في وقت متأخر من الليل ، يذهب الشاب يوسف أبو عميرة ، الذي يبلغ من العمر 24 عام إلى غرفته ، وينظر من نافذتها إلى السماء ، ويرسم أحلامه بين النجوم المبعثرة والقمر المضيء ، وكأنهم يشيرون إليه بعبارة " لا تيأس " ومن ثم يتمتم بصوت خافت " سوف أتمكن من لعب الكراتيه الذي احلم به بالعزيمة والاصرار وليس بيدي وقدمي الذين لا أملكهم ، ومن ثم يذهب للنوم .
وفي الصباح ينهض يوسف من فراشه على زقزقة العصافير ويشعر بحب الحياه والحيوية ، لكنه يصاب بخيبة أمل عندما ينظر إلى كرسيه المتحرك الذي لم يتمكن من شحنه بسبب كثرة انقطاع التيار الكهربائي الذي يعاني منه سكان بلده ، ويأخذه لتفكير : " كيف لي أن أمارس حياتي الآن ، حيث أني أذهب بالكرسي المتحرك العادي لاستكمال نشاطاتي اليومية والذهاب للنادي ، ومن سيساعدني بركوب سيارة الأجرة والنزول منها ..؟
ويقول يوسف لـ " وكالة خبر الاخبارية " : " لا يأس مع الحياة ، فقد تخرجت من الجامعة الاسلامية تخصص شريعة وقانون بمعدل 92% ، ومن ثم توجهت للتدريب بلعب الكراتيه والسباحة ، وهنا سخر الله لي الكابتن حسن الراعي حيث أنه تكلف بكل شيء يلزمني ، كما وأملك قناة على اليوتيوب يتابعها 17 الف مشترك ، لكي اوصل رسالتي والتي مفادها لا لليأس ، وأصمم الفيديوهات ، ولم أضيع وقتي بتثبيط معنوياتي ".
ويشير يوسف إلى بعض الصعوبات التي يواجهها ، وذلك نتيجة عدم وجود أماكن مناسبة له ، حيث يتدرب في نادي المشتل الرياضي الذي يحتوي على العديد من المدرجات التي لا يستطيع تجاوزها إلا إذا وجد من يساعده .
ويقول : " كانت أبحث عن مساعدات من الجمعيات ، لكن لم أحصل سوى مرة واحدة على كرسي كهربائي ، وعندما تعطل قمت باصلاحه من مصروفي الخاص ، أما المساعدات التي كنت أتلقاها من وزارة التنمية الاجتماعية فقد تم قطع الشؤون عني .
وختم يوسف حديثه قائلاً : " إن ذوي الاحتياجات الخاصة ليس بحاجة للنصيحة ، لأنهم يمتلكون المواهب الخاصة بهم ويجب أن يعتمدوا على أنفسهم لتطوير ذاتهم " .