الملائكة تظهر في غزة... بقلم: محمد البوجي
تركه جنود اﻻحتلال مع سرعة الانسحاب من غزة في عام 2005 م فأخذه البدوي أبو إسماعيل واحتفظ به، قد يأتيه يوم يصلح فيه للبيع، إنه كشاف ضوئي ضخم، يضيء بنوره مساحة طويلة قد تصل أكثر من مسافة ميل، وهو عبارة عن شعاع ضوئي ينطلق من فوهة الكشاف بخط مستقيم وحزمة ضوئية موحدة عرضها أقل من نصف متر، غير قابلة للشتات.
بقي الكشاف طي الكتمان عند أبي إسماعيل حوالي اثني عشر عاما، ثم حدث الانقلاب الدموي في غزة، وسيطر فصيل على قطاع غرة، وصار هو الوحيد والفاعل والمتنفذ في القطاع، ثم تحولوا جميعا إلى أئمة مساجد، وتحول قطاع غزة إلى سجن كبير، فاستغل أبو إسماعيل علاقاته ورشواته وأخرج الكشاف ليلعب به الأطفال في ليالي الصيف، حيث الغيوم الصيفية الخفيفة وحرارة المناخ، فانطلق الأطفال يلعبون على الكشاف مقابل مبلغ من المال يديرونه بفوضى مقيدة حسب ميكانيكية الكشاف.
لم يكن يعلم الكثيرون عن هدا الكشاف وسره غير المناطق القريبة منه، لأنه ﻻ يمكن رؤية إشعاعه عن بعد، لكن يمكن رؤية تأثيره في الغيوم، وفي ليالي العشر الأواخر من رمضان خرجت مظاهرة في المخيم متجهة إلى إمام الجامع .يباركون له، فقد استجاب الرب، فقد ظهرت الملائكة في غزة، تساند الفقراء وتدعوا إلى اقتراب النصر، وطافت المسيرة شوارع المخيم حتى مطلع الفجر وهي تهتف باسم الشيخ، فقد حفتهم الملائكة وأرسل الرب لشيخهم الجديد ملائكة تحقق أحلامهم، وتخرجهم من واقع مأساوي تعس إلى أحلام اليقظة الواهمة، وكان موﻻنا يسير وسط المسيرة نافخا ريشه، وهو في داخله يلعن التخلف والكذب، وبدأ يفكر في فرض ضريبة إضافية على الأغبياء، في اليوم التالي أصدرت صحيفة إلكترونية مشهورة على صفحتها الأولى قصة الكشاف وكيف أنه أضاء الغيوم المتناثرة في سماء المنطقة، فكان سيره عابرا، وسريعا وسط الغيوم، فمنح السماء منظرا جميلا أثار انتباه أهل الفن التشكيلي والشعراء.