في ذكرى اعتقال المقدسية إسراء الجعابيص

على العالم أن ينظر في المرآة ليرى تقاعسه في إنقاذ الضحية من بين أنياب الجلاد

11.PNG
حجم الخط

بقلم نشأت الوحيدي

 

 كتب نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في المحافظات الجنوبية وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ومنسق لجنة الأسرى بحركة فتح في إقليم غرب غزة بمناسبة مرور 6 سنوات على قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال المواطنية الفلسطينية المقدسية الجريحة إسراء الجعابيص منددا بالقصور الشديد الذي يعتري المجتمع الدولي والإنساني الذي يتغنى بالحريات والدفاع عن حقوق الانسان في إنقاذ الأسيرة إسراء الجعابيص ( أم المعتصم ) من مقصلة الاعتقال والجروح الخطيرة والأمراض التي أصابتها وغزت جسدها في السجون الإسرائيلية بفعل الإهمال الطبي المتعمد .

إن المحرقة التي شبت في فلسطين منذ صدور وعد بلفور المشؤوم قبل 100 عام لم تنطفئ نيرانها التي أكلت ولا تزال تأكل الجسد والأعمار والأرض الفلسطينية في الحريق الأطول في التاريخ والجغرافيا بفعل العدوان الإسرائيلي المتوصل الذي يطال البشر والشجر والطير والحجر بلا رحمة تحت غطاء همجي أمريكي ظالم في ظل بيانات التعبير عن القلق الدولية والإنسانية التي لا تغني الأسرى الفلسطينيين عن جوعهم وعطشهم إلى الحرية والعودة إلى ذويهم أحياء .

وحذر مجددا من استمرار دولة الاحتلال الإسرائيلي في رئاسة القانونية السادسة في الأمم المتحدة منذ يوم الاثنين الموافق 13 حزيران 2016 ما أدى لزيادة التغول والإرهاب الإسرائيلي مطالبا بسحب رئاسة اللجنة القانونية السادسة وهي أقوى لجنة بالأمم المتحدة من بين أنياب الاحتلال الإسرائيلي .

وأوضح نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في المحافظات الجنوبية وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ومنسق لجنة الأسرى بحركة فتح في إقليم غرب غزة أن الحريق التاريخي الذي سببه الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يأكل جسد الضحية الفلسطينية ولا يزال يُزهق الأرواح بدم بارد مع سبق الإصرار حيث طال المواطنة الفلسطينية المقدسية إسراء رياض جميل الجعابيص - من مواليد منطقة جبل المكبر في 22 / 7 / 1984 – سكان جبل المكبر – ولها ابن وحيد اسمه المعتصم وقد شب حريق في سيارتها ناتج عن خلل فني وماس كهربائي أثناء قيادتها لسيارتها قرب حاجز الزعيم العسكري الإسرائيلي بمدينة القدس المحتلة في 11 أكتوبر 2015 وقد طالت النيران أكثر من 65 % من جسدها وفقدت أصابع اليدين وتعاني من الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد المتواصل منذ اعتقالها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في 11 أكتوبر 2015 دون تقديم الحد الأدنى من العلاج بضوء أخضر في حينها من رئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو ووزير حربه ليبرمان ولا يزال الإهمال الطبي والمماطلة في علاجها مستمرا وكانت المحاكم العنصرية الإسرائيلية قد أصدرت بحقها حكما ظالما بالسجن لمدة 11 عاما وحُرِمت من زيارة ابنها الوحيد تحت حجة الشروع بتنفيذ عملية فدائية 

وأضاف أن الأسيرة إسراء الجعابيص قالت في إحدى رسائلها المهربة من السجن أنها تخاف النظر في المرآة وتخاف من العتمة فلا رفيق ولا أنيس لها سوى الآلام ونيران الحروق التي تأكل من جسدها وروحها منذ اشتعال الحريق في سيارتها وأنها تشعر بآلام شديدة كلما تعرضت للهواء أو حين تغسل عينيها بالماء وأن أسنانها تكسرت بفعل الحريق والإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد في سجون الاحتلال الإسرائيلي وأنها تشعر بالإهانة والإحراج كلما تحدث معها أحد متسائلة في رسالتها : ( هل سيشعر ولدها الوحيد المعتصم بالخوف عندما يراها ) ...

واستصرخ الضمير العالمي والإنساني لتحرك جاد ومسؤول والعمل على إطفاء آلام الحريق الذي أصاب المواطنة المقدسية الجريحة إسراء الجعابيص للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل الافراج عنها لتتلقى العلاج في المستشفيات الفلسطينية أو العربية أو الأجنبية حيث أن الأسيرة إسراء وأواتها ورفيقاتها الأسيرات وكل الأسرى الفلسطينيين يستحقون أن يقف الكل الفلسطيني والعربي والدولي والإنساني وقفة جادة ومسؤولة بعيدا عن التعبير عن القلق والموسمية والعمل التقليدي في إبرازهم كضحايا حقيقيين ومناضلين من أجل الحرية والكرامة وفضح جرائم الحرب والإرهاب الإسرائيلية وإطلاق الحملات الوطنية والعربية والدولية لتجوب أسمائهم كل المحافل والمنابر العالمية وتعلن عن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس العربية بين رصاصتين .

وطالب الأمم المتحدة بالخروج من دائرة التعبير عن القلق إلى فضاء العمل الجاد في إنقاذ الأسرى الفلسطينيين من قبضة الموت التي تحاصرهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي وعدم المس بالمركز القانوني والإنساني للأسرى وعدم مساواة الضحية بالجلاد مؤكدا أن في الثنايا حكاية إسراء التي ولدت في رحاب أرض الإسراء .