ما الذي حصل عليه بينيت من أمريكا ؟؟؟

7218D8F9-1971-4848-9320-6AB8804A375B-e1601472159399.jpeg
حجم الخط

بقلم نبيل عمرو

 

يعود بينيت من أمريكا مزودا بدعم يراه الاثمن لسياسة حكومته تجاه الفلسطينيين، وعنوانه لا للسياسة ونعم للتسهيلات، حتى مفاوضات الالهاء والتحايل لم تعد مقبولة لأن مجرد قول كلمة مفاوضات ستؤدي الى انهيار الحكومة، هكذا قالت الوزيرة شاكيد من كتلة بينيت.

الصورة الراهنة بألوانها الحقيقية تشير الى ان الفلسطينيين يدفعون ثمنا مزدوجا دون ان يقبضوا شيئا حتى التسهيلات، دفعوا ثمن الاطاحة بنتنياهو بأن حصلوا على يميني اكثر تشددا الا انه فوق ذلك مغطى بيسار صهيوني ورافعة اسلامية عربية، كما دفعوا ثمن الاطاحة بترمب ليحصلو على بايدن الذي يواصل اقناع الفلسطينيين بقبول التسهيلات والبدء في مسيرة الحل من الصفر مع نصيحة يقدمها لهم بأن يصبروا على التلكؤ في فتح الممثلية في واشنطن والقنصلية في القدس وكل ذلك مغطى بجملة غير مفيدة نحن مع حل الدولتين.

الطبقة السياسية الفلسطينية التي بنت رهاناتها في العلاقة مع اسرائيل على اساس امريكي كان متينا وواعدا في بداية العمل على ما سمي بمشروع المصالحة التاريخية الا انه تآكل وتلاشى مع تقادم السنين وبفعل التنكيل الاسرائيلي الممنهج بالفكرة من اساسها.

في عهد ترمب نتنياهو كان يقال ان الهوامش ضاقت والاسقف انخفضت وغابت مفردة الضم ما اعتبره بعضنا انجازا مفصليا فإذا ببينيت يستبدل ضم الثلاثين بالمائة من اراضي الضفة بادامة الاحتلال على المائة بالمائة، واستبدال التسوية السياسية القائمة على اساس الحقوق الفلسطينية، بتسوية العيش والى ما لا نهاية مع التسهيلات.

الطبقة السياسية الفلسطينية تجاهد بصعوبة لاخفاء خيبة املها من الموقف الامريكي الذي تخلى حتى عن فكرة المفاوضات واسند مهمة تحقيق معجزة الحل الى الفلسطينيين والاسرائيليين، وفق تدرج جديد اختلف كليا عن تدرجات اوسلو القديمة.. الدرجة الاولى نزع فتيل الانفجار المحتمل في الضفة وغزة، بفعل الاحتقان المتزايد في المكانين، والدرجة التي تليها اطفاء النار الكامنة تحت الرماد باراحة السلطة في رام الله ببعض التسهيلات في الحركة والمال، واحتواء السلطة في غزة بتسهيلات مرتبطة بالهدوء وهي لم تصل حتى الان الى ما كان الامر عليه قبل سيف القدس او حارس الاسوار وفق التسمية الاسرائيلية.. والدرجة الثالثة.. التفتيش عن مداخل ولو على هيئة مسامات دقيقة لمحاولة التفاوض من جديد.

هنالك وصف ارى انه غير دقيق للحالة الراهنة.. «عودة الامور الى نقطة الصفر» وبمراجعة لفصول العملية السياسية في زمن صعودها الى زمن انحدارها، نجد اننا صعدنا الى ما فوق الصفر زمن ادارات امريكية رغبت في انجاح مشروع السلام وادارة اسرائيلية قطبيها رابين وبيريز حمامتي السلام بالقياس مع نتنياهو بينيت، وحالة فلسطينية كانت افضل بكثير من الحالة الراهنة، كان هنالك اختلاف صحي في الرأي والموقف بين القابلين والرافضين، وكان هنالك بحبوحة عيش موعودة مع اغداق من المانحين لاجلها بحيث بدت سنغافورة اكثر تواضعا منها، وكان عند الفلسطينيين برلمان منتخب وحكومة وميزانية وبرامج تنمية يرعاها العالم كله، ثم لم يكن عندنا انقسام، اذا اين نقطة الصفر التي عدنا اليها وحالنا هو حالنا داخليا واسرائيليا وامريكيا ودوليا. ان الوصف الادق ان الوضع الراهن دون الصفر بكثير.

ومن المآالات التي لم تحسب في البدايات الا انها فرضت نفسها في الخواتيم وهي ان الفلسطيني فُرض عليه ان يدفع دون ان يقبض شيئا، دفع فاتورة التخلص من نتنياهو وترمب وها هو يدفع فاتورة بينيت وخمول بايدن دون ان يضع في الحساب الفاتورة الاكبر والاخطر التي نختصرها بكلمة واحدة «الانقسام»

كان ايجابيا وفعالا تضافر الجميع لاسقاط صفقة القرن الكارثية وهذا ما حدث وصار ضروريا اكثر العمل على اسقاط مخلفاتها ومحاولات استنساخها بصورة او بأخرى.