الجيش الإسرائيلي يستثمر في إطالة "النَّفَس القتالي" استعداداً للحروب القادمة

جيش الاحتلال
حجم الخط

ابتداء من العام 2016 سيطرأ ارتفاع مهم في مستوى «طول النفس» لدى الجيش الإسرائيلي – ذخيرة، وقود، غذاء، قطع غيار، وغيره. والمعنى دراماتيكي إذ إن هذا الارتفاع سيسمح للجيش الإسرائيلي بالعمل دون تعلق بالتوريد من عناصر خارجية وإدارة قتال مكثف في عدة ساحات على مدى فترة زمنية أطول. هذا هو احد الدروس المهمة من جولات القتال في قطاع غزة في السنوات الاخيرة، والتي استمرت بين 30 الى 50 يوما وتركت الجيش الاسرائيلي مع مخازن ذخيرة فارغة في مجالات حرجة، ولاسيما السلاح الجو. وهذا الارتفاع هو أيضا جزء من الخطط القتالية التي يعدونها في الجيش الاسرائيلي في حالة مواجهة مكثفة مع «حزب الله «في الجبهة الشمالية. عقدت، أول من أمس، ندوة لطاقم القيادة العليا (من رتبة عقيد فما فوق) ضمت بشكل استثنائي المنتدى العملياتي ايضا – أي قادة الالوية وموازيهم في ذراعي الجو والبحر. وفي الندوة شدد رئيس الاركان آيزنكوت على ان نشاط الجيش الاسرائيلي في المواجهة الحالية مع «الارهاب» الشعبي في «المناطق» لا يمس بجاهزية الوحدات القتالية في الجبهة المركزية – حيال لبنان. وعلى حد قوله، لن يعود الجيش الاسرائيلي مرة اخرى ليكرر الخطأ الذي ارتكبه في لبنان، حين وصلت الوحدات المقاتلة الى القتال في هذه الجبهة وهي متآكلة من النشاط الامني الجاري حيال الفلسطينيين في «المناطق». وعرضت أمام قيادة الجيش، أول من امس، خطة العمل متعددة السنوات «جدعون»، قبل أن تقر، هذا الشهر، في الكابنيت السياسي – الأمني. وفي اطار هذه الخطة أصدر رئيس الاركان تعليمات للجيش تفيد بان اساس ميزانيات المشتريات العسكرية في 2016 ستوجه للجاهزية للحرب. ويدور الحديث عن استكمال وزيادة الاحتياطات في مجالات قطع الغيار، الذخيرة، والوقود. وذلك على حساب استثمارات في مشاريع جديدة لوسائل قتالية. كل سنة يشتري الجيش الاسرائيلي، من خلال وزارة الدفاع، عتادا عسكريا ويستثمر في مشاريع جديدة بمبلغ 8 – 9 مليارات شيكل. اما هذه السنة، كما يذكر، فستتركز اساس المشتريات في مجال الاحتياطات. وابتداء من السنة القريبة القادمة سيستوعب الجيش الاسرائيلي سلسلة طويلة من وسائل القتال الحديثة، مثل الغواصة الخامسة التي ستصل الى اسرائيل قريبا واوائل طائرات اف 35 التي ستهبط في اسرائيل في كانون الاول 2016. اضافة الى ذلك، ففي «سلة التعويض» التي عرضها جهاز الامن على الادارة الأميركية تظهر اسلحة حديثة، مثل طائرة في 22، طائرات شحن بالوقود متطورة، سرب طيران آخر لـ»المتملصة» ووسائل قتالية مثل صواريخ وقذائف ذكية، تعرف بانها «سلاح الخزانة». وحسب فكر رئيس الاركان، قبل الانطلاق الى مشاريع جديدة سيستثمر الجيش الاسرائيلي السنة القريبة القادمة في استيعاب هذه الاسلحة الجديدة. احد المواضيع المركزية التي طرحت في الندوة، أول من أمس، كان التغيير الجوهري الذي ستجتازه الذراع البرية اثناء 2016. فكل الميزانيات التي تعنى بشراء السلاح والصيانة في الجيش البري ستنتقل من قسم التكنولوجيا واللوجستيكا الى الذراع البرية. وتعبر هذه الخطوة عن تعزيز الذراع البرية على حساب هيئة الاركان العامة وجعلها مسيطرا في بناء القوة. كما سعى رئيس الاركان الاسبق، دان حلوتس، في حينه الى ان يغير بشكل جوهري مكانة الذراع البرية، ولكن الخطوة هذه انقطعت في العام 2006 بسبب حرب لبنان الثانية. وسيبقى قسم التكنولوجيا واللوجستيكا كقيادة لوجستية، ومسؤولا عن المخزونات الاستراتيجية – مراكز ذخيرة كبرى، مراكز غذاء، ووقود – في الاوقات العادية كما سيكون مسؤولا عن نقلها الى الجبهات المختلفة في اوقات الطوارئ. وحسب الخطط التي عرضت، أول من أمس، فان الميزانيات التي ستتحرر من تقليص القيادات في الجبهة الداخلية ستوجه الى زيادة قدرات الوحدات القتالية. والمعنى هو أنه منذ 2016 ستتمكن فرقة مناورة من زيادة عدد ايام القتال لديها بنسبة عالية من خلال زيادة حجم العتاد والذخيرة ودون تعلق بالتوريد الخارجي. ويمكن لهذا ان يكون حرجا عند القتال في «المناطق» التي يكون فيها النقل صعبا، مثل لبنان.

عن «يديعوت»