عودة شحاتة لقيادة الفراعنة.. تصحيح مسار أم إفلاس؟

حجم الخط

وكالة خبر

يتبع مسؤولو اللجنة الثلاثية المؤقتة للاتحاد المصري لكرة القدم بقيادة أحمد مجاهد رئيس الاتحاد الحالي سياسة "بالون الاختبار" قبل إعلان اسم مدرب منتخب مصر الجديد.

وتم تسريب عدة أسماء لتولي مهمة قيادة منتخب مصر بعد قرار إقالة حسام البدري المدير الفني من منصبه بسبب سوء الأداء في مباراة الجابون بتصفيات كأس العالم 2022 والتي انتهت بالتعادل بنتيجة 1-1.

ومن ضمن هذه التسريبات التي راجت في الساعات الماضية طرح اسم المعلم حسن شحاتة لقيادة منتخب مصر مجدداً بعد 10 سنوات كاملة من رحيله عقب فشل الفراعنة في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 2012.

ولا يختلف اثنان على أن المعلم أحد أكثر المدربين نجاحاً في تاريخ منتخب مصر ولكن هل عودته في الوقت الحالي ستكون تصحيحاً لمسار الفراعنة أم أنه إفلاس من مسؤولي الاتحاد؟ هذا ما يطرحه كووورة في سطور التقرير التالي:

شخصية صارمة

إذا سألت أي مؤيد لفكرة عودة المعلم لقيادة الفراعنة فستكون إجابته الأولى أنه كان مدرباً صاحب شخصية صارمة في تعامله مع النجوم.

بالفعل امتلك حسن شحاتة القدرة على التعامل بصرامة وحزم وفي الوقت ذاته احتواء نجوم منتخب مصر في الجيل الذهبي الذي حقق لقب كأس الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010.

ولا ينسى الجمهور المصري موقف المعلم الصارم تجاه أحمد حسام ميدو في نصف نهائي أمم أفريقيا 2006 أمام السنغال وكان وقتها ميدو نجم الفراعنة الأبرز ومهاجم توتنهام الإنجليزي وتمسك بإبعاده عن اللقاء النهائي لاعتراضه على تبديله.

وستكون الفكرة الأولى المطروحة للدفاع عن احتمالية عودة حسن شحاتة لقيادة منتخب مصر أنه المدرب الأكثر نجاحاً مع الفراعنة مع الراحل محمود الجوهري وأنه المدرب صاحب الشخصية القوية الذي يستطيع احتواء الجيل الحالي وفرض الصرامة بين صفوفه.

وقال أحمد حسام ميدو مدرب الزمالك الأسبق عبر برنامجه التليفزيوني (أوضة اللبس) إن سر قوة المعلم مع الجيل الذهبي أنه كان لاعب كرة قدم موهوب وكان يمنح المساحة للموهوبين موضحاً أن شحاتة بارع في التعامل نفسياً مع اللاعبين.

الحنين إلى الماضي

ربما تندرج فكرة عودة المعلم أيضاً إلى بند الحنين إلى الماضي فإنجازات منتخب مصر التي تحققت تحت قيادة أسطورة الكرة المصرية تجعله بالفعل لدى قطاع من الجماهير صاحب العصا السحرية لإعادة بريق الفراعنة.

شوقي السعيد مدافع الزمالك الأسبق عبر عن هذه الحالة بتدوينة عبر إنستجرام قائلاً: "لا يوجد مدرب مصري قادر على إرضاء الجماهير بعد حسن شحاتة".

ولكن هل يملك حسن شحاتة نفس الجيل الذي استطاع به تحقيق الألقاب المميزة في كأس الأمم الأفريقية؟ الحقيقة أن المقارنة بين الجيل الذهبي والجيل الحالي ستكون ظالمة ففي عهد المعلم كان يملك لاعبين أفذاذ في كل مركز بخلاف أن هناك مراكز كانت تضم 4 أو 5 نجوم كبار.

قائمة منتخب مصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2006 ضمت 5 مهاجمين هم حسام حسن وأحمد حسام ميدو وعماد متعب وعمرو زكي وعبد الحليم علي بينما اعتذر محمد زيدان لرفض ناديه انضمامه للمنتخب.

هذه الوفرة من المواهب تغيب حالياً عن منتخب مصر في أغلب المراكز فلا يوجد ظهير أيمن أو أيسر مميز وبالكاد تستطيع الاعتماد على 4 أو 5 عناصر ثابتة المستوى في المنتخب على رأسها محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي ومحمد الشناوي حارس الأهلي وطارق حامد لاعب الزمالك وأحمد حجازي مدافع الاتحاد السعودي ومحمود الونش مدافع الزمالك.

الابتعاد عن التدريب

هل يصلح حسن شحاتة ، 72 عاماً ، لقيادة منتخب مصر في الوقت الحالي بعد ابتعاده كل هذه الفترة عن مجال التدريب؟

الإجابة عن هذا السؤال ستكون بسرد ماذا فعل المعلم أولاً بعد رحيله عن منتخب مصر عام 2011 فالبداية كانت بتدريب الزمالك لمدة عام لم يقدم خلاله الفريق الأبيض أفضل مستوياته رغم تأهله لدور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا تحت قيادة المعلم الذي دخل في صدام شهير وقتها مع محمود عبد الرازق شيكابالا نجم الزمالك.

عمل المعلم مع العربي القطري والدفاع الجديدي المغربي والمقاولون العرب ثم قاد طلائع الجيش وبتروجيت لفترة بسيطة وعمل مستشاراً فنياً لنادي مانوروك النمساوي وميونيخ 1860 الألماني.

آخر تجربة تدريبية للمعلم حسن شحاتة كانت مع بتروجيت عام 2017 وابتعد المعلم 4 أعوام كاملة عن المجال التدريبي وهو الأمر الذي يجعل توليه قيادة منتخب مصر مغامرة خاصة أنه بعيد عن التعامل مع الجيل الحالي تماماً فلم يسبق له تدريبهم من قبل.