مرت نحو سبع سنوات منذ بدأت الادارة الأميركية في سياستها الجديدة. ما الذي تحقق؟ وما الذي بقي من حلم اوباما من خطابه في القاهرة؟ وما الذي بقي من الشرق الاوسط الذي حصل عليه عندما دخل الى منصبه، ويعرفه جون كيري جيدا؟ القليل القليل. منطقة واحدة بقيت مستقرة، الحمد لله – اسرائيل. يجب قول الحقيقة: اسرائيل بقيت مستقرة لأنها لم تقبل نصائح البيت الابيض، حتى لو تم تغليفها بقلق صادق حول مستقبل "الدولة اليهودية الديمقراطية".
اقتحم الاسلام الجهادي بيت اوباما في سان برنردينو. "دائما هناك سبب لعدم فعل شيء"، قال. لذلك "نحن ملزمين بالعمل الآن". لماذا؟ هل تغير العرب في المنطقة؟ سورية والعراق تنهاران وتغرقان في الحروب الاهلية؛ لبنان يعيش على فتات الوقود الايراني الشيعي الذي يهدد بالانفجار؛ مصر مرت بثورتين خلال ثلاث سنوات والنظام الاردني باقٍ فقط بمساعدة اسرائيل والولايات المتحدة. داعش ينتشر في العالم وتركيا تتخبط بحلم الامبراطورية العثمانية وتصطدم مع روسيا بوتين. كفى للجنون. واذا كان هناك "سبب لعدم فعل شيء" – فان الوضع الحالي يوفره.
اليسار الاسرائيلي والأميركي يتحدثان عن "الأمل" ويبيعان عمليا اليأس. الحديث في الحالتين عن أمنيات قلبية وعدم قراءة صحيحة للواقع. اسرائيل الحالية شبعت من القادة الذين تهجموا على التاريخ انطلاقا من الاعتقاد أنهم يستطيعون أن يفرضوا عليها تغيير سياستها.
التفكير الذي اعتدنا عليه – "دولتين" أو "دولة واحدة" – هو تبسيطي وكارثي. حتى الآن، عرب الوحدة الجغرافية المسماة من قبل الامبراطورية الرومانية "فلسطينة" يوجد فيها اربعة كيانات سياسية منفصلة: اسرائيل والاردن وقطاع غزة والسلطة الفلسطينية. ما هذا؟ هل يعتقد أحد ما أن حماس ستتنازل عن السلطة؟ والاردن – هل ستستمر المملكة الهاشمية في سيطرتها على اغلبية فلسطينية خانعة؟ يجلس عباقرة في واشنطن (وفي وسائل الاعلام الاسرائيلية) ويضعون خارطة كما يريدون وهم يعتقدون أن الواقع سيتأقلم أو نفرض عليه التأقلم.
"حوار السلام" في العقود الاخيرة أوجد استقرارا نفسيا من الصعب التحرر منه حتى لو كان الواقع لا يستجيب له. سيد كيري، هل أنت قلق على الديمغرافيا الاسرائيلية؟ نحن كذلك. لذلك فان الولادة اليهودية هي الوحيدة في الغرب تقريبا التي هي في ارتفاع. نحن ايضا نتوقع قدوم مليون يهودي جديد في السنوات القادمة. سخرية التاريخ هي أن أعداءنا يساعدون رغم أنفهم على عودة صهيون. "يجب النظر الى ما وراء سياسة اللحظة". قال لنا كيري. نعم بالضبط. هذا هو عمق فكرة عودة صهيون: ما وراء سياسة اللحظة.
عن "إسرائيل اليوم"