تصدر وسم #الشرقية_ تنهار، وسائل التواصل الاجتماعي في قطاع غزّة، الساعة الحادية عشر من ظهيرة أمس، وذلك في حملة الهدف منها إطلاق نداء استغاثة يُنذر بانهيار البنية التحتية في المناطق الشرقية لمحافظة خانيونس التي تُعاني من الإهمال والتهميش، من أجل الضغط على جهات الاختصاص للتحرك لإنقاذ هذه المناطق التي تُعاني من غياب شبكات الصرف الصحي بشكلٍ كامل؛ خاصة في عبسان الكبيرة وخزاعة وعبسان الجديدة.
كما تشهد غياب التمويل على مدار السنوات السابقة؛ لإنشاء شبكة صرف صحي في المناطق الشرقية لمحافظة خانيوس التي يقصطتها ما يقارب من 130.000 ألف نسمة وعلى مساحة 50 ألف دونم، يعانون من غياب تام وجزئي لشبكات الصرف الصحي.
وفاقم العدوان الأخير على غزة الذي استمر 11 يومًا، انهيار البنية التحية للمناطق الشرقية التي تعرضت لمئات القذائف والصواريخ الارتجاجية التي أدت لانهيارات بالتربة وفي الحفر الامتصاصية التي أنشئت؛ كبديل عن شبكات الصرف الصحي، ما يُنذر بشتاء قاسٍ للمناطق الشرقية التي تُعد السلة الغذائية لقطاع غزّة أيضاً.
رئيس بلدية عبسان الكبيرة، أنور أبو ظريفة، أكّد في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، على أنَّ المنطقة الشرقية لمحافظة خانيونس، هي الوحيدة في قطاع غزة الغير مغطاة بشبكات صرف صحي.
وبيّن أنَّ سكان المنطقة الشرقية، يعتمدون بشكلٍ كلى على الحفر الامتصاصية للتغلب على المياه العادمة، مُوضحًا أنَّ الحفر الامتصاصية: عبارة عن بئر يتم حفره عبد بيوت المواطنين؛ كي يتخلصوا من مياه الصرف الصحي؛ لأنه لا توجد شبكة تخدمهم كباقي مناطق قطاع غزة والعالم.
وأشار إلى أنَّ أيّ بيت يُنشأ يتم عمل حفر امتصاصية له؛ للتخلص من المياه العامة، وتكون غالبًا في الشوارع ويُمكن ملاحظتها بوضوح لدى المارة في شوارع المنطقة الشرقية لمحافظة خانيونس.
وبالحديث عن المدة الزمنية لتاريخ أزمة غياب شبكات الصرف الصحي في المنطقة الشرقية لمحافظة خانيونس، قال أبو ظريفة: "إنّه لا توجد شبكات صرف صحي أصلاً في المنطقة الشرقية، بسبب غياب التمويل لإيجاد محطة صرف صحي"؛ لافتاً إلى وجود محطة معالجة في محافظة خانيونس في الوقت الحالي ويتم تمويلها بالكامل.
وأضاف: "تعمل محطة المعالجة في خانيونس بنصف طاقتها الاعتيادية أيّ أكثر من 26 ألف كوب في اليوم، لكن اليوم لا يأتي إلا 13 كوب تقريباً للمحطة، أيّ أنّها تعمل بأقل من نصف طاقتها".
وأرجع السبب في ذلك إلى أنّه لم يكن في الحساب عند إنشاء محطة المعالجة بمحافظة خانيونس، أنّ تنضم المنطقة الشرقية لشبكة الصرف الصحي، مُردفاً "للأسف تم تنفيذ مشروع إنشاء المحطة ولم يؤخذ بعين الاعتبار المنطقة الشرقية التي تُغطي تقريبًا 100 ألف مواطن".
وبالحديث عن المناطق التي تُعاني من غياب كامل لشبكات الصرف الصحي، قال أبو ظريفة: "إنَّ عبسان الكبيرة وعبسان الجديدة وخزاعة، تُعاني من غياب كامل لشبكات الصرف الصحي، أما القرارة مغطاة بنسبة بسيطة ومنطقة الفخاري مغطاه من خلال منطقة الأوروبي".
وأوضح أنَّ سبب تضرر عبسان الكبيرة، من غياب شبكات الصرف الصحي، هو أنّها الأكبر من حيث المساحة، حيث يقطنها ما يُقارب 30.000 ألف مواطن على مساحة 16 ألف دونم، وتعتمد على 60 حفرة امتصاصية".
ولفت إلى أنّ بلدية عبسان الكبيرة تتخوف من اقتراب فصل الشتاء، لافتقار البنية التحتية لأبسط المشاريع، أيّ بنية شبكات الصرف الصحي، حيث إنّ "الحفر الامتصاصية المنهارة" تُسبب مكاره صحية وبيئية للمواطنين عدا عن انتشار الأمراض؛ بالإضافة لأزمات المزارعين كونها منطقة زراعية.
وتابع: "البلدية تبذل ما بوسعها لمساعدة المواطنين حال انهيار الحفر الامتصاصية لديهم، عبر إحضار عربات الصرف الصحي، ودفع المواطنين لرسوم تقدر بـ20 شيكل، رغم أنّ العملية تُقدر تكلفتها بـ45 شيكل؛ وذلك في إطار جهود البلدية للتخفيف من الضغط على المواطنين".
وختم أبو ظريفة حديثه، بالقول: "نشكر السيد مازن غنيم، رئيس سلطة المياه، لاستجابته للحملة الإعلامية التي أطلقها شباب المنطقة الشرقية"، كاشفاً أنَّ السيد غنيم قرر تخصيص مبلغ لإنشاء شبكة صرف صحي للمنطقة، إضافةً إلى جهود مصلحة بلدية الساحل، باعتبارها شريك في توفير التمويل اللازم.