هارتس : التهديد الحقيقي لحكومة بينيت

عوزي برعام.jpeg
حجم الخط

بقلم: عوزي برعام

 


لو افترضنا أن حكومة بينت - لبيد ستنجو من أزمة «كورونا»، وستنجح في تثبيت نظام التعليم، وستمرر قانون الميزانية في القراءة الثالثة، فإن قدرتها على الصمود في المدى البعيد موضع شك.
هدف الإطاحة بنتنياهو تحقق واستنفذ. هو لا يزال موجوداً ويشكل تهديداً، لكن يوجد اليوم رئيس حكومة شرعي في دولة إسرائيل غير بنيامين نتنياهو. من هنا فإن المصاعب التي سيواجهها الائتلاف الحالي ستبدأ تحديداً بعد الانتهاء من معركة الميزانية. حينها من المعقول الافتراض أن الأحزاب المشاركة في الائتلاف لن تقبل بعد الآن الاستمرار في التنازل عن مواقفها التي وضعتها جانباً من أجل تحقيق هدف الإطاحة بنتنياهو وإعادة الثقة إلى النظام الديمقراطي الذي ألحق به نتنياهو ضرراً فادحاً.
ناخبو اليسار وجزء من ناخبي الوسط سيكون من الصعب عليهم الاستمرار في تأييد حكومة ترفض مسبقاً عملية سياسية مع الفلسطينيين. حتى عندما تنتقل رئاسة الحكومة إلى يائير لبيد فإن الجزء اليميني في الحكومة لن يسمح له بإيقاظ العملية السياسية من سباتها، بحسب ما أكدت وزيرة الداخلية، أيلييت شاكيد.
أيضاً المواطنون العرب، وعلى رأسهم عضو الكنيست، منصور عباس، من «راعم»، نائب رئيس الكنيست، لن يستمروا في تأييد الحكومة الحالية إذا لم تفِ بوعودها بشأن الموضوعات الاقتصادية والمدنية. أيّد عباس حكومة يمينية؛ لأنه افترض أنها ستلتزم بوعودها. ويجب على بينيت ولبيد أن يثبتا أنهما قادران على مواجهة التحدي. وهذه مشكلات لا يمكن حلها بسهولة.
السبيل إلى المحافظة على الحكومة الحالية يكمن في طريقة استعداد الأحزاب الأعضاء فيها للمعركة الانتخابية المقبلة. يجب على زعماء أحزاب اليمين - نفتالي بينت، وجدعون ساعر، وأفيغدور ليبرمان، وربما أيضاً بني غانتس - فحص إمكانية إنشاء كتلة قادرة على محاربة «الليكود». مثل هذه الالتزامات يمكن أن يزيد في فرص بقاء الحكومة.
نشوء اتحاد جديد من نوع «أزرق أبيض» بين لبيد وغانتس كان يمكن أن يشكل خطوة منطقية لولا الخلاف الشخصي بين الاثنين. لكن حتى لو كانت هذه الخطوة غير ممكنة، في استطاعة لبيد، الذي يقود حزباً وسطياً منذ أكثر من عشرة أعوام، خوض الانتخابات المقبلة في قائمة مستقلة، سواء أكان رئيساً للحكومة آنذاك، أم لم يكن.
بالنسبة إلى سائر أحزاب اليسار الصهيوني، يجب عليهم أن يتوحدوا. أعرف أن هناك معارضة واضحة في حزب العمل لمثل هذه الخطوة. كثيرون هناك يريدون أن يُظهروا أنهم يواصلون درب اسحق رابين. نسوا فقط أن الخطوط التوجيهية للسياسة الإسرائيلية تغيرت منذ أيام رابين. حان الوقت لأحزاب اليسار الصهيوني لتسير وفق شعارها. وهي تحظى بتأييد جميع الذين يدركون أن حل الدولتين هو ضرورة لا بد منها والبديل الوحيد من دولة أبرتهايد.
من المحتمل نشوء اندماجات سياسية تختلف عن تلك التي أشرنا إليها هنا، لكن يجب أن يكون واضحاً أن الحزب الذي لا يعرف كيف يستعد للانتخابات المقبلة لن يكون لديه أفق سياسي. أعتقد أن حكومة التغيير قادرة على الحصول على ولاية إضافية إذا حاولت الوصول إلى عدة مواقف متفق عليها من دون قيود الماضي. مثل هذه المواقف يمكنه الاعتماد على الواقعية السياسية التي يُعرف بها بينيت.
البحث عن حد أدنى من قاسم مشترك، إلى جانب إنشاء تكتلات تخوض الانتخابات بصورة منفردة، هو السبيل الذي سيسمح ببقاء الحكومة الحالية.

عن «هآرتس