يشهد موسم حصاد التمور في مصر هذا العام طفرة كبيرة، سواء في الإنتاج أو الأنواع أو التصدير، وعلى الرغم من أن مصر تعد من أكثر دول العالم إنتاجا للتمور، فإن معدلات التصدير لم تكن ملائمة في السنوات الماضية، لكنها شهدت طفرة نوعية من خلال رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأيضا مع انطلاقة مهرجان التمور المصرية، الذي يتم برعاية إماراتية على مدار السنوات الأخيرة.
وبحسب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية المصرية، حاتم النجيب، فإن السوق المصري في مجال التمور يشهد "طفرة نوعية" في السنوات الأخيرة، وبصفة خاصة هذا العام عقب اهتمام السيسي بزراعة أنواع تمور جديدة تلائم السوق الخارجي للتصدير.
ويشير إلى أن مصر تعد من أكبر دول العالم إنتاجا للتمور، لكن "لم تكن من أكبر المصدرين على مستوى العالم".
تحقيق "الاكتفاء"
ويفسر النجيب ذلك في تصريحه، قائلا: "ضعف التصدير مقارنة بالإنتاج سببه أننا اعتدنا على زراعة أصناف لا تعرفها الأسواق الخارجية، مثل البلح الأمهات والسماني والزغلول والحياني الأحمر والأصفر، وهذه الأصناف غير مطلوبة بالخارج بشكل كبير".
ويتابع: "لكن بعد توجيهات رئيس الجمهورية بزراعة مليون نخلة من نوعيات تلقى رواجا خارجيا، أصبح لدينا نحو 10 ملايين نخلة تنتج أنواعا مميزة من التمور، مثل البرحي والمجدول".
ويستطرد: "كنا في العام الماضي نستورد الكيلو من النوعين بنحو 45 و50 جنيها، لكننا هذا العام حققنا الاكتفاء الذاتي للسوق المحلي، وبدأنا أيضا في التصدير للأسواق الخارجية، مما يوفر فرص عمل ودخل بالعملة الصعبة".
رواج محلي
ويضيف النجيب أن هناك كميات كبيرة من كافة أنواع التمور بالأسواق المصرية هذا العام، وإقبالا كبيرا على حركة البيع والشراء وبنسب مرتفعة للغاية، حيث تبدأ أسعار كلغ البلح من 4 جنيهات وحتى 40 جنيها (نحو 3 دولارات) حسب كل صنف وجودته.
كما يوضح أن "الريف المصري ومحافظات وجه قبلي وبحري، يقبلون دائما على شراء بلح الأمهات والسماني والزغلول والحياني، والبلح الرطب ونصف رطب الذي تتم زراعته بمحافظة أسوان".
ويردف بأن واحة سيوة والداخلة والخارجة وشمال وجنوب سيناء، من أكثر المحافظات المشهورة بزراعة كميات هائلة من التمور، تليها محافظات بحري والدلتا.
فوائد غذائية وصحية
ومن المتعارف عليه أن للتمور فوائد طبية وغذائية كبيرة، وهذا ما أكده أستاذ التغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلي السابق بجامعة حلوان، الدكتور أشرف عبد العزيز، موضحا أن التمر من "الفواكه المهمة لجسم الإنسان لاحتوائه على عناصر غذائية مهمة تعزز صحة المستهلك من جميع الأعمار".
وبحسب أستاذ التغذية، فإن كل 100 غرام تمر تحتوي على "سعرات حرارية تقدر بنحو 275 سعر حراري، وبروتين 1.97 غرام، وكربوهيدرات 73.5 غرام، وألياف غذائية مهمة 7.5 غرام، ودهون 0,45 غرام، وكالسيوم 32 ملغ، وحديد 1.15 ملغ، وماغنسيوم 35 ملغ، وفوسفور 40 ملغ، وبوتاسيوم 652 ملغ، وصوديوم 3 ملغ، وزنك 0.29 ملغ، وفيتامين أ 5 مكافئ ريتينولي، وفيتامين ج 0.4 ملغ، ويحتوي أيضا على نسب معقولة من فيتامين ب المركب، بالإضافة إلى الماء.
ويشير عبد العزيز إلى أن التركيب الكيميائي للتمر "يعطي للطفل الطاقة اللازمة للنشاط، ويحتوي على الحديد الذي يعمل على عدم تعرض الإنسان للأنيميا، وأيضا الألياف الغذائية التي تقي من الإمساك وتقلل دهون الدم".
كما أنه يحتوي على الكالسيوم والفوسفور اللازم لصحة العظام ليساعد على عدم الإصابة بالهشاشة، بجانب أهميته لمرضى الضغط لاحتوائه على الماغنيسيوم.
ويتحكم أيضا في كمية السوائل من وإلى الخلية، وهو مهم للجهاز العصبي لاحتوائه على مجموعة فيتامين ب المركب، بالإضافة إلى الغلوكوز الذي يعتبر وقودا للمخ.
كميات معتدلة
ويوصي عميد كلية الاقتصاد المنزلي السابق، في حديثه، بتناول كميات معتدلة يوميا من التمر، مع عدم المبالغة في تناول كميات كبيرة، بحيث لا تزيد عن 10 تمرات يوميا، ولمريض السكر 3 تمرات فقط، بجانب أنه يفضل تناول الأطفال التمر يوميا في مرحلة النمو السريع.
وختم الرجل حديثه بالقول، إنه من المستحب تناول التمور في كل فصول العام، وإن كان وجوده مهما في فصل الشتاء لما يحتويه من طاقة وسعرات حرارية تساعد في تدفئة الجسم.
المصدر: سكاي نيوز عربية