شهد اللقاء الذي نظمته مؤسسة بيت الحكمة بفندق الكومودور مع رئيس الوزراء السابق الدكتور سلام فياض بعنوان "نحو رؤية للوحدة الوطنية" جدلاً ونقاشاً عنيفاً.
حيث حضر اللقاء ممثلون عن بعض الفصائل وتجمع الشخصيات المستقلة وكتاب وصحفيين من قطاع غزة.
وبدأ اللقاء بترحيب القيادي البارز في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف بالدكتور سلام فياض، وقال إنه وجه فلسطيني سياسي مخضرم، واقتصادي مشهود له بكل أساليب النزاهة، موضحاً بأن مؤسسة بيت الحكمة تبنّت مقاله "وداعاً للبكائيات" الذي يوضح رؤيته بأن "سعي الفلسطينيين للدولة يبدأ من غزة".
وشدد فياض خلال اللقاء على ضرورة بذل الفصائل جهدها من خلال عقد مبادرة بشكل فوري لانعقاد المجلس الوطني ووضع أجندة واضحة لحل جميع القضايا الفلسطينية العالقة، مضيفاً بأنه يجب الاستفادة من نتاج فكر القادة الفلسطينيين والتعددية الفصائلية والسياسية، لتوظيفها في خدمة القضية الوطنية لا لإلغائها وطمسها.
كما دعا فياض إلى إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، وإعادة السعي للوصول إلى صيغة توافقية تشمل الكل الفلسطيني لا تستثني أو تقصي أحداً، مشيراً إلى أن الحل المرحلي للفلسطينيين في الوقت الراهن يكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة قادرة على إدارة الوضع الداخلي الفلسطيني.
من جانبه أيّد نائب المجلس التشريعي للجبهة الشعبية جميل المجدلاوي دعوة فياض بضرورة توحد الوطنيين الديمقراطيين الفلسطينيين على اختلاف أطيافهم، كمدخل نستطيع الضغط به على طرفي الانقسام "فتح وحماس" لإنهاء الانقسام.
وطالبت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مريم أبو دقة، حركتي فتح وحماس بتقريب وجهات النظر والتفكير في المصلحة الوطنية العليا، لأنه دون تحقق الوحدة الوطنية لا يتحقق إنجاز الوطن.
ومن جهة أخرى أشار المحلل السياسي أكرم عطالله إلى أن هذه المبادرة لن تحرك كثيراً ملف المصالحة، وذلك لأن فياض ليس طرفاً في الخلاف بين حركتي فتح وحماس، فهو لا يمتلك ما يكفي من القوة لتحريك لهذا الملف إلى الحد الذي يريده الفلسطينيون، لكنها تبقى حركة في إطار عموميات المصالحة.
ودار نقاشاً مطولاً مع الحضور حيث طالب أحد المشاركين في اللقاء من فياض الاعتذار عن قبوله منصب رئيس الوزراء في ظل الانقسام، وقطع الرواتب وعدم إعادة إعمار حقيقية لقطاع غزة بعد الحرب التي شنها الإحتلال على قطاع غزة عامي 2008-2009.
وبرغم من الأسئلة التي تحمل إهانات وإتهامات، إلا أن فياض أجاب عليها بروح وطنية عالية، لافتا الى أن الأهم يكمن في بناء الوطن ومؤسسات الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وفي نهاية اللقاء وصف يوسف زيارة الدكتور فياض إلى قطاع غزة بالموفقة والناجحة جداً، مؤكداً على أن فياض أتى إلى الشق الثاني من الوطن حاملا أفكار لمعالجة كافة القضايا وحلولا تتضمن لعدد من الإشكاليات القائمة.