وكالة "خبر" ، تسرد لكم تصريحات قيادات حركة حماس حول أزمة معبر رفح والمطالبة بتسليمه للسلطة الفلسطينية نزولا عند رغبة المصريين في ذلك ، والردود عليها .
كانت قد كشفت مصادر لأحدى الصحف العربية في وقت سابق ، إن ملادينوف "المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط" ، بحث مع اسماعيل هنية سبل تمكين حكومة التوافق الوطني الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله من بسط سيطرتها على القطاع والعمل بحرية، وتسليم المعابر لها.
وأضافت أن هنية وافق على ذلك وفق ضمانات تكفل دفع رواتب موظفي الحكومة التي ترأسها منذ عام 2006 وحتى تشكيل حكومة التوافق في الثاني من حزيران (يونيو) 2014، البالغ عددهم نحو 40 ألف موظف.
وبعد ذلك بمدة ، قال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أنه تم التوصل الى اتفاق مع مصر على اعادة تشغيل معبر رفح قريباً وفتحه أمام المسافرين والبضائع وفق ترتيبات جديدة.
وقال الأحمد، ان الاتفاق "يقضي بإعطاء اولوية لسفر الطلاب والمرضى والعاملين في الخارج، الذين يحملون تأشيرات سفر من دول أخرى او اقامات في تلك الدول، فيما سيجري سفر المواطنين وفق "الاعتبارات المصرية"، في إشارة الى العمليات العسكرية الجارية في شمال سيناء، قرب الحدود مع غزة.
وأضاف: "ان الاتفاق ينص ايضاً على السماح بتدفق السلع عبر معبر رفح على ان يتم ذلك بالتنسيق الكامل بين الأجهزة والوزارات المعنية في السلطة الفلسطينية ومصر" مشيراً الى ان "القطاع الخاص الفلسطيني سيقوم بالتصدير والاستيراد عبر مصر، بتنسيق مع الوزارات المعنية في السلطة التي تنسق العملية مع نظيرتها المصرية، وهو ما يعني ان الضرائب والرسوم ستدفع لوزارة المال الفلسطينية".
غير أن حركة حماس، رأت في الاتفاق صعوبة لتطبيقه على أرض الواقع "دون توافق الكل الفلسطيني"، موضحة أنه "لم يتم التشاور أو التواصل مع قيادة حماس بشأن الاتفاق على آليات جديدة لفتح معبر رفح البري".
وقالت الحركة على لسان القيادي فيها غازي حمد: "أن تجاهل حركته وعدم التنسيق معها بخصوص المعبر يعقد الأمور"، مضيفاً " لا يمكن تجاهل حماس، وكان من الأفضل لفتح التنسيق والتعاون، خصوصاً أن حماس قدمت تنازلت كثيرة، في حين أن الفلسطينيين العالقين يطالبون الجميع بالتنكر لمصالحهم الخاصة من أجل المصلحة العامة".
ودعا حمد في تصريح صحفي، القاهرة إلى فتح المعبر، "دون أي اعتبارات سياسية، والأخذ في الحسبان الأبعاد الإنسانية لإغلاقه الطويل أمام حرية حركة وتنقل الفلسطينيين"، وهو مطلب ترفعه العديد من القوى الفلسطينية مع إبداء تفهمها لمتطلبات الأمن القومي المصري.
أما سامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة ، قال "إنّ حماس لم تطلع على الآليات التي تحدث بها "الأحمد" حول فتح معبر رفح.
وشدد أبو زهري على أن "الاتصالات بين حركة حماس والسلطات المصرية قائمة بشأن موضوع المعبر والدعوة لضرورة المسارعة بفتحه في ظل الأزمة الإنسانية الكبيرة في القطاع الناتجة عن إغلاقه"
ومن ناحيته طرح ، القيادي البارز في حركة حماس ، الدكتور محمود الزهار ، مبادرة لإنهاء أزمة معبر رفح البري الواصل بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية، معلناً دعمه للمبادرة التي أطلقها النائب محمد دحلان، بهدف إعادة اللحمة الداخلية على أسس وطنية وسياسية ثابتة.
وأوضح الزهار ، أن حركته على استعداد لبحث صيغة فلسطينية داخلية لحل أزمة استمرار إغلاق معبر رفح.
وقال "إذا كان مجرد اسم حماس موجود على المعبر يزعج مصر أو عباس وغيره، نحن على استعداد لإيجاد صيغة داخلية بيننا، ونضع شخصيات وازنة ومحترمة ليست من اللصوص ولا من تجار الأوطان بحيث يكون لها الإشراف على المعبر"، على حد تعبيره.
ولتنتشر أخيراً ، حملة تحت عنوان هاشتاج ، #سلموا_المعبر ، لمطالبة حركة حماس بتسليم المعبر للسلطة الفلسطينية نزولا عند رغبة القيادة المصرية ، فجاء أول رد من القيادي في حماس ، الدكتور موسي أبو مرزوق ، ليستنكر تلك المطالبات الواسعة من الشارع الفلسطيني لحركته بتسليم المعبر، بقوله "أي معبر تريدون استلامه، معبر بيت حانون ام معبر الكرامة ام اي معبر تقصدون.
وقال " إن حركته عرضت على السلطة الفلسطينية أن يتسلم حرس الرئاسة معبر رفح، إلا أنه تم رفض ذلك".
وتابع "لقد عرضنا ان يعود حرس الرئاسة، ورفضتم، وعرضنا أن يعود من كان يعمل في المعبر سابقا مع اخوانهم القائمين على العمل الان، وتحت اشرافكم، ولكنكم رفضتم ذلك أيضا".
وأضاف: "الجميع يعلم ان حماس سلمت الحكومة بعد اتفاق الشاطئ مباشرة، والجميع يعلم من الذي أفشل الحكومة من أن تقوم بمهامها التي اوكلت لها".
ومن ناحيته رد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس قائلا ، إن حركته لن تسلم المعابر خاصة معبر رفح لإيد خانت شعبها، “وينبغي أن تدار وفق ما تم التوقيع عليه في اتفاقي القاهرة والشاطئ بشكل وطني”.
وأبدى البردويل ، استعداد حركته لتطبيق الاتفاق بإدارة المعابر وطنيًا وقانونيًا واخلاقيًا، “بحيث تضمن المساواة والعدالة، والا تكون الأموال حكرًا لأشخاص تبتز الشعب الفلسطيني “، وفق تعبيره.
وشدد على أن الحركة لن تسلم المعبر “لايد قذرة خانت شعبها”، مضيفاً “إن كان المقصود بتسليم المعابر أن تعاد مجددا الى هذه الايدي ، فحماس لا يمكنها أن تبيع شعبها لها مهما كان الثمن”.
ونوه إلى أنه لا أحد يمكنه الغاء حركة حماس عن المشهد السياسي والاجتماعي في قطاع غزة.
وبيّن أن المعبر يدار بطريقة حضارية ومنظمة في الوقت الراهن، ” ولا نريد أن يعود الى الفوضى مجددًا”، وفق قوله.
أما القيادي في حركة حماس إسماعيل الأشقر فرد على هاشتاج (#سلموا_المعبر)، قائلاً: "قضية فتح معبر رفح وإغلاقه متعلقة بالجانب المصري وليس الفلسطيني".
وأضاف "الهاشتجات يجب أن تحمل سؤالا واحدا لماذا المعابر الإسرائيلية يوميا يتم فتحها ويسافر ما يقارب الـ8000 شخص ؟ بينما معبر رفح يتم فتحه مرة كل ثلاث أو أربع شهور ولا يتم مرور أكثر من 300 مسافر، هنا يجب أن يتم توجيه الهاشتجات وتكثيفها، فالقضية متعلقة بالجانب المصري الذي يتعمد قهر وإذلال الشعب الفلسطيني".
وليعود ، د. موسي أبو مرزوق ليقول ، " أن ما ذكره مسؤول هيئة المعابر لدى حماس ماهر أبو صبحة صحيح، فالمعبر تابع لوزارة الداخلية ورفض وزير الداخلية تسلم الوزارة سابق لكل المشاكل اللاحقة، وحتى تسلم المعبر بالطرق المقترحة قبل حكومة التوافق وبعدها، كلها وافقنا عليها وتم رفض كل الصيغ".
وعلل هذا الرفض بالقول "لأنهم لا يريدوا أن تحل هذه المشكلة, وللأسف أخلاق القبيلة متأصلة فيمن يخرجون من الموضوع بالشتائم والاتهامات".
وذكر أبو مرزوق أن التعليقات على تصريحاته الأخيرة على صفحته بشأن رفض السلطة لعود حرس الرئاسة وإشراف الحكومة على معبر رفح كما عرضت حماس، في معظمها لا تخرج عن هذا السياق
أما القيادي في حركة حماس يوسف رزقة ،كتب في مقاله ، "يقول قيادي فتحاوي من غزة: “المشكلة تكمن في الأجهزة الأمنية المصرية التي تُطالب حماس بتسليمه؟!، ونحن نقول: إن حماس جزء من النظام الفلسطيني، لكن الواضح أن مصر ترفض التعامل معها، وهو ما يسبب هذه الأزمة؟!. وقال: “المطلوب الآن هو تسليم حكومة التوافق المعبر؟!, وما تُبديه الأجهزة الأمنية المصرية من تخوفات يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار لأنها تريد تأمين حدودها وهو حق لأي دولة؟!."
وأضاف ، "لست أدري لماذا الاختباء خلف مصر في قضية المعبر؟!, حين يقول قيادي في فتح: إن المعبر مغلق لدواعٍ أمنية تتعلق بحقوق مصر، فهو يتهم حماس، والأجهزة الأمنية وغزة باللعب في أمن مصر؟!, ويدعي أن سلطة عباس هي الوحيدة التي تحفظ أمن الحدود والمعابر مع مصر؟!, إن هذا القول مجانب للصواب ويحمل اتهامًا ضمنيًا غير مبرر؟!, وهو في الوقت نفسه لا يبرأ السلطة من مسؤولية الحصار وإغلاق معبر رفح؟!. لأنه يتبنى الرواية المصرية ولا يدافع عن حقوق سكان غزة" .
وأردف يوسف ، " وهنا أقول: يجدر بنا داخليًا ألّا نبحث في موقف مصر ابتداء، بل علينا أن نبحث في موقف السلطة وفتح أولًا؟!, ثم بعد ذلك نبحث في موقف مصر، لأن المشكلة فلسطينية، قبل أن تكون مصرية، وعباس يختفي خلف الموقف المصري، لأنه لا يريد أن يُرفع الحصار عن غزة، ولا أن تُرفع المعاناة عن سكانها، لأن له مطالب أخرى غير المعبر، والمعبر ليس إلا شماعة يعلق عليها آثامه في التعامل مع غز"ة.
وشارك وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، حملة "#سلموا_المعبر ، ليكتب ، على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، "الاخوة في حركة حماس ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء".
وأضاف العوض الذي كتب هاشتاج (#سلموا_المعبر): "تصرون على التمسك بالمعبر بكل تلابيبه وتدركون ان تسليم المعبر للحرس الرئاسي ولحكومة التوافق الوطني هو المفتاح لضمان فتحه بشكل دائم، ارحموا الناس المتكدسة على بوابات المعبر، واتركوا المعبر رحمة بالناس".
أما حركة فتح ، فقالت ، من خلال الناطق باسمها "أسامة القواسمي" ، أن القيادة المصرية لا تتعامل مع أي فصيل سياسي في قطاع غزة بالمطلق وانما تتعامل مع حكومة رسمية وهي حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني والتي وافقت علي تأليفها وتشكيلها كافة الفصائل بما فيها حركة حماس".
وقال "القواسمي" ان حركة حماس هي المسؤولة عن هذه الأزمة لأنها ترفض حتي اللحظة تسليم معبر رفح، بحسب تصريحات إعلامية سابقة للقياديين في الحركة "موسي ابو مرزوق وصالح البردويل" .
ودعا "القواسمي" حركة حماس لتسليم المعبر لحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني دون قيد او شرط لكي يتم الاتفاق مع القيادة المصرية علي آلية يضمن بها فتح المعبر بشكل دائم.
فيما يتعلق بتقييم حركة فتح للتفاعل الشعبي مع هاشتاج #سلموا_المعبر أكد ,"القواسمي" أن الظلم المفروض علي شعبنا في قطاع غزة هو الذي دفعهم لإطلاق #سلموا_ المعبر" وادراكه أن حركة حماس هي من تعطل فتح المعبر عبر رفضها تسليمه لحكومة الوفاق الوطني .
وتساءل القواسمي عن ما الذي يضر حركة حماس من أن تسلم المعبر لحكومة الوفاق الوطني وهل مصلحتها الحزبية اهم من 2 مليون فلسطيني يعانون الامرين نتيجة الصراع علي عد تسليم المعبر.
وأكد القواسمي أن الكرة الآن في ملعب حماس ,وطالبها بأن "تستجيب وتستمع لصوت الشعب".
وحذر القواسمي حركة حماس من تبعات عدم تجاوبها مع الشارع الفلسطيني بقوله "شعبنا الفلسطيني الان يعبر من خلال "هاشتاج" احذروا من غضب الشعب الذي يعاني الامرين من خلال هذه السياسة وفاق كل الحدود".