ليس بعيداً عن “غراند بلاس” أو الميدان الكبير، وهو أهم معلم في العاصمة البلجيكية بروكسل، تشع من واجهة أحد المحال أنوار تجذب المارة، وتظهِر حلويات متعددة الأشكال والألوان، في محل اسمه “حلويات نور سوريا”.
مالك المتجر هو المهاجر السوري عماد كركتلي من الجزماتية (في العاصمة السورية دمشق). ترك سوريا قبل 20 عاماً، وتخرج من مدرسة للطهاة في اختصاص المأكولات السريعة. عام 2011 ترك سوريا مجدداً مع بداية الأزمة، على الرغم من عودته إليها من هجرة طويلة بأمل افتتاح مشروع تجاري.
لا يهدأ أبو عمر عن الحركة والتعليق على كل شيء يدور في أوروبا أو سوريا بتهكم وحزن وجدية في آن. يضع ركوة القهوة العربية في زاوية من المتجر الأنيق الذي تمتلئ رفوفه بالحلويات الدمشقية والمغربية. بتفاخر يقول: “هذه الحلويات هي من وسط دمشق، بالرغم من كل الظروف أردت أنا وشريكي أن نبقي على أصالة ما نعرض من بلدنا… اسم المحل “حلويات نور سوريا”.. لكنني بشكل جدي وبأسف شديد صرت أفكر بتغيير الاسم بعد اعتداءات باريس وفقدان الزبائن ومرورهم من أمام المحل من دون الدخول إليه”.
المحل لم تكن تمر دقيقة من دون أن يكون مزدحماً بالزبائن. الآن يمرون إلى جانبه ينظرون إلى الواجهة ويواصلون طريقهم. في السابق كان هؤلاء المواطنون، قبل أن يرعبوهم بذكر اسم سورية، يتناولون الحلوى الدمشقية وهم فرحون ويبتسمون مع شرب القهوة، ويدردشون معي ويمازحونني حول الثقافات والعادات والآداب العامة.