بعزيمتها وإرادتها حاربت البطالة بفن "الأميجورامي"

cf101772-d1a7-4ced-a648-91d947b023dc.jfif
حجم الخط

غزة - نور حسونة 

منذ ما يقارب الخمس سنوات، انطلقت الشابة بسمة محمود (33 عاما) ، إلى عالم حياكة الدمى المحشوة، أو ما يسمى بفن" الأميجورامي" ، حتى باتت تتقن تحويل الشخصيات العامة والكرتونية والمشهورة إلى مجسمات تلفت انتباه الكثيرين.

الأميجورامي، هو فن ياباني يستخدم الكروشيه أو التريكو في صناعة دمى مجسمة مثل أشكال هندسية، حيوانات ، طعام، منازل، وغيرها.

بدأت بسمة قصتها مع هذا الفن منذ عام 2016، عندما كانت تشاهد أبجديات وأساسيات صناعة الدمى المحشوة عبر موقع التواصل "اليوتيوب"، إلى أن زاد شغفها به، حتى أصبح هو الشغل الشاغل لها، فباتت تُجسد كل شخصية كرتونية أو عامة تلفت انتباها. واجهت بسمة جملة من الصعوبات في بدايتها الأولى، ولكن شغفها دفعها لتطوير ذاتها، حتى تغلبت على المعوقات كافة، وباتت تُعطي دروسا للآخرين في كيفية اتقان هذا الفن.

لم يعد هذا الفن مجرد هواية بالنسبة لبسمة، بل باتت تسوق منتجاتها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "إنستغرام"، وهو ما لاقى استحسانا من المتابعين، إلى أن أصبح من أهم مصادر الدخل اليها. تقول بسمة: "شغفي وحبي بهذا الفن دفعني إلى البحث عنه عبر الانترنت وخاصة موقع الـ "يوتيوب"، فكنت أجلب المواد الخام وأقلد ما يتم حياكته خطوة بخطوة، وباشرت بتطوير ذاتي، حتى أتقنت حياكة الدمى المحشوة بكل تفاصيلها". وتشير بسمة إلى أن فن "الاميجرامي" ليس جديدا بالمعنى المعروف، ولكنه موجود ومنتشر منذ عقود قديمة، فهو فن ظهر في اليابان.

وتضيف، أن فنها لاقى استحسانا وقبولا كبيرا من المتابعين، حتى أنها باتت تتلقى بشكل يومي ردود أفعال إيجابية، تدفعها إلى التفكير للتطوير من منتجها وإخراجه بشكل أفضل من السابق، معتبرة أن جمهورها هو رأس مالها. 
وتتابع: "معظم السيدات يطلبن مني صناعة دمى يشبهن أطفالهن، أو يطلبن حياكة دمى تُجسد شخصيات كرتونية حتى يتقبلها الطفل بسعادة". ووفق بسمة، فإن عادة ما يستخدم حشو الدمى من الصوف أو أنسجة القطن، مشيرة إلى أن الألوان والشعر المستعار وغيره من الخامات والتفاصيل، ما يميز دمية عن أخرى.

وتضيف: "حياكة الدمى تستهلك أوقاتا متفاوتة، كل واحدة حسب حجمها والزخرفات والعديد من التفاصيل الأخرى، فمنها من تستهلك ساعتين وغيرها تستهلك 20 يوما". وتقول، إن أبرز ما يعيق تطور صناعة منتجها، هو عدم توفر جميع المواد الخام، وإن توفرت فإن سعرها يكون مرتفع جدا لا يتناسب مع الوضع الاقتصادي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في غزة، إضافة إلى صعوبة شحن المصنوعات للخارج، لكون تكاليفها عالية جدا. وتطمح بسمة، إلى إنشاء متجر شخصي في إحدى الأسواق، يدعم تسويقها الإلكتروني، وأن تفتتح بزاوية منه مساحة لتدريب وتعليم الفن للآخرين، كما تطمح لإفتتاح زوايا أخرى تتعلق بالمشغولات اليدوية التي تحبها.


ويعتبر "الأميجورامي" من الفنون التي جذبت إليها العديد سواء سيدات أو فتيان ومن جميع الفئات العمرية أطفال أو كبار.

بعزيمتها وإرادتها حاربت البطالة بفن "الأميجورامي"
بعزيمتها وإرادتها حاربت البطالة بفن "الأميجورامي"