إسرائيل واستغلال "الفتنة السياسية" بعد خطاب الرئيس عباس!

1625121147-434-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور 

لا زال مفعول خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 سبتمبر 2021، مادة للنقاش الوطني الفلسطيني وكذلك لدولة الكيان الإسرائيلي، ساسة وإعلام، بلغتيه العبري والإنجليزي.

مضمون الخطاب واجه رفضا شاملا وبطريقة "استخفافيه" من بعض الفصائل عبر بيانات رسمية، فيما أطلقت بعضها، وخاصة حركة حماس أوسع حملة عداء سياسي للخطاب، مترافق مع سخرية "نادرة" على مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنها أصيبت بلسعة من غير حساب لما جاء في نص الخطاب، وباتت مادتها المعادية للخطاب، مرتكزا رئيسيا لخدمة الخطاب الإعلامي العبري.

دولة الاحتلال، ساسة وإعلام، سريعا بدأوا في صناعة قواعد نشر "الفتنة السياسية"، ويبدو أنهم لم يجدوا أفضل مما تقوم به حركة حماس من حملات معادية، لتكون مادة هجومهم الجديد، معتبرة ذلك "سلاح أمضى"، خاصة فيما يتعلق بمسألة "إنذار العام".

ومع استشهاد بعض من عناصر القسام والجهاد في الضفة، سارعت حماس وإعلامها وبعض فصائل "تسير في فلكها" لاعتبار "الحدث" ملكية خاصة بها، بل وقبل أن ينتهي الحدث أطلقت حماس عبر ناطقيها جملة اتهامات ضد السلطة الفلسطينية وحركة فتح، دون تدقيق أو تأكيد، وكأن الأمر ليس بحثا لتعزيز مواجهة عدو، بل استغلال ذلك لـ مواجهة السلطة" باعتبارها "العدو رقم "1"، وفقا لما تنشره بعض الأقلام الحمساوية.

ورغم ان فتح من قاد حراك مسيرات الأسرى وحراك بيتا، ومسلحيها من قاد معركة "قبر يوسف"، لكن ذلك غاب كليا عن حماس وإعلامها وناطقيها، ومصرين على أنهم دون غيرهم من يقاوم وفتح وسلطتها في خدنق معادي، في تناقض كلي مع تصريحات من يفترض أنه الرجل الثاني في قيادة حماس صالح العاروري، بل والمسؤول الأول عن حماس بالضفة الغربية.

أن تعارض خطاب الرئيس عباس، وتراه لم يقدم ما يمكن اعتباره "حلا بديلا"، فذلك حق شريطة ان يتقدم من يعارض ويرفض "الحل البديل" وليس "جعجعة كلامية" و"حملات طفولية"، أصبحت المادة الأهم المستخدمة في إعلام العدو، والذي لا يترك مادة تخدمه لنشر "الفتنة السياسية"، كونها السلاح الأهم لخدمة مشروعه التوراتي – التهويدي في الضفة والقدس.

من حق كل القوى، بما فيها حركة فتح، أن تبقي توجسها من "التنسيق الأمني"، وأن ترفع أدوات الضغط كي ينتهي زمن الاستخدام الضار لتلك القناة، ولكن ليس من حق أي فصيل خاصة، لو كان الاتهام محكوما برغبة الاستبدال، ان لا يرى حقيقة الحراك المنطلق في الضفة والقدس، وخاصة منذ عملية عبور نفق جلبوع، جماهيريا، وقبلها حركة الإرباك المتواصل في منطقة جبل صبيح وخاصة بلدة بيتا، حيث رأس حربة الإرباك تقف فتح، وليس غيرها.

من يذهب لطمس ذلك الحراك، لا يمكنه له ان يكون وطنيا بالمعنى العام، أي كانت شعاراته ولغته، فالإصرار على نشر "الفتنة السياسية" في الضفة، بالتوازي مع تعزيز حالة الانقسام الى الانفصال، بديلا من العمل على رؤية "الجديد الكفاحي"، وكيف يمكن العمل على ان يسود لمواجهة المشروع التهويدي في الضفة والقدس، لا يعمل لخدمة تطوير سبل الردع ضد العدو المحتل.

ولأن الوقت لا يسير وفق رغبة "البعض"، خاصة المصاب بلوثة "الحقد الوطني"، باتت مواجهة "الفتنة السياسية" بكل مظاهرها وأشكالها واجب الضرورة، التي بدونها لا يمكن أن يستقيم تطور حركة المواجهة العامة لمشروع العدو القومي، وستكون معول هدم للمشروع الوطني...ودوما ليس بالنوايا تبنى الأوطان!

ملاحظة: خروج القيادية خالدة جرار من سجن عدو، قد يكون خبرا معتاد لأهل فلسطين...لكن وقفتها أمام ضريح نجلتها جسدت "شموخ الفلسطيني" في حالة التحدي: لن ننكسر أبدا!

تنويه خاص: مغادرة ميركل لموقعها باختيارها...درس للبعض ان الموقع ليس صانعا للحياة الإنسانية...والأوطان لا ترتبط باسم او فصيل...التحديث تطور ما دام مش انقلابي!