للمرة الألف يتحدث الجميع عن ممارسات الاحتلال في التهويد والتهجير والاستيطان ومصادرة الارض، وللمرة الالف ايضاً يطالب المواطنون تحركاً سياسياً رسمياً من القيادات لمواجهة ذلك ولكن دون أي تجاوب حقيقي وتظل الاوضاع تسير من سيء الى أسوأ، ويتزايد التطبيع ويقف وزير خارجية اميركا مع سفراء الدول التي أقامت العلاقات مع اسرائيل ويطالب الدول العربية الاخرى الى مزيد من التطبيع، وتؤكد الادارة الاميركية التزامها بقانون المساعدات غير المشروطة لإسرائيل.
في اسرائيل يقتحم مئات المستوطنين المسجد الاقصى بملابس «كهنة الهيكل» ويؤدون طقوساً دينية تلمودية في رحابه، وقد دعت عدة تنظيمات يهودية متطرفة نسائية ورجالية بكل صراحة الى هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل اليهودي مكانه، كما ان توسعة المستوطنات في كل انحاء الضفة ومصادرة الاراضي ولا سيما بالاغوار قليلة السكان، لا تتوقف ولا يستمعون الى اية قوانين أو حقوق ولا يفهمون سوى لغة القوة.
ازاء هذه الحالات القاتلة لكل احاديث السلام، يحس المواطن بأن القيادات الفلسطينية تبدو عاجزة عن فعل أي شيء ويظل الانقسام وسط هذه الدوامة الاحتلالية سيد الموقف ولا نرى في الافق أية امكانات لاستعادة الوحدة الوطنية.
وفي تقديري ان المطلوب ليس اجراء انتخابات للسلطات البلدية المحلية رغم ضرورتها، ولكن انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة وغزة معاً، لانتخاب قيادات جديدة ربما تكون أكثر فعالية من القيادات الحالية التي مضى تاريخ صلاحياتها ولم تعد قادرة سوى على اصدار بيانات شجب واستنكار ومناشدة للرأي العام الدولي ولا أحد يستمع الى كل هذا.
لقد كانت هناك انتخابات مقررة ولكن جرى تأجيلها ونامت القضية نوم أهل الكهف وصار المواطن أكثر حيرة وتشاؤماً بالقادم وتضاءلت كثيراً الثقة بالقيادات … والمطلوب إعادة تحديد موعد لهذه الانتخابات بالضفة وغزة ويستطيع المقدسيون التصويت عبر الانترنت أو بالذهاب الى الضواحي وانتخاب من يريدون للقيادة.
أيتها القيادات، ان التاريخ لا يرحم احداً، والقضية التي تتحملون مسؤوليتها بحاجة الى خطوات سريعة وميدانية، وأعيد القول ان الحل المطلوب هو اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية سريعة وشاملة خاصة وان ادارة الرئيس بايدن تبدو غير راغبة ولا مستعدة لاحياء عملية السلام، ورئيس وزراء اسرائيل بينيت يؤكد ان لا أهمية ولا ضرورة لمقابلة الرئيس أبو مازن، وان الاستيطان لن يتوقف وان الحديث عن حلول سياسية بات أمراً غير واقعي.
فهل من يستمع ويستجيب؟ أم أن هذه النداءات لا يستمع اليها أحد ويظل المعنيون يسيرون في الطريق المظلم الذي يسيرون عليه.