هآرتس – للوسيط الالماني في صفقة شليط نصائح للمفاوضات مع حماس

E5A2D6CC-2010-4BA3-AD3E-7AED979EFB09-e1606661643641.jpeg
حجم الخط

هآرتس – بقلم يوسي ميلمان 

 

في المانيا يسمونه “السيد حزب الله”. ولكن ايضا يمكن أن نطلق عليه صفة “السيد حماس”: على مدى ثلاثين سنة كان غيرهارد كونراد، شخصية رفيعة في وكالة المخابرات الخارجية (بي.ان.دي) في بلاده، الموازية والحليفة المخلصة للموساد. في اطار مناصبه المتنوعة اكثر من العيش ومن زيارة دمشق وبيروت وغزة والقاهرة والقدس وغيرها. ولكن اكثر منها جميعها هو يتماهى مع صفقات تبادل الاسرى بين اسرائيل وبين حزب الله وحماس. 

هذه الصفقات تضمنت، ضمن امور اخرى، صفقة جلعاد شليط، الذي في الشهر القادم يكون قد مر عقد على اطلاق سراحه. الى جانب ذلك كونراد لعب دور مهم في اطلاق سراح الحنان تننباوم واعادة جثامين جنود الجيش بني ابراهام وعيدي افيتان وعمر سواعد والداد ريغف واودي غولد فاسر – ايضا سمير قنطار قاتل عائلة هيرن من نهاريا – ونحو 1500 مخرب فلسطيني ولبناني واشخاص من جنسيات اخرى. “لقد عملت دائما بمصادقة من حكومتي، وبالطبع بتوجيه من جهازي، وهذا بناء على طلب حكومات اسرائيل”، قال كونراد في مقابلة مع “هآرتس”.

طوال سنوات رفض كونراد اجراء المقابلات معه. فقد عمل بالسر كرجل ظل، الذي اسمه وصورته لم يتم نشرهما، الى أن قامت صحيفة في برلين بتسريب اسمه في العام 2009. قبل بضع سنوات تقاعد. وهو يعيش الآن في برلين مع زوجته التي كانت ايضا تعمل في مصلحة المخابرات، لكنه يواصل متابعة ما يحدث في اسرائيل وفي الشرق الاوسط وهو ضليع فيما يجري. صفقات تبادل الاسرى ممكنة فقط عندما “تتوافق النجوم”، اجاب كونراد على سؤال حول احتمالية عقد صفقة بين حماس واسرائيل، “لكن بالطبع لا نحتاج فقط الانتظار كي يحدث ذلك. مطلوب تطوير نوع من اطار اتفاق، بالطبع اذا كان الطرف الثاني مستعد لذلك”. على أي حال، كونراد أكد على أنه في كل الاحوال فان اتفاق اطار كهذا هو مؤقت، طالما لا توجد محفزات اخرى تشجع الطرفين على التقدم. “على الاغلب، الطرفين يعتبران الصفقة أمر سيء. ودائما سيكون هناك من سيرفض لأنه تم تقديم تنازلات كبيرة جدا للعدو. والمقابل الذي تم الحصول عليه قليل جدا”، شرح، “الكثيرون سيخيب املهم لأنه لم يتم شملهم في القائمة، وآخرون سيكونون محبطين جدا من رؤية قتلة اعزائهم وهم يخرجون الى الحرية منتصرين. لذلك، هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على متخذي القرارات. يجب عليهم التصرف بحذر. وتقديم تقرير مبكر جدا يمكن أن يكون خطير. احتمالية التوصل الى اتفاق تتعلق بالاساس بواقع سياسي محدد، وهذا الواقع يتشكل على الاغلب بالصدفة”. 

ما هي النصيحة التي يمكنك أن تعطيها لمن يديرون المفاوضات الحالية بين اسرائيل وحماس؟

“يجب عليكم الصبر، وأن تعدوا في اقرب وقت اطار واضح مع نقاط متفق عليها من قبل الطرفين. واذا كان بالامكان ايضا اتفاق على طريقة العمل. لا تحاولوا فرض هذا الاطار على الطرف الثاني، بل اذا كانت لديكم ورقة مساومة جيدة مثل عرض جيد أو اصدقاء اقوياء يمكنهم التأثير على الطرف الثاني. ولكن فوق كل ذلك مطلوب أن يكون لدى كل طرف مصلحة جدية للتوصل الى صفقة”.

رغم أنه من الواضح أن كونراد يتماهى مع اسرائيل وقيمها، إلا أن الامر الذي مكنه من أن يحظى بثقة التنظيمات الارهابية، هو صفاته الاساسية، “هو شخص جدي جدا، أمين، دقيق ورجل تفاصيل لا يبقي أي زاوية مفتوحة”. هكذا وصفه عوفر ديكل، الذي كان نائب رئيس الشباك وبعد ذلك ممثل رئيس الحكومة في موضوع الاسرى والمفقودين بين الاعوام 2006 – 2009. بواسطة كونراد دفع ديكل قدما الاتصالات غير المباشرة مع حزب الله في لقاءات في اوروبا وفي اسرائيل، وايضا قام باعداد الخلفية لصفقة شليط، رغم أن من قام بانهائها هو وريثه في المنصب، دافيد ميدان.

في العام 2009، بعد مرور ثلاث سنوات كانت فيها الجهود لاطلاق سراح شليط وصلت الى طريق مسدود، تمت دعوة كونراد مرة اخرى الى مهمة تبادل الاسرى. “المشكلة الكبيرة كانت عدم الثقة بين الطرفين”، قال. “عدم الثقة تمثل في أن كل طرف كان يشك في جدية نوايا واستعداد الطرف الثاني لتنفيذ التزاماته. كل طرف اعتقد أن الطرف الآخر هو خائن أو غير قادر على تزويد البضاعة، أو كلاهما معا”.

كيف نجحت في التغلب على هذه الصعوبات رغم ذلك؟

“اذا سمح لي القول، بكل تواضع، أن ما ساعد على الدفع قدما بالصفقة هو سمعتي كـ السيد حزب الله”. هكذا قادة حماس، ومن بينهم محمود الزهار الذي التقى معه، استعانوا بتوصيات حزب الله وشهدوا على أن كونراد يمكن الوثوق به. “الصفقة مع حزب الله كانت نوع من التمرين على اليابسة”، لخص كونراد. “دليل اثبت للطرفين بأنه يمكن احترام التعهدات وأن الامر يكافيء الطرفين”.