وقال وزير الثقافة والفنون والتراث القطري حمد بن عبد العزيز الكواري خلال كلمة الافتتاح إن مهرجان أجيال يشكل تحولا نوعيا في تاريخ السينما بقطر من خلال دوره في تأسيس صناعة سينمائية وتكوين جيل واع بمهارات وتقنيات هذه الصناعة.
وأضاف الكواري أن المهرجان يشكل ملتقى للتفاعل الثقافي بين شباب العالم، وبابا من أبواب تبادل الخبرات والتجارب الفنية وفرصة لتطوير الإبداع، منوها بالصيت الطيب الذي يحظى به مهرجان أجيال على مستوى خريطة المهرجانات العالمية.
صناعة سينمائية
من جانبها، أكدت فاطمة الرميحي الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام مديرة مهرجان أجيال أنه رغم مرور 120 عاما على انطلاقة السينما والمتغيرات التي شهدها العالم فإن عشاق السينما لا يزالون يجتمعون في غرفة مظلمة لمشاهدة شاشة ضخمة وقضاء أجمل تجربة سينمائية.
وأبرزت الرميحي في كلمتها الافتتاحية أن الدورة الثالثة للمهرجان تثبت -من خلال عروض الأفلام والمعارض الفنية والعروض الخارجية والندوات وأيام الأسرة والترفيه والمسابقات- أنه حدث موجه للمجتمع ويساهم بقوة في إثراء إبداعات الجيل القادم.
وشددت على أن الأيام السبعة للمهرجان ستكون فرصة لصناعة تاريخ خاص للسينما المحلية من خلال الاحتفاء بالمواهب الشابة والطاقات الواعدة وإتاحة الفرصة للصغار في المشاركة بتحكيم الأفلام.
وعزت الرميحي سبب اختيار فيلم "يا طير الطاير" للمخرج هاني أبو أسعد لافتتاح سلسلة عروض مهرجان أجيال السينمائي إلى الصيت الكبير الذي يتمتع به المخرج وتجربته الفنية الأصيلة، وإلى كون "يا طير الطاير" يمثل الفيلم المثالي الذي يجسد الطموح والأمل والإيجابية وتحدي الصعاب، وهي القيم نفسها التي يسعى المهرجان إلى بثها في نفوس الشباب وتمكينهم من آليات تطوير الذات الإبداعية وفتح مداركهم نحو آفاق أرحب وأوسع، لافتة إلى أن هذه الاعتبارات حدت بمؤسسة الدوحة للأفلام إلى المساهمة في تمويل الفيلم.
واقع وخيال
من جهته، قال المخرج هاني أبو أسعد في تصريح للجزيرة نت إن فيلم "يا طير الطاير" مستوحى من قصة واقعية للفنان محمد عساف بطل برنامج "عرب أيدول"، وليس نسخة طبق الأصل لحياته.
وأشار المخرج إلى أنه وظف الخيال في مشاهد الفيلم وتجاوز تفاصيل المعيش اليومي خلال المعالجة الدرامية للأحداث، مدللا بمشهد وفاة أخت محمد عساف بمرض القلب في حقيقة الأمر، لكن المخرج حول المشهد إلى وفاة بسبب الفشل الكلوي للإحالة على الواقع المرير المتعفن الذي يحتاج إلى تنظيف وإلى دماء جديدة كما تحتاج الكلى المريضة إلى غسيل.
من جانبه، أوضح الفنان الفلسطيني محمد عساف محور قصة الفيلم في تصريح للجزيرة نت أن حكايته هي حكاية كل شاب عربي يتمسك بالأمل وتحدي كل الصعاب التي تجابهه من أجل تحقيق طموحه، مبديا تأثره بأحداث الفيلم حين مشاهدته كاملا، ومتأسفا لكونه لم يوفق في تقمص دور عساف بنفسه رغم محاولات المخرج معه في تدريبات خاصة.
ويستمر مهرجان أجيال إلى الخامس من ديسمبر/كانون الأول المقبل بعرض ثمانين فيلما من ضمنها 17 فيلما في برنامج مسابقة "صنع في قطر".
وتتنافس الأفلام كلها للفوز بست جوائز خصصها المهرجان لثلاث فئات عمرية، وأسند تحكيم هذه الأفلام إلى لجنة تضم أكثر من خمسمئة عضو من الأطفال والشباب، كما تتخلله فعاليات ثقافية وترفيهية ورياضية خاصة بالأطفال والأسر.