تشتهر مصر بالسياحة العلاجية في عديد من المناطق الساحلية المصرية، الأمر الذي يدفع عدد كبير من السُيّاح الأجانب بالقدوم إلى مصر للاستشفاء نظرًا لاحتواء هذه المناطق على المياه المعدنية والكبريتية، وخلوّها من درجات الرطوبة المرتفعة.
وأكّد الدكتور أحمد السبكي، مساعد وزير الصحة ورئيس هيئة الرعاية الصحيّة، أنّه يمكن الاستفادة من إمكانات مصر في السياحة العلاجية في الترويج للفرص الواعدة في هذا المجال داخل أفريقيا؛ الأمر الذي يجعلها بوابة جديدة للتوغل المصري في أفريقيا.
ووجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كثير من المؤتمرات الرئاسية على ضرورة الاستثمار في أفريقيا، سواء تجاريًّا، أو اقتصاديًّا، أو غيرها من المجالات العديدة؛ لذلك فإنّ الاهتمام بالمجال الصحي في أفريقيا والدخول فيه، يُعّد ضرورة واجبة على الدولة المصرية في الوقت الحالي.
ويقول الدكتور عبدالعاطي المناعي، رئيس مجلس أمناء المؤسسة المصرية للسياحة العلاجية والاستشفاء البيئي، إنَّ مصر تأخرت كثيرًا في تلبية حاجة الأفارقة في قطاع السياحة العلاجية؛ مشيرًا إلى أنّ المترددين من الأفارقة على السياحة العلاجية في مصر أقل بكثير مما يجب أن يكون.
وأشار في تصريحه إلى أنَّه بعد عام 2014 بدأت مصر تخطو خطوات كبيرة نحو الدول الأفريقية في مجالات عدة من بينها المجال الصحي والسياحة العلاجية؛ إلا أنّه انتقد القطاع الطبي الخاص بشأن عدم مشاركته أو تواجده كمستشفيات أو كقوافل طبيّة أو كبروتوكولات تعاون كمستشفيات أفريقية ومستشفيات مصرية، لاستقطاب المرضى الراغبين في العلاج.
وشدد على أنَّ عدد السكان الكبير في عدد من الدول الأفريقية سيزيد من اقتصاد الدولة المصرية في مجال السياحة العلاجية إذا تمّ استهداف 5% فقط من نسبة السكان سيُدخل للاقتصاد المصري ملايين الدولارات، وهو ما يحقق نهضة اقتصادية شاملة أيضًا.
وبيّن "المناعي" أن وِجهات الأفارقة في مجال السياحة العلاجية خارج أفريقيا، تكون في الأردن، الهند، تركيا، وقطاع كبير يسافر إلى أوروبا، فرنسا ألمانيا التشيك، لذلك يجب على الدولة المصرية الإسراع في الخطوات نحو التعاون مع الأشقاء الأفارقة لاستجلاب عدد أكبر منهم.
وأكّد الخبير في القطاع السياحي العلاجي أنّ المنافسة السعرية هي ميزة لصالح مصر التي تتمتع بها عن دول أخرى عديدة تستثمر في نفس المجال؛ علاوة على استفادة السائح الأفريقي من السياحة وليس فقط السياحة العلاجية ولكن من جميع أنواع السياحة.
وأوضح أنّ أهم شيء يجب فعله في هذا المجال هو التواجد المصري بقوة، كمؤتمرات، أو كورش عمل، أو كتدريب لأبناء أفريقيا، والزيارات التي من المفترض أن تكون أكثر في قطاع الصحة والسياحة، لأن في أفريقيا يوجد بالفعل بنيّة مُهيّئة سواء كانت مندوبين أو شراكات أو عيادات.
وعن الاستفادة من دخول السياحة العلاجية إلى الدول الأفريقية، فأشار إلى أنّ مصر بها كوادر طبيّة وإمكانيات تؤهلها لاستقطاب أطباء الدول الأفريقية لتدريبهم في مصر على المستوى الحكومي والخاص.
وختم حديثه بـ"الميزة الأهم هو التواجد المصري في أفريقيا وليس فقط على المستوى الطبي، على مستويات كثيرة سواءً حتى في التبادل التجاري، الاقتصادي، الثقافي، والدعم في أي من الملفات العديدة بين مصر والدول الأفريقية".
المصدر: سكاي نيوز عربية