الزبيدي : نخاف عليهم ولا نخاف منهم

حجم الخط

بقلم: حمادة فراعنة

 

حسم زكريا الزبيدي الإشاعة، بدون أن يسمعها، من خلال إجابته وفق محضر التحقيق، الذي أرسله لي أحد النواب الفلسطينيين أعضاء الكنيست، من طرف المحامي، أجاب خلاله الفدائي الأسير الشجاع رداً على سؤال المحقق بقوله:
«أبناء الناصرة أهلنا، لم ندخل بيتاً عندهم، خوفاً عليهم، وليس خوفاً منهم».
إجابة تحمل من العمق والفهم والموقف، دلالة على عدم صحة الإدعاء أن شخصاً يُدعى «سليم زغايرة» قام بالوشاية وإبلاغ الشرطة، أو أنه من مرتبات شرطة المستعمرة، وبذلك قدم زكريا الزبيدي الرد الواضح الشجاع بانحيازه لشعبه، وتقديراً له بلا تردد.
الأوضح من هيك، أن عائلة زغايرة النصراوية أعلنت موقفها الوطني المفصل عبر بيان وزعته جاء فيه حرفياً:
«بداية، يؤسفنا اصدار بيان لتوضيح قضية من هذا القبيل، ولكن زجّ اسم عائلتنا في قضية لا تشبهنا ولا تشبه ثوابتنا الوطنية يُحتّم علينا هذا التوضيح:
اولًا: لا يوجد في العائلة اي شخص يُدعى «سليم زغايرة»، ولا نعرف اي شخص او اي شيء عن الاسم المذكور.
ثانيًا: لا يوجد اي فرد من افراد العائلة يخدم او يتطوّع في جهاز الشرطة او حتى سبق وأن خدم في الماضي.
ثالثًا: الصورة التي يتم تداولها في مواقع التواصل الإجتماعي هي لشرطي يهودي يُدعى «راز بينتر» كما هو مكتوب على قميصه اصلًا، (وهو طبعاً لا ينتمي للعائلة ولا لاشقائنا من الطائفة الدرزية المعروفية كما نُشر هنا وهناك).
رابعًا وأخيرًا، عائلة زغايرة في الناصرة معروفة بوطنيتها وإنتمائها لقضايا شعبنا الفلسطيني في كافة ارجاء وطننا، وبحفاظها على الثوابت الوطنية وايمانها بعدالة قضايانا.
كفاكم تضليلًا ونشر اكاذيب وشائعات مغرّضة حول عائلتنا وغيرها من العائلات والبلدات العربية، والفتنة أشدّ من القتل».
الرد الجماهيري العلني الأكثر وضوحاً وشجاعة لآلاف من الفلسطينيين على إستاد الدوحة في سخنين، في مباراة كرة قدم رياضية بين نادي سخنين ونادي حيفا: هتف جمهور الناديين بطريقة حماسية، فيها التحدي والإصرار والانتماء والتعبير عن هويتهم الفلسطينية:
«بالروح بالدم نفديك يا أقصى» هُتاف بقي لفترة طويلة، تأكيداً على موقف المجتمع العربي الفلسطيني في مناطق 48، أبناء الجليل والكرمل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة.
لا أحد يملك حق المزايدة على فلسطينيي الداخل، لسبب جوهري أنهم أكثر دراية ومعرفة وقراءة لسياسات المستعمرة، وتوجهاتها العنصرية، وبرامجها الاستعمارية، وأدواتها النازية، فقد عايشوهم لأكثر من سبعين عاماً، منذ عام 1948، ولذلك أهل الداخل الفلسطيني عاجنين وخابزين الإسرائيليين، ومكشوفين لهم أكثر من أي مكون فلسطيني أخر.
خدوا على رأسها وريحو شوية واطمئنوا، لأن شعب الجبارين يعرف كيف يدير معركته مع عدوه، فالمعركة طويلة وسجال، ولا خيار، لا خيار آخر سوى هزيمة المشروع الإسرائيلي، وانتصار المشروع الفلسطيني.