أيها السيد الرئيس لقد طفح الكيل فعلا !!

دعيبس.PNG
حجم الخط

بقلم ابراهيم ادعيبس

 


لم تعد الامم المتحدة سوى منصة لالقاء الخطابات وسرد الحكايات وفقدت منذ فترة طويلة اي دور حقيقي وفعلي لها، وقد اتخذت اكثر من قرار لم يتم تنفيذ اي واحد منها، واصدرت عدة بيانات لم يستمع اليها أحد. ومنذ فترة طويلة ونحن نطالب بتنفيذ هذه القرارات المتعلقة بالقضية الوطنية ولكن ذلك كان كالطبل عندالاطرش.
ومن أشهر ما حدث فلسطينيا بالامم المتحدة هو خطاب الرئيس ياسر عرفات عام 1974 والذي قال فيه جملته التاريخية المشهورة لقد جئتكم بغصن الزيتون في يد وبندقية الثائر في يد اخرى، فلا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي.. وكرر الجملة الاخيرة عدة مرات، وضجت القاعة حينها بالتصفيق الحاد، وكانت الدول العربية حاضرة ومستنفرة للتواصل مع القضية والخطاب وتداعيات ذلك.
منذ عام 1974 حتى اليوم لم يتغير شيء سوى التوسع الاستيطاني والغطرسة الاسرائيلية وممارسات التهويد بالقدس وانحاء متفرقة من الضفة خاصة في مناطق الاغوار وقليلة السكان عموما.
بعد هذه السنوات يخطب الرئيس ابو مازن عبر الفيديو كونفرانس من مكتبه في رام الله الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ويقول كلاما يمتلئ بالمطالب والاحتجاجات ويقول لقد طفح الكيل وان امام اسرائيل عام واحد لكي تنسحب من الاراضي المحتلة عام 1967.
وهذا كلام خيالي ويثير تساؤلات كثيرة أهمها ماذا لو لم تنسحب اسرائيل؟ وماذا نحن فاعلون ازاء ذلك؟
لقد سبق ان هدد عرفات ببندقية الثائر، ولكنه رحل عن العالم ولم يستخدم الثائر هذه البندقية التي تحدث عنها قبل عشرات السنين.. والسؤال الى السيد الرئيس ماذا انتم فاعلون اذا لم تنسحب اسرائيل خلال عام؟ وعلى افتراض انها سوف تنسحب فما هو مصير عشرات المستوطنات التي تملأ الضفة كلها؟
ان الأمم المتحدة نفسها قد انتهى دورها والخطابات الحماسية قد ماتت منذ زمن وانتهى دورها هي الاخرى، ولم يعد احد يبالي الا بالواقع وما يراه على الارض ميدانيا، وما نراه هو امر مؤلم للغاية ولم يعد احد يرى تحركا واحدا لتغيير هذا الواقع.
قضية أخرى هامة اشار اليها الرئيس وهي انه مستعد لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني بشرط ضمان اجراءها في القدس الشرقية، والكل يعرف ان اسرائيل لن تسمح بذلك وبالتالي فاننا لا نتوقع اجراء اية انتخابات وهذا بحد ذاته يشكل قضية مأساوية لا بد من ايجاد حل لها.
لقد تحدث كثيرون عن ضرورية وأهمية اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بصورة خاصة، لعلنا نجد قيادة جديدة قادرة على مواجهة الواقع بكل تحدياته اكثر من القيادات الحالية التي عفا عليها الزمان وانتهى دورها فعليا.
ان المطلوب اجراء انتخابات رئاسية بالدرجة الأولى تشمل القدس بالانترنت وضواحيها وكل الفلسطينيين في الوطن المحتل وفي كل اماكن الهجرة والشتات وعدم الالتصاق بالكراسي والبحث عن حجج وذرائع غير صحيحة لتبرير ذلك، واستبعاد الانتخابات.
شعبنا ينادي ويصرخ ويؤلمه الواقع كثيرا ويؤلمه اكثر هذا التجاهل لمطالبه وما يريده.
فيا أيها السيد الرئيس ابو مازن، لقد خدمت القضية عشرات السنين وعلى مختلف المستويات والمطلوب منك اليوم ان تنهي هذه المرحلة بانتخابات تاريخية قد تكون مفصلية في ما يتعلق بالقضية والمستقبل، والمطلوب ان تفعل ذلك!