يسير الطفل الفلسطيني محمد هاني شعبان ابن الثمانية أعوام، من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزّة، مُمسكاً بيد أمه الوحيدة التي يألفها من وسط الجموع ويختزن صورتها في مخيلته قبل أنّ يُسدل الاحتلال "الإسرائيلي" ستار النور عن عينيه خلال العدوان الأخير.
أمواج الظلام والأسى تتقاذف الطفل الذي حرمه الاحتلال من رؤية كل شَيْءٍ حَوْلَه، حيث يعيش الآن في غربةٍ نفسيةٍ موحشة، يُصارع فيها الأماكن والحياة مُحاولاً التأقلم مع واقعه الجديد بكل ما أوتي قلبه الرقيق من قوة.
والدة الطفل محمد شعبان، قالت لوكالة "خبر": "إنّ طفلها أصيب في العدوان الأخير على قطاع غزّة، والآن انتقل بعد إصابته وفقدان عينيه إلى مدرسة للمكفوفين"، لافتةً بحزنٍ شديد إلى أنّه غير قادر على التأقلم مع واقعه الجديد.
وأضافت بنبرة ألم: "محمد يرفض الصعود إلى باص المدرسة إلا بوجودي أنا أو أبيه أو شقيقته برفقته، لأنّه دائم التذكر للحظة إصابته والموقف الذي تعرض له خلال العدوان، كما يرفض الخروج بمفرده".
من جهته، بيّن والد الطفل محمد شعبان، الذي وصلت وكالة "خبر" إلى مدرسته في غزّة، أنّ نجله يُعاني حالة نفسية صعبة بعد إصابته، بينها قدرته على التكيف مع الواقع المستجد في ظل صغر سنه وجهله لطبيعة ما يمر به.