أصبح "فتيان التلال" في السنوات الاخيرة أكثر تطرفاً وأكثر شباباً بكثير. فهؤلاء القاصرون تساقطوا في معظمهم من الأطر التعليمية الرسمية، ويحاولون أن يشقوا طريقهم في تلال "يهودا" و"السامرة". بعضهم يتعلمون في مدرسة دينية، بل يعملون في ساعات النهار، ولكن مع المساء يعودون إلى البؤرة الاستيطانية ويقضون الليل فيها. والقاسم المشترك بينهم جميعا هو الاحتكاك مع السلطات و"قوات الأمن". إحدى البؤر الاستيطانية المعروفة كمعقل لأعضاء "فتيان التلال" تسمى "هبلادم". وتقع البؤرة قرب مستوطنة كوخاف هشاحر في بنيامين. وكانت قوات الامن أخلتها عشرات المرات، فوجد الفتيان أنفسهم يتنقلون وهم يحملون امتعتهم من مكان الى مكان. وقبل نحو شهر جرى أحد الاجتياحات الاكثر أهمية في الاسابيع الاخيرة حين وصل رجال وحدة الجريمة الوطنية من شرطة لواء شاي مع شركة نقليات ورجال الادارة المدنية، فككوا البؤرة، وصادروا قطيع الخراف الذي كان في المكان. ولم يتأخر رد الفعل المهدد من "فتيان التلال": في الغداة عرضت صورة شركة النقليات وهي تحمل شعار "هذه هي الشركة التي نفذت، أمس، الاخلاء في تلة "هبلادم"، اتصلوا بها، وقولوا لها إنه ليس مجزيا لهم اخلاء اليهود من أرضهم"، مرفقا برقم هاتف الشركة. ويمكن أن نجد في منطقة البؤرة كتب توراة إلى جانب زجاجات خمر، وإعلانات معسكر اليمين إلى جانب بواقي الطعام. الاجواء في التلال معادية جدا للأجانب، ويمكن أن نلاحظ في المكان وسائل دفاع مثل إطارات سيارات وقضبان حديدية حادة، تذكيرا بالصراعات المتكررة التي كانت في المكان. ويمكن أن نجد تذكيرا بهذه الصراعات ايضا عند تصفح صفحات الفيس بوك للشباب من نشطاء اليمين ممن اعتقلوا في الماضي والحاضر. وهكذا مثلا يمكن ايجاد أقوال تحريضية ضد ضباط كبار في الجيش، بينهم قائد المنطقة الوسطى المنصرف، اللواء نيتسان الون. وفي احد الافلام نشرت صورة ظهر فيها فتى تلال ملثم مع عبارة "تحية لنيتسان الون – ثأر". ويرفع نشطاء يمينيون آخرون الى صفحات الفيس بوك صور ساحات "تدفيع الثمن"، والمواجهات مع "قوات الأمن" اثناء الاخلاءات التي وقعت في الفترة الاخيرة. وفي احدى الصور يظهر فتيان ملثمان وفي خلفيتهما علم أسود، فيه صورة جمجمة تعتمر قبعة دينية محبوكة وسوالف متلوية، واسفل الجمجمة باللون الابيض يوجد سيفان متقاطعان.
عن "يديعوت"