قصف "داعش" يولد انفجاراً في عقر دار الغرب.. آخره كاليفورنيا

e9d9bec8fedea6c4186222af53ce1d3d
حجم الخط

في الـ12 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قبيل الأحداث الدموية في باريس بيوم واحد فقط، ظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الملأ ليعلن أن غارات التحالف الدولي المستمرة منذ سبتمر/أيلول 2014، نجحت في هدفها باحتواء تنظيم "الدولة" وإضعافها.

لكن رد تنظيم "الدولة" لم يتأخر سوى بضع ساعات، لينفذ في العاصمة الفرنسية باريس هجمات دامية هي الأشد عنفاً منذ الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها 130 قتيلاً ونحو 400 جريح، أبرزها الهجوم على استاد فرنسا خلال مباراة كان يحضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

وتشير المعطيات الميدانية في سوريا إلى أن تنظيم "الدولة" سيطر على مناطق جديدة من البلاد، رغم تعرضه منذ سبتمبر/أيلول 2014 لضربات جوية مكثفة تشنها طائرات التحالف الدولي، الذي أطلقته الولايات المتحدة.

ونجاح التنظيم في توسيع رقعة سيطرته بسوريا، يؤكد أن الضربات الجوية غير قادرة وحدها على وقف تمدده، الأمر الذي يحتم تدخل قوات برية تستفيد من العمليات الجوية للسيطرة على المناطق المستهدفة، واعتمادها قاعدة لشن هجمات على مواقع أخرى للتنظيم.

بيد أن هذا الخيار يبدو على الأقل في المدى المنظور غير قابل للتطبيق، بسبب رفض الولايات المتحدة وغيرها من الدول التدخل البري، وعجز فصائل المعارضة السورية المسلحة عن القيام بمهمة مواجهة التنظيم.

- متحف باردو

الأرض العربية لم تكن بمنأى عن هجمات تنظيم "الدولة"، حيث شن هجوماً على متحف باردو في تونس العاصمة، في مارس/آذار الماضي، خلف الهجوم 22 قتيلاً إضافة إلى المسلحين، و45 جريحاً، وتم احتجاز حوالي 200 سائح.

وكردة فعل على الهجوم تم تنظيم مسيرة دولية لمناهضة الإرهاب بين ساحة باب سعدون وساحة باردو شارك فيها عشرات الآلاف من التونسيين وحوالي 30 من قادة العالم.

كما تم تدشين نصب تذكاري على شكل لوحة فسيفسائية تحمل أسماء الضحايا الـ 22، وأسمائهم في مدخل المتحف من قبل قادة العالم المشاركين في المسيرة.

- تركيا

نار التنظيم امتدت إلى تركيا مرتين؛ الأولى بتفجير وقع بمنطقة سروج التابعة لولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا عند الحدود مع سوريا في يوليو/ تموز الماضي، وخلّف- بحسب وزارة الداخلية التركية- 31 قتيلاً ومئة جريح.

وقد وقع التفجير أمام المركز الثقافي التابع لبلدية القضاء بمنطقة سروج التي تضم عشرات آلاف اللاجئين من مدينة كوباني، وهذه المجموعة اجتمعت ضمن اتحاد شبيبة التنظيمات الاشتراكية، وهو تنظيم لمجموعة من الشبان القادمين من إسطنبول لدعم مدينة عين العرب (كوباني) واللاجئين القادمين منها.

أما المرة الثانية فتمت باستهداف تجمع لناشطين يساريين أكراد في العاصمة التركية أنقرة، حيث أوقع تفجير 102 قتيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال مدعي أنقرة، إنه تبين أن مجموعة إرهابية في محافظة غازي عنتاب (شمال شرق)، خططت لاعتداءات في تركيا بعد تلقيها أوامر مباشرة من تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.

- إسقاط الطائرة الروسية

حالة العنف والهجمات لدى تنظيم "الدولة" تطورت حتى وصلت إلى مرحلة إسقاط الطائرات المدنية، حيث تبنى التنظيم إسقاط الطائرة الروسية، ومقتل جميع من كانوا على متنها.

وأكد تنظيم الدولة في بيان أن مقاتليه أسقطوا طائرة الركاب الروسية التي كانت تقل 224 شخصاً- بينهم سبعة من طاقم الطائرة- على إثر استهدافها في أجواء سيناء المصرية بعد إقلاعها من شرم الشيخ متجهة إلى روسيا بأقل من نصف ساعة.

وأوضح بيان التنظيم أن هذه "العملية تأتي رداً على غارات الطائرات الروسية التي تسببت بمقتل مئات المسلمين على الأراضي السورية أغلبيتهم من النساء والأطفال".

وقد تأكد مصرع جميع ركاب الطائرة من طراز "إي 321"، إذ لم يعثر على أي ناجين في موقع الحطام الذي قالت السلطات المصرية إنه في منطقة الحسنة جنوبي مدينة العريش.

- هجمات باريس الدامية

أما أعنف ما قام به التنظيم فهو سلسلة هجمات منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن، حدثت مساء يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في العاصمة الفرنسية باريس، أدت إلى مقتل 130 شخصاً ونحو 400 جريح.

تركزت الهجمات في مسرح باتاكلان، وشارع بيشا، وشارع أليبار، وشارع دي شارون، حيث كان هناك ثلاثة تفجيرات انتحارية في محيط ملعب فرنسا في ضاحية باريس الشمالية، وتحديداً في سان دوني.

وتعتبر الهجمات الأكثر دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، والأكثر دموية في الاتحاد الأوروبي منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004.

ورداً على الهجمات، تم إعلان حالة الطوارئ في البلاد للمرة الأولى منذ أعمال شغب 2005، ووضعت ضوابط مؤقتة للحدود.

وأبدى العديد من الأشخاص والمنظمات والحكومات تضامنهم، البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أطلقت فرنسا يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني أكبر سلسلة ضربات جوية ضمن عملية الشمال، وهي العملية التي تساهم فرنسا من خلالها في حملة قصف أهداف تنظيم "الدولة" في سوريا والعراق.

- هجمات كاليفورنيا

ربما لم يتوقع الكثيرون أن تصل نار تنظيم "الدولة" بهذه السرعة إلى الولايات المتحدة العدو الأشرس له، إلا أن قيام الباكستاني سيد رضوان فاروق، وزوجته تشفين مالك، بقتل 14 شخصاً وإصابة عشرات آخرين بإطلاق النار من رشاشات آلية بولاية كاليفورنيا مطلع الشهر الجاري دحض هذا الإعتقاد، حيث استهدف الحادث "مركز إنلاند الإقليمي"، وهو مركز مختص برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأكد تنظيم "الدولة" في بيان له أن "اثنان من أنصار الدولة الإسلامية، في مدينة سان برناندينو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية قاما بالعملية".

هذه الاحداث؛ تطرح تساؤلا هاما للغاية هذه الايام، عن جدوى الحراك الدولي في مواجهة تنظيم الدولة؛ الذي يتمدد على الارض في سوريا، ومعركته في العراق سجال، بينما امتدت اذرعه لتطال اقصى الارض واكثر بلادها تحصينا في امريكا واوربا! هذا التساؤل يضع العالم في حيرة البحث عن جواب بين طائرات وبوارج تطوق المنطقة ولا تقدر تحقيق انتصار على 30 الف مقاتل كما تقدر معلومات استخبارية عدد مقاتلي تنظيم الدولة في العراق وسوريا.