يديعوت - «حماس» تفرض «التسوية» على جدول المحادثات بين بينيت وبايدن

اليكس فيشمان.jpg
حجم الخط

بقلم: اليكس فيشمان


تنظم "حماس" اضطرابات عنيفة على نحو خاص قبيل وفي أثناء اللقاء بين رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، والرئيس الأميركي، جو بايدن، والذي سينعقد، غدا الخميس.
لقادة "حماس" مصلحة في طرح التسوية في غزة كموضوع مركزي على الطاولة في المحادثات بين الرجلين. تتوقع "حماس" أن تمارس الولايات المتحدة ضغطاً على إسرائيل، وأن تكون شريكا في التسوية وفي إعمار القطاع. وعليه فكل محاولة إسرائيلية لمصالحة "حماس" من خلال تسهيلات وامتيازات مآلها الفشل مسبقاً.
لم يكن السلوك الإسرائيلي في الأسبوع الأخير على حدود القطاع فشلا عسكريا تكتيكيا فقط في محاولة لاحتواء الاضطرابات والامتناع عن الإصابات في الجانب الفلسطيني كي لا يتفاقم الوضع، فقد كان هذا أساسا فشلاً استراتيجياً – لوزير الدفاع ورئيس الوزراء - في قراءة الصورة السياسية.
في إسرائيل اعتقدوا أنه يمكن شراء مزيد من الهدوء بالمال، ولم يفهموا أن "حماس" ترى في هذه الاضطرابات فرصة لتحقق أكثر بكثير من بضعة إنجازات اقتصادية، بل أن تحقق ضغطاً أميركياً على إسرائيل كي تحرك تسوية كاملة، بما فيها تحرير السجناء. على أقل من هذا لن تعطي "حماس" إسرائيل تهدئة طوعية.
هذا الخطأ الاستراتيجي لم يكن لمرة واحدة، وعلى ما يبدو سيكرر نفسه، إذ إن غانتس كوزير للدفاع لا يختلف عن غانتس كرئيس أركان: قد تكون خطابيته تحسنت ولكن ليس المضمون. عندما تكون مغلقا على مفهوم في عدم حل المشاكل بل فقط كسب الوقت فإن هذا يرتد إليك كالسهم. اعتادت "حماس" على القصف الجوي المحدود على كل بالون. وطالما لا تلاحظ قدرة إسرائيلية أخرى فان بوسعها أن تتعايش مع هذا. المصريون حذرونا. منذ بداية آب أوضحوا لمحافل الأمن بأن "حماس" ستكسر الجمود، وستستأنف المواجهات العنيفة، بل إن وزير المخابرات المصري تكبد عناء الوصول إلى هنا، حيث التقى وزير الدفاع ورئيس الوزراء، وطلب منهما الاقتراب من "حماس" في مواضيع مدنية لأجل تخفيض التوتر. ولما كانت إسرائيل منغلقة على مفهوم رشوة "حماس" كي تكسب الوقت، فإنها وقعت مرة أخرى في الفخ ذاته: دفعت، وجعلت نفسها أضحوكة، وتلقت الضرب. وبالذات في الأسبوع الذي عربد في نهايته الفلسطينيون على الجدار أقرت إسرائيل تسهيلات بحجوم لم يشهد لها بديل مثيل هنا منذ زمن بعيد، بما في ذلك إصدار آلاف تصاريح العمل، وإدخال العتاد الإلكتروني ومواد البناء إلى غزة.
أخذ وزير الدفاع على عاتقه شخصيا "مهمة" إيجاد الصيغة الصحيحة بين قطر وحماس بحيث تسمح بتحويل المال إلى القطاع بغير وساطة حقائب الأموال النقدية. وهكذا بينما يتباهى غانتس بالثناء الذي أغدقه عليه مسؤولون في الإدارة الأميركية على الحل الإبداعي الذي أقره، أشارت "حماس" وقادة الفصائل في القطاع نحوه بالإصبع الوسطى: فهم ليس فقط لم يشكروه على سخائه بل أعلنوا أن الاضطرابات ستستمر، بل ستحتدم مع حلول موعد اللقاء في واشنطن.
وماذا ستفعل إسرائيل في حالة عشرات المصابين الفلسطينيين على الجدار في الوقت الذي يجلس فيه رئيس الوزراء بينيت أمام الرئيس بايدن؟

عن "يديعوت"