أكّد باحثان مختصان على أهمية الصحافة المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، في الارتقاء بالمحتوى الإعلامي الفلسطيني، والوصول به لأفضل المستويات محلياً وعالمياً.
جاء ذلك خلال اللقاء الأكاديمي "مع الباحث " الذي عقده د. يحيى المدهون في مكتبه بمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزّة، بعنوان: "صحافة الذكاء الاصطناعي"، بحضور ضيف اللقاء الباحث إسماعيل الزعنون.
وقال د. يحيى المدهون: "إنّ وسائل الإعلام توظف تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ لإنتاج المحتوى الخاص بطريقة آلية عبر برمجيات أنظمة خبيرة تجمع المعلومات وتخزنها وتحللها وتفسرها لتصنع الأخبار وتنتج القصص الإخبارية والصور والفيديوهات تلقائياً، وتبثها وتقدمها عبر المنصات الرقمية دون تدخل العنصر البشري".
وأضاف: "تكمن أهمية صحافة الذكاء الاصطناعي في سرعة نقل الأخبار وإنجاز الأعمال الصحفية، وتقلل التكلفة وتوفر الوقت والجهد، وتزيد من الإنتاج الصحفي وترفع من مستوى جودته؛ وصولاً لمحتوى إعلامي مؤثر ومتطور يُساير تقنيات العصر، وقادر على المنافسة بقوة لتحقيق حاجات الجمهور واهتماماته وتلبية رغباته المتنوعة".
وأوضح المدهون، أنَّ الصحافة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تتفاعل بشكل فوري مع البيانات وتقوم بتحليلها؛ لتنتج تقارير صحفية تحتوي على معلومات دقيقة وموثقة ومعمقة. وتحدث عن أهم تقنيات الصحافة الذكية ومنها: إنترنت الأشياء والتفاعل المستمر بين الإنسان والآلة، وأجهزة الاستشعار الذكية، وتحليل البيانات الضخمة، والواقع المعزز والطباعة ثلاثية الأبعاد.
وأشار إلى أن الصحافة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي تستطيع تغطية الأحداث، ومتابعة المستجدات على مدار الساعة بسرعة فائقة وكفاءة عالية، وكذلك تؤدي دوراً مهماً في اكتشاف سرقة الأخبار ومكافحة الأخبار الزائفة.
وأوصى المدهون، بالعمل على رفع مستوى الوعي بالفرص والتحولات الذكية في المجال الإعلامي، بما يسهم في تطوير محتوى الإعلام الفلسطيني، لافتاً إلى أهمية استقطاب الخبراء وتدريب الصحفيين على طرق وآليات الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والسعي لتنمية قدراتهم وتطوير أدائهم المهني، بما يتناسب مع متطلبات صحافة المستقبل.
بدوره، استعرض الباحث إسماعيل الزعنون، نتائج دراسته التي أظهرت أن القائم بالاتصال في المؤسسات الإعلامية العربية يستفيد من أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي بدرجة كبيرة، وأن أسباب توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي جاءت من أجل توفير الوقت والجهد والسرعة في الإنتاج ورفع مستوى الكفاءة ومواكبة التطور التكنولوجي.
ولفتت نتائج دراسته إلى أبرز مجالات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية وهي تتبع الأخبار العاجلة، والبحث الآلي بدقة، وتزويد الصحفيين بالمعلومات والترجمة الآلية، وأتمته المحتوى الصحفي ومونتاج المحتوى الصحفي بشكل آلي وتوظيفها؛ لتجميع القصص الإخبارية من خلال تحليل البيانات.
وتطرق الزعنون لتوصيات دراسته ومن أهمها: العمل على التوعية التكنولوجية للقائمين بالاتصال وتدريبهم على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي من أجل رفع أدائهم المهني، وتحديث أساليب العمل الصحفي وتغيير الأنماط التقليدية بما يتوافق مع التحولات الحاصلة في بيئة الإعلام المرتكزة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تطويــر البرامج والأنظمة داخل غرف الأخبار؛ لكي تكون قــادرة علــى التعامــل مــع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
كما أوصت الدراسة بضرورة إضافة مساق لتعليم صحافة الذكاء الاصطناعي في كليات الإعلام وأقسام الصحافة في الجامعات العربية.
وحصل الزعنون مؤخراً على درجة الماجستير في الصحافة من الجامعة الإسلامية بغزة بعد مناقشة رسالته التي جاءت بعنوان: توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي وانعكاسه على المصداقية والمهنية.
وفي نهاية اللقاء قام د. يحيى المدهون بتقديم درع شكر وتقدير للباحث إسماعيل الزعنون لحضوره اللقاء الأكاديمي "مع الباحث" تقديراً لجهوده واسهاماته البحثية المتميزة في مجال العلوم الإعلامية.