أصدرت الفصائل الفلسطينية اليوم الإثنين، بيانات إدانة وشجب واسعة لجريمة الاغتيال البشعة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، بحق 4 شبان فلسطينيين بمدينة جنين.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ: "إن الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجرا في مدينة جنين، تؤكد على السياسة اليمينية المتطرفة للحكومة الجديدة في إسرائيل، التي تواصل القتل والاستيطان وهدم البيوت ومحاولات التهجير".
وأضاف "على المجتمع الدولي ان يخجل من صمته حيال ذلك، وعدم توفيره الحماية للشعب الفلسطيني من هذا البطش".
وأكدت حركة "فتح"، على أن الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم في مدينة جنين ومخيمها، وراح ضحيتها أربعة شهداء، هي مجزرة حقيقية بحق الإنسانية جمعاء، وبقرار مسبق باستمرار الإعدامات الميدانية والقتل والإرهاب الإسرائيلي.
وقال عضو المجلس الثوري، المتحدث الرسمي باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي، إن هذه الجريمة النكراء هي انعكاس مباشر لعقلية الإجرام في تل أبيب، التي ترى في سفك الدم الفلسطيني واجبا وعملا مقدسا، مؤكدا أن هذا الدم الغالي والعزيز لن يكون إلا وقودا لاستمرار المقاومة والثبات على الموقف الرافض لكل الإملاءات والاشتراطات.
وتساءل القواسمي: أين المجتمع الدولي ومؤسساته التي تتغنى بحقوق الإنسان؟. أين دول العالم مما يجري من مذابح ومجازر بحق البشر والحجر في فلسطين؟ ولماذا ازدواجية المعايير في تصدير المواقف؟.
ومن جانبه، قال الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع: "تنتفض جنين من جديد لمواجهة قوات الاحتلال الصهيوني الذي يحاول اقتحام المدينة في مشهد بطولي يرسمه فرسانها الميامين يعبر عن أصالة شعبنا في مقاومة المحتل".
وأكد على أن ما حدث اليوم في جنين دليل على أن مقاومة شعبنا متصاعدة ومتواصلة ضد المحتل الصهيوني وأنه لا يمكن أن تنكسر إرادة شعبنا أمام غطرسة الاحتلال وجرائمه.
وأشار إلى أن ارتقاء 4 شهداء في مواجهات جنين وقبلها في مواجهات بيتا يتطلب وقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال ورفع اليد الثقيلة عن المقاومة وإطلاق العنان للشباب الثائر في الضفة الغربية لردع الاحتلال.
وختم بالقول: "رحم الله الشهداء الأبطال وستظل دماؤهم الزكية وقوداً لانتفاضة شعبنا ونبراساً يضيئ الطريق لاستنهاض همم الشباب الثائر لمواجهة جرائم الاحتلال".
وبدوره، قال الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي: "نوجه التحية إلى مقاومي جنين الأبطال وشبابها الثائر ورجالهاالأوفياء ونسائها الماجدات".
وتابع: "ننعى الشهداء الأبطال الذين خضبت دماؤهم أرض جنين الباسلة"، مؤكدًا على أن هذه الدماء الطاهرة هي وقود ثورة لا تنتهي الا بزوال الاحتلال ورحيله عن أرضنا.
وأفاد بأن عبق الشهادة والشهداء يملأ فلسطين فخراً واعتزازاً ويشحذ همم الثوار لاستكمال مشوار المقاومة ودليل على أن هذه الأرض ستلفظ الغرباء الطارئين والمعتدين الصهاينة
كما ونعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، شهداء التصدي لاقتحام جنين، مؤكدة على مواصلة الاشتباك والمواجهة الميدانية مع الاحتلال، وأن دماء شهداء جنين لن تذهب هدرًا، وأن شعبنا ما زال مصممًا على مواصلة نضاله ومقاومته بكافة الأشكال لمواهة الاحتلال والإرهاب الصهيوني حتى لجمه وكنسه عن أرضنا وقدسنا.
وشددت على أن سلطات الاحتلال اعتمدت سياسة الاغتيالات والقتل العمد بدم بارد لأبناء شعبنا بذرائع مختلفة، في محاولة بائسة لتقويض الإرادة الشعبية الناهضة في جنين وعموم الضفة الفلسطينية والقدس المحتلة، وقطع الطريق على استنهاض المقاومة الشعبية الشاملة بكافة أدواتها وأشكالها وأساليبها.
ودعت الجبهة جماهير شعبنا الفلسطيني للمشاركة الواسعة في الاضراب الشامل وتشييع الشهداء في جنين، وتصعيد الانتفاضة والاشتباك الميداني مع قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، مطالبة بتعبئة الطاقات الفلسطينية في كل مكان بما في ذلك التعجيل بتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية لخوض غمار المواجهة الميدانية الشاملة كما رسمتها مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في (3/9/2020)، التي أثبتت على الدوام مدى ثباتها وإصرارها على الاشتباك الميداني مع قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين باعتباره الطريق الذي أثبت جدواه لصناعة ميزان قوى جديد في المسار النضالي لشعبنا.
وختمت الجبهة بيانها بمطالبة السلطة الفلسطينية بضرورة مغادرة سياسة الإدانات اللفظية والرهانات الفاشلة، واستجداء الدعم والحماية الدولية، نحو الانخراط في سياسة المجابهة الشاملة عملاً بقرارات الإجماع الوطني، بتوفير الحماية الميدانية لأبناء شعبنا على يد الأجهزة الأمنية، والبدء بوقف كافة أشكال الاتصالات والعلاقات مع سلطات الاحتلال بما فيها وقف التنسيق الأمني ووقف العمل ببروتوكول باريس الاقتصادي وتفعيل المقاطعة الشاملة لدولة الاحتلال.
كما وحمّل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني أحمد التميمي، المجتمع الدولي المسؤولية عن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في جنين، فجر اليوم، بسبب صمته وغض الطرف عن جرائم الاحتلال الذي يضرب بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية.
وقال التميمي، في بيان صحفي، إن هذه المجزرة التي أدت الى استشهاد أربعة شبان، تؤكد على أن الاحتلال يسعى دائما لاقتناص أي فرصة لارتكاب جرائمه بحق أبناء شعبنا، وأن استخدامه لإطلاق النار بشكل عشوائي واستهدافه للأجزاء العلوية دليل على انه يمارس القتل من اجل القتل واستباحة دماء الفلسطينيين.
ودعا مجلس الأمن والمؤسسات الدولية الى تحمل مسؤولياتها تجاه تطبيق القانون والاتفاقيات الدولية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته المتواصلة.
وأكد على أن تواصل جرائم الاحتلال وصمت المجتمع الدولي يؤدي الى انفجار الأوضاع، لأن شعبنا لن يعدم الوسيلة للدفاع عن نفسه.