نعت الفصائل الفلسطينية، اليوم الخميس 23 سبتمبر 2021، الأسير المحرر الشهيد حسين مسالمة، والذي أعلن عن استشهاد ليلة أمس في المستشفى الاستشاري برام الله، متأثرًا بإصابته بسرطان الدم.
وأصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بيانًا صحفيًا، نعلت إلى جماهير شعبنا الفلسطيني والحركة الوطنية الأسيرة، الأسير المحرر حسين مسالمة.
وحملت الجبهة، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المحرر حسين مسالمة، لا سيما أن الأسير المحرر مسالمة أصيب بمرض السرطان داخل سجون الاحتلال خلال سنوات اعتقاله، وتبعه مماطلة وتسويف من الاحتلال في تقديم العلاج الطبي اللازم له.
ودعت، المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية تجاه الأسرى في سجون الاحتلال والإطلاع على معاناتهم ومشاكلهم وظروف وأماكن اعتقالهم، لافتة إلى أن قضية الأسير مسالمة لم تكن الأولى، حيث استشهد نحو 226 أسيراً داخل سجون الاحتلال والمئات بعد الإفراج عنهم جراء سياسة الإهمال الطبي والقتل البطئ المتعمد.
كما دعت، الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان إلى توفير الحماية الدولية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة الأسرى المرضى والعمل على الإفراج عنهم، مؤكدةً حق الأسرى بالحرية كونهم مناضلين من أجل حريتهم بكل السبل والأدوات والأشكال النضالية المتاحة، وأن استمرار اعتقالهم والتنكيل بهم والمماطلة في توفير العلاج الطبي اللازم لهم، يعد جريمة إسرائيلية وانتهاك فاضح لكافة القوانين والشرائع الدولية.
وختمت الجبهة بيانها بدعوة جماهير شعبنا الفلسطيني وقواه السياسية والمجتمعية لتوسيع نطاق المشاركة في الفعاليات الداعمة والمساندة للأسرى، مطالبة القيادة الرسمية بتدويل قضية الأسرى وايلاء الاهتمام بها ووضعها على جدول أعمال الحركة الوطنية وإسناد الأسرى في معاركهم اليومية وفضح جرائم الاحتلال بحقهم
ومن جانبها، نعت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والاسلامية في قطاع غزة الأسير المحرر حسين مسالمة، مؤكدة على أنها ستدق وتطرق كل الأبواب لفضح جرائم الاحتلال والدفاع عن الأسرى الفلسطينيين وإنقاذهم من بين أنياب الغول الإسرائيلي.
وأفادت بأن 71 أسيرًا فلسطينيًا استشهدوا تحت مقصلة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، إلى جانب العشرات من الأسرى المحررين الذين لاحقتهم ولا تزال تلاحقهم الأمراض التي أصيبوا بها أثناء الاعتقال.
وأشارت إلى أن حالة الأسير المحرر مسالمة نموذجًا ما يستلزم قيام المجتمع الدولي بإرسال بعثات ولجان لتقصي الحقائق حول أسباب الوفاة والعلاجات التي كانت تقدمها إدارة مصلحة السجون للأسرى المرضى.
وأضافت أن هناك شكوكًا فلسطينية حول نوعية العلاج التي تقدمها إدارة مصلحة السجون للأسرى المرضى، وأن تلك الإدارة الفاشية تعمل على تحويل الأسرى الفلسطينيين إلى حقول للتجارب.
وحملت لجنة الأسرى للاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير مسالمة، مشددة على أنها لن تسمح للاحتلال بتحويل الأسرى إلى جنازات وجنازات مؤجلة واستخدامهم كحقول للتجارب.
وأكدت أنها ستعمل على استنفار وشحذ كل الطاقات من أجل تحويل قضية الأسرى إلى قضية رأي عام دولي، واستنادًا إلى أوراق تملكها المقاومة الفلسطينية في لعبة الصراع على طريق انتزاع الحرية من بين أنياب الاحتلال.
وبدورها، حملت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المحرر حسين مسالمة، والذي تعرض لتعذيب وإهمال طبي متعمد من قبل الاحتلال ، وبظروف اعتقال سيئة خلال فترة اعتقاله.
وندد عضو اللجنة المركزية للجبهة جمال هماش بالممارسات الإرهابية والممنهجة وسياسة العنف التي تتخذها إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية بحق الأسرى، ولفتت أن هذه الإجراءات أدت إلى استشهاد العديد من الأسرى.
وأكد هماش على أن الإهمال الطبي بات السياسة القائمة التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال ضد الأسرى كأسلوب من أساليب التعذيب غير القانونية المخالفة لاتفاقية جنيف والتي يعاقب عليها القانون الدولي.
وأوضح أن الصمت الدولي يشجع الاحتلال على تصعيد جرائمه بحق الأسرى الفلسطينيين، داعيا المؤسسات الحقوقية الدولية، لطلب تشكيل لجنة تحقيق دولية وزيارة مختلف السجون للاطلاع على خطورة الأوضاع التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال.
وطالب بتفعيل وتطوير أشكال وأساليب التضامن مع الأسرى ووضع برنامج وطني لإسناد الأسرى عبر سلسلة من الفعاليات والتحركات الشعبية والجماهيرية والاعتصامات وإيصال الرسائل للسفارات والإعلام والمجتمع الدولي ككل ليتحمل الجميع المسؤولية في لجم سياسات وإجراءات الاحتلال بحق الأسيرات والأسرى والمنافية لكافة الأعراف والمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
واشار هماش إلى أن الأسير المحرّر مسالمة (39 عاماً)، من بيت لحم، كان قد وصل إلى مرحلة حرجة جدًا، ومكث منذ الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي في شهر شباط/فبراير 2021 في مستشفى "هداسا" الإسرائيلي، وجرى نقله منه إلى مستشفى الاستشاري قبل نحو أسبوع، وكان قد اُعتقل عام 2002، وصدر بحقه حكما بالسّجن لمدة 20 عاما، أمضى منها نحو 19 عاما.
واستشهد، مساء الأربعاء، الأسير المحرر المصاب بالسرطان حسين مسالمة من مدينة بيت لحم، بعد تدهور طرأ على صحته.
وكان الشهيد مسالمة قد وصل إلى مرحلة حرجة جدًا، ومكث منذ الإفراج عنه من سجون الاحتلال في شباط/ فبراير 2021 في مستشفى "هداسا" الى أن نقل قبل أسابيع الى المستشفى الاستشاري برام الله.