مثل رجل صيني أبهى صور "الأبوة"، عندما لجأ لحلول علمية، لصناعة دواء منزلي، لإنقاذ حياة ابنه الصغير المصاب بمرض خطير.
وأشارت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" أن شو وي، صاحب متجر يعمل عبر الإنترنت من مدينة كونمينغ في محافظة يونان الصينية، واجه مأساة حقيقية عندما قيل له إن ابنه البالغ عاما واحدا من عمره، مصاب بمرض مينكيس، وهو مرض وراثي يسبب باضطراب عملية نقل النحاس في خلايا الجسم.
ويصيب هذا المرض النادر جدا حوالي واحد من كل 100 ألف إلى 200 ألف من حديثي الولادة، والذين لا تدوم حياتهم في أغلب الأحيان أكثر من 3 سنوات.
وبعد أن تبين أن أساليب علاج تجريبية في المستشفى لا تفيد ابنه على الإطلاق، صمم الرجل على الحصول على مادة هيستيدين النحاس الضرورية للعلاج، لكن الوصول إليه في الصين كان خارج إمكانياته، إلى جانب استحالة الحصول عليها من الخارج في ظل قيود كورونا.
وأشارت الصحيفة أن شو وي توجه في البداية إلى شركات كيميائية لشراء هيستيدين النحاس منها، لكن سعرها كان مرتفعا جدا، فضلا عن أن عملية الحصول على موافقة الجهات الرسمية على شرائها كانت ستستغرق سنوات.
وعندها قرر الرجل الذي لم يفقه في الكيمياء، أن يدرس هذا العلم بنفسه من أجل الحصول على هيستيدين النحاس المنشود في المنزل.
وانغمس شو وي يدرس في قراءة المقالات في مجلات علمية أميركية، مستخدما برمجيات خاصة بالترجمة، كونه لا يتقن الإنجليزية.
كما التحق شو وي بدورات صيدلة في عدد من الجامعات، مما أمكنه بعد فترة معينة من إنشاء مختبر صغير في شقته كلفه 3100 دولار، حيث نجح في نهاية المطاف في تصنيع هيستيدين النحاس.
واختبر الرجل عقاره أولا على أرانب، ثم على نفسه، كي يتأكد من سلامته، ثم حقنه لابنه ونقله إلى المستشفى من أجل إجراء تحاليل وإبعاد خطر مضاعفات خطيرة.
ولاحقا استطاع شو وي أيضا تصنيع دواء الإليسكلومول الذي يمكن استخدامه هو الآخر في علاج مرض مينكيس وفقا لبعض الأبحاث، والذي جربه أيضا على الأرانب وعلى نفسه.
وصرح شو وي بأن هذين العقارين لم يشفيا ابنه لكنهما منعا تدهور حالته، مضيفا أنه يأمل في أن يساعد تقدم علم الوراثيات مع مرور الزمن في شفاء ابنه.