من ظُلمة المعاناة ينسج اهل غزّة ثوباً للفرح، فعلى حدود القطاع نُصبت خيمة السيرك الأولى التي يُنفس الأطفال من خلالها عن طاقاتهم المكبوتة ويُنْمّو مواهبهم الرياضية عبر ألعابٍ بهلوانية مُتنوعة يتم تدريبهم عليها بكل إتقانٍ، لتحقيق أحلامهم في خوض منافسات سيركٍ دولية أسوةً ببقية أطفال العالم.
ممارسة مهارات السيرك وإتقان بعضاً من ألعابه لم يعد مشهداً تلفزيونياً فقط، ففي شمال قطاع غزّة أنشأَ الشاب ماجد مسلمي، مدرسةً لتعليم الأطفال بعضاً من مهاراتها تحت اسم "مدرسة نجوم السيرك".
ويتعلم الأطفال في إطار مدرسة "نجوم السيرك" مختلف المهارات، ويكتشفون ميولهم، وتُمثل فنون السيرك متنفساً لهم في ظل ظروف الحصار المفروض على قطاع غزّة منذ أكثر من 14 عاماً، إضافةً إلى الحروب "الإسرائيلية" المتتالية على القطاع.
بدوره، قال مدير مدرسة "نجوم السيرك"، ماجد مسلمي: "إنّه يتم تقديم ألعاب عديدة للأطفال مثل الجماز والأكروبات الهوائية والمهرجين، حيث يتم تقديم هذه الفقرات في الشوارع والمدارس والمؤسسات"، لافتاً إلى أنَّ هذه العروض الترفيهية تلقى إعجاب الأهالي والأطفال في آنٍ واحد.
وأضاف مسلمي، خلال حديثه لمراسلة وكالة "خبر": "هذه العروض تُحفز الأهالي على تسجيل أبنائهم في مدرسة نجوم غزّة للسيرك، للتعلم على هذه المهارات"، مُبيّناً أنّه يتم تقديم العديد من أنواع الرياضيات في إطار عروض ترفيهية.
وأشار إلى أنّه يتم السعي لتكوين فريق قوي يكون بمقدوره تقديم عروض على مستوى عالمي خارج فلسطين، من أجل التأكيد على أنّ شعبنا الفلسطيني مُحب للسلام والرياضة والثقافة وتنمية القدرات.
من جانبه، أوضح مُدرب الأكروبات الهوائية، مصطفى عمر، أنّه تم بدء التدريبات داخل "حواصل" وبأدوات بسيطة وصناعة يدوية، وبعد ذلك بدأوا بتلقي تدريبات بأيدي وفود أجنبية.
وتابع عمر، خلال حديثه لمراسلة "خبر": "الوفود الأجنبية كانت تزور قطاع غزّة مرتين في كل عام، وطوّرنا من ذاتنا بعد ذلك، ونحلم بتمثيل فلسطين في الخارج".
من جهته، بيّن المُتدرب في مدرسة نجوم السيرك، ضياء كيلاني، أنّه التحق بهذه الفنون عبر مدرسة نجوم غزّة للسيرك في عام 2016م، حيث كان البدء في نادي صغير قبل توسيعه إلى الشكل الراهن، مُعبراً عن أمله في تحقيق حُلمه بأنّ يُصبح لاعب "جماز" وأدوات سيرك.