كيف وبخ جندي اسرائيلي عضو كنيست والجيش دعمه

0A4A0983-323E-4040-98A0-60987A26316C-e1608481804606.jpeg
حجم الخط

هآرتس – بقلم جدعون ليفي 

 

ثلاثة اعضاء كنيست من القائمة المشتركة قاموا في الاسبوع الماضي بجولة في الخليل. في احد الحواجز دفع أحد جنود غولاني احمد الطيبي وصرخ “لماذا، من أنت؟ لا أحد سيتجاوزني”. الجيش الاسرائيلي دعم الجندي. القناة 12 وبخت الطيبي وعلمته درس في الاخلاق. رئيس الكنيست، ميكي ليفي، دعم الطيبي بصورة شجاعة وغريبة. والد الجندي قدم شكوى ضد الطيبي والطيبي قدم شكوى ضد الجندي. ها هي توجد امامنا خارطة لاسرائيل 2021. باستثناء ليفي الذي لم يتوقع منه دعم الطيبي، الذي هو عضو كنيست عربي ومن القائمة المشتركة، جميعهم قاموا بدورهم.

الطيبي واصدقاؤه زاروا المكان الذي لم يقم بزيارته في أي يوم معظم اعضاء الكنيست من حزب العمل وحزب يوجد مستقبل. لا يمكن أن تكون عضو كنيست جدي دون أن تزور ولو لمرة واحدة معقل الابرتهايد الاسرائيلي هذا. ايضا الاغلبية الساحقة من الاسرائيليين لم تكن هناك في أي يوم، وهي ايضا لن تكون. لا يمكن أن تكون مواطن نزيه دون أن تنفجر غضبا مما يحدث هناك. أنا على ثقة أن الطيبي قد وصل الى ذاك اللقاء مع الجندي وهو مشحون بالغضب والاحباط. أنا لم أكن في أي يوم في “اتش 2” في الخليل دون الشعور بهذا. لا يمكن أن لا تشعر بذلك. بالنسبة لي هذا الشعور ايضا يرافقه الشعور بالخجل والذنب تجاه السكان المحتلين والمطرودين الذي تم اعفاء الطيبي الفلسطيني منه.

المكان الذي لا يوجد فيه بشر فان اعضاء الكنيست من القائمة المشتركة حاولوا أن يكونوا البشر. ولكن جندي غولاني قال إنه لا يوجد لهم ما يبحثون عنه هناك. جندي غولاني قال لهم بأن لا أحد سيتجاوزه. على الفور بعد الحادثة جاء اليئور ازاريا في زيارة تضامن مغطاة اعلاميا مع الجندي، الذي تصور مع باروخ مارزيل كتذكار. بالنسبة لمعظم الاسرائيليين، بمن فيهم المتحدثان باسم الجيش الاسرائيلي، عوديد بن عامي ونير دبوري، اللذان قاما باشارة بذيئة باصابعهما ضد الطيبي امام العدسات، الجندي هو بطل هذه القصة. 

إن ما يسمونه في وسائل الاعلام “محارب غولاني” لا يعتبر محارب. لا يوجد أي محارب اسرائيلي في الخليل لأنه لا توجد حرب معركة في الخليل، بل يوجد هناك احتلال متوحش وجيش احتلال متوحش يقوم بدعمه. كل جندي في جيش الاحتلال هذا في الخليل هو حذاء جندي، على الاقل حسب التعريف في القاموس. كل جندي في الخليل يتصرف مثل حذاء الجندي الطاغية، لا يمكنه التصرف بشكل مختلف. هذا هو العمل المطلوب ويجب على شخص ما أن يقوم به. عندما نبح الجندي من غولاني: “لا أحد سيتجاوزني” على الطيبي كان يقوم بوظيفته. لن يتجاوزه أي عربي، هذه هي الحقيقة. ومن الجيد أن الجيش قد دعمه لأنه وضع هناك فقط من اجل القيام بدور الحذاء والاهتمام بأن لا يتجاوزه أي عربي. من الواضح أنه لو كان مستوطن يقف امامه فان جملة “لا أحد سيتجاوزه” كانت ستتحول الى “كل واحد سيتجاوزني”، لأن الجنود في الخليل تم ترويضهم ليكونوا حذاء فقط ضد السكان الواقعين تحت الاحتلال، وليس في أي حالة ضد المحتلين. نحن نعيش في دولة اليهود، يجب التذكير. وأن نتوقع من جندي عمره 19 سنة التمييز بين عربي اسرائيلي وبين فلسطيني، بين عضو كنيست عربي وارهابي، هذا بالطبع طلب مبالغ فيه وزائد. هذه الدرجة من الدقة هي للطيبين وليس للمحاربين الذين بالنسبة لهم كل عربي هو عربي. 

ايضا وسائل الاعلام قامت بدورها كما هو متوقع منها. المراسل العسكري دبوري علم الطيبي درس في الاخلاق على مهاجمته للجندي وقال إنه اذا اراد التأثير فيجب عليه الانضمام للائتلاف (!)؛ في تويتر كتب “الطيبي هو محرض”. الطيبي هو المحرض وليس الاحتلال. هذا أمر مفهوم بحد ذاته. هذا ما يريد المشاهدون سماعه. هذا ما يقولونه لهم منذ سنوات في تلفزيونهم. بن عامي دافع عن دبوري وقال إنه يقوم بدوره بشكل مخلص، ايضا هذا دقيق الى درجة لا مثيل لها، مهمة دبوري هي الدفاع عن الجيش الاسرائيلي ومنع أي انتقاد له. وقد فعل ذلك بصورة مخلصة.

جندي بلطجي دفع عضو كنيست والجندي كان الفائز. جندي بلطجي يدفع عضو كنيست واسرائيل تهتف للجندي. هل هذا الامر يحتاج الى اضافة أي شيء آخر؟.