كهف عظيم حيكت حوله الكثير من الأساطير والقصص الغامضة، فأثار رعب الكثير، إنه بئر برهوت أو "خسف فوجيت" في محافظة المهرة شرق اليمن.
حقيقة البئر وذكره في القرآن والسنة
قال الدكتور عبد السلام المجيدي أستاذ التفسير بكلية الشريعة جامعة قطر إن حديث بئر برهوت رواه الطبراني في معجمه الكبير.
ويقول الحديث: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء برهوت بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام، يصبح يتدفق، ويمسي لا بلال بها”.
وأضاف المجيدي أن الحديث قبله بعض أهل العلم مثل الإمام الألباني فقد أورده في الصحيح، وتابع “يقال إنه فوهة لجهنم وأن أرواح الكفار تكون فيه، ونقل عن بعض الشافعية كراهة الوضوء بالماء الذي فيه”.
وأشار إلى أن "بعض الناس حاولوا استكشافه وذهب بعضهم إلى المكان واستوحش منه، فهل هو متصل بشئ من عالم الغيب؟ الله أعلم".
وكان موقع "إسلام ويب" قد ذكر أن الحديث المذكور صححه ابن حبان، وقال ابن حجر إن رواته أصحاب ثقة، وأضاف الموقع أن تلك الحفرة الغامضة هي المشار إليها بآية (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) في قوله تعالى “فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ”.
فريق عماني يكسر حاجز الرعب
الجدير بالذكر أنه لسنين طوال لم يجرؤ أحد على التوغل في هذا الكهف السحيق الذي يبلغ قطر فوهته الدائرية نحو 30 مترًا، إلى أن قرر فريق عماني متخصص في استكشاف الكهوف خوض غِماره بشجاعة ليتضح للعالم أن ما يروى من قصص مخيفة حول بئر برهوت لا يمت للحقيقة بصلة.
نزل أفراد الفريق إلى قاع البئر لاستكشافه وتوثيق سماته الجيولوجية والبيئية يبلغ عمقه نحو 112 متر، ويتسع قطره في الأسفل ليبلغ نحو 116 متر.
وتنبثق المياه الجوفية من جدران الكهف لتكون شلالات بديعة وتتخذ العديد من الكائنات هذا الكهف موطنًا لها كــ الضفادع والأفاعي والحشرات.
وبهذا تنتهي أسطورة الرعب التي أحاطت بهذا الكهف الذي قد يصبح مزارًا سياحيًا رائجًا في المستقبل القريب، خاصة إذا ما هدأت الأوضاع الأمنية في البلاد بين السعودية والحوثيين.