومها إلى عالمها الصغير في أوقاتٍ متأخرة من الليل لتنسج خيوطها بهدوءٍ وتركيز.
وتذكر أبو سمرة ما تحتاجه من موادٍ خام للعمل وهي ( قطعة خشبية دائرية، القماش، الخيوط الملونة، إبرة تطريز، جلد، قلم حراري )، مؤكدةً أنه يحتاج التفكير موسعاً للخروج بنتيجة مرضية.
وتختم حديثها بأنها تطمح لإيصال مشروعها لجميع الناس ونجاحه، وتقدم رسالة للشباب بالبحث والسعي لاستغلال أفكارهم كمصدر رزق والتميز بها.