عقَّب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، على عملية إعادة اعتقال قوات الاحتلال لأربعة أسرى أبطال عملية "نفق الحرية"، في سجن "جلبوع" الإسرائيلي، فجر الإثنين الماضي.
وأشار مزهر في بيان صحفي اليوم لاسبت، بالإقدامية والجرأة والشجاعة العالية للأبطال الستة الذين تَحولّوا إلى أيقونات نضالية خالدة في العقل والوعي الجمعي الفلسطيني بعد أن انتزعوا حريتهم انتزاعاً من قلب أكثر السجون الصهيونية تحصيناً، مؤكداً أن تمكن الاحتلال من اعتقال قسمٍ منهم بعد مطاردة واسعة لا يُقلل من الإنجاز النوعي الذي حققوه.
وأفاد بأن الأبطال الستة عندما تمكنوا من انتزاع حريتهم، كانوا يدركون جيداً أن نتائجها ستكون إما الاستشهاد أو إعادة الاعتقال أو الاختفاء.
وأكد مزهر على أن جماهير شعبنا التي خرجت لتتقاسم لحظات الأمل والألم مع ذوي الأسرى الأبطال قالت كلمتها بأنها ستجعل من أجسادها ودمائها متراساً يحمي أسرانا الأبطال والحركة الأسيرة الباسلة التي تتقدم الصفوف وتخوض معركة بطولية داخل باستيلات الاحتلال، محذراً العدو الصهيوني من المساس بأبطال الحرية الأربعة الذي أعاد الاحتلال اعتقالهم مساء أمس وفجر اليوم، فأي محاولة للمساس بهم يفتح العدو على نفسه بركان غضب شعبي.
كما شدد على أن انتفاضة الحركة الأسيرة تشق الطريق نحو الانتفاضة الشعبية الشاملة طريقاً للتحرير والعودة، داعيًا جماهير شعبنا إلى الحذر من محاولات العدو الصهيوني ترويج أخبار وروايات كاذبة حول عملية إعادة اعتقال عدد من الأسرى الأبطال، والتي هدفها كي الوعي الفلسطيني، ورفع معنويات جيشه المهزوم بعد فشله الذريع في سجن جلبوع، معُبّراً عن فخره بأبناء شعبنا في الداخل المحتل الذين شَكلوّا على الدوام حاضنة شعبية للمقاومة والتمسك بالثوابت، وهو الذي تجسد في الهبة الشعبية الأخيرة انتصاراً للقدس وغزة.
وعاهد مزهر أسرانا الأبطال ومقاتلي نفق الحرية بأن المقاومة ستبذل كل ما بوسعها من أجل تحريرهم جميعاً.
ومن جانبه، قال أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغـــوثي: إن "اعتقال الأسرى المحررين لا يقلل من إنجازهم البطولي وخوضهم معركة بأيديهم العارية لأيام أمام الاحتلال بكل أجهزته وتقنياته وجيشه، وهذه الإرادة لن تهزم أبدًا".
كما وأصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً قالت فيه، إن «اعتقال عدد من أسرى سجن جلبوع الذين انتزعوا حريتهم بإرادتهم الفولاذية الفولاذية رغماً عن الاحتلال وسجانيه وإجراءاته الأمنية المشددة، لن يمحو آثار الضربة والفضيحة المدوية التي تلقتها دولة الاحتلال الإسرائيلي ومنظومتها الأمنية محلياً وإقليمياً».
وأضافت الجبهة «حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المعتقلين، وشعبنا الفلسطيني لن يسكت على أي مساس بالأسرى المعتقلين أو إلحاق الضرر بهم وستتحمل تبعاته دولة الاحتلال».
ودعت، الفصائل الفلسطينية والفعاليات الجماهيرية إلى تكثيف فعاليات الإسناد والدعم للأسرى في معركتهم البطولية التي تشكل أحد عناوين معركتنا الوطنية الشاملة ضد الاحتلال، وخاصة في مناطق التماس والاشتباك مع الاحتلال في الضفة الفلسطينية وفي القلب منها القدس المحتلة وفي قطاع غزة ومناطق الـ 48.
وطالبت، المنظمات الحقوقية والدولية وخاصة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتهم في توفير الحماية الدولية لأسرى «جلبوع المعتقلين» من بطش الاحتلال وسجانيه وتحمل مسؤولياتهم تجاه الأسرى كافة.
وختمت الجبهة بيانها مطالبة، وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية بالحذر الشديد في التعاطي مع الأخبار والتصريحات التي تصدر من الاعلام العبري والتي يسعى الاحتلال من وراءها لرفع معنويات جنوده التي اهتزت بعد انتزاع الأسرى حريتهم، وضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني.