كرمت اللجنة التنسيقية لكادر من الإنتفاضة الشعبية الأولى "انتفاضة الحجارة"، مساء اليوم الثلاثاء، الشهيد شعبان نبهان، أحد مفجري الانتفاضة الشعبية الأولى "انتفاضة الحجارة"، عام 1987، التي حلت ذكراها السنوية الأولى اليوم، وذلك في منزله في جباليا شمال قطاع غزة.
وفي كلمته، أكد اللواء صلاح ابو وردة "ابو هاجم" محافظ شمال قطاء غزة، على ضرورة الوفاء لرسالة شهداء الثورة الفلسطينية، بتعزيز الوحدة والوطنية والوقوف خلف ومع القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس لتحقيق حلم الشهداء في الدولة والحرية والاستقلال.
وقال: إن أحياء ذكرى الشهداء هي رسالة للاحتلال وللعالم بأن شعبنا عاقد العزم مع قيادته على مواصلة النضال من اجل تحقيق الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وفي كلمة التنيسقية، قال عايش أبو سعدة، المبعد السابق في انتفاضة الحجارة: إن شهداء شعبنا نبراس يضيء لنا طريق الانتصار، فهم قدموا أرواحهم أغلى ما يملكون رخيصة من أجل أن نعيش بأمن وأمان، وهم وسام شرف وعز على صدورنا وتضحياتهم ستزيدنا إصرارا على المضي في طريق الحق.
وأشاد بهذه المبادرة بتكريم الشهداء، التي تعبر عن الوفاء لهم ولذكراهم، مؤكداً أننا في ظل الظروف الراهنة وانتهاكات الاحتلال لحقوق شعبنا، نحتاج إلى استحضار القيمة الحقيقية لمعنى الشهادة والوفاء تجاه القضية والأرض.
وأضاف أن شعبنا ماض في طريق التحرر وبناء الدولة المستقلة وفاء لشهدائنا وتخليدا لذكراهم العطرة واستمرارا لطريقهم الذي ارتقوا شهداء من اجله، وسنبقى أوفياء لدماء الشهداء حتى تتحقق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال تحت راية الرئيس محمود عباس.
وفي كلمة له عبر الهاتف، حيا مرسي أبو غويلة أمين سر اللجنة التنسيقية، شهداء شعبنا، مستذكرا الشهداء وتضحياتهم وسيرتهم النبيلة، مشيرا إلى الثقة المطلقة بقيادة الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الرئيس محمود عباس.
وأضاف، أن شهداء شعبنا مهدوا طريق الحرية والاستقلال والدولة، مشدداً على ضرورة تطوير مدرسة النضال الشعبي التي تجلت في الانتفاضة الأولى، الى واقع جديد منسجم مع حجم الاعتراف الدولي بحقوق شعبنا ودولته المستقلة.
من ناحيته، شدد السيد خالد قبلان نائب أمين سر اللجنة التنسيقية، على ضرورة دعم جهود السيد الرئيس في تحقيق الوحدة الوطنية ودعم ابناء شعبنا في المقاومة الشعبية والتأكيد على ضرورة دعم الهبة الجماهيرية الشعبية التي تخدم النضال السياسي والقانوني الذي يقوده السيد الرئيس.
وحيا أرواح شهداء شعبنا الفلسطيني والأسرى الأبطال والجرحى، مشيداً بقدرات شعبنا وصموده وتجذره في أرضه وقدرته على اثبات هويته الوطنية التي تنال احترام وتقدير الشعوب الحرة، ودول كبرى أقرت بجدارة شعبنا بالحرية، كشعب حضاري ديمقراطي يسعى للاسهام في صنع سلام قائم على قرارات الشرعية الدولية، باعتبارها اقرار من المجتمع الدولي بحقنا الطبيعي والتاريخي بارضنا فلسطين.
وكانت اللجنة التنسيقية لكادر من الإنتفاضة الشعبية الأولى "انتفاضة الحجارة"، قالت اليوم الثلاثاء: إن الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى عام 1987، شكلت الشرارة الأولى للمقاومة الفلسطينية الشعبية السلمية، والتعبير الأصيل عن حالة النهوض الكفاحي الجماهيري والمضمون الحقيقي لفلسفة المقاومة الشعبية، كونها استلهمت اساليبها النضالية، من واقع شعبنا وموقعه، متحزمة بأوسع مشاركة شعبية فلسطينية، ومستندة على قاعدة التنظيم الاجتماعي الفلسطيني المستقل، والطابع الديمقراطي العميق، كونها كانت ذات طابع وبعد ديمقراطي ومجتمعي.
وأصدرت اللجنة، بياناً بمناسبة ذكرى "انتفاضة الحجارة'، التي اندلعت من قطاع غزة، عام 1987، وتصادف ذكراها اليوم الثلاثاء، ثم انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيمات فلسطين، وذلك عقب قيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين على حاجز بيت حانون "إيرز"، شمال قطاع غزة.
وأكدت اللجنة في بيانها، أن هذه الانتفاضة مثلت فشلاً للقيادتين السياسية والعسكرية في اسرائيل، ودحضت المزاعم الإسرائيلية التي تدعي أن الشعب الفلسطيني شعب صامت ولا يحق له التعبير عن ذاته، كون المنظمات الفلسطينية تمنعه عن ممارسة ذلك.
وقالت: أطلق شعبنا وقتها على هذه الانتفاضة اسم 'انتفاضة الحجارة' كون الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة، إضافة إلى اعتبارها شكلا من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات، وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وأضافت: أكدت "انتفاضة الحجارة"، ومنذ لحظة تفجرها، على أنها قامت لتحقيق هدف جلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي من أرض فلسطين، وتمكين شعبنا الفلسطيني من بناء دولته، وفق اختياره الحر للنظام الذي يريده فيها، وذلك من خلال أساليبها النضالية، والتي استلهمتها من واقع شعبها وموقعه، وما تسمح به إمكانيات هذا الشعب وطبيعة هذا الموقع، بعيداً عن تقليد أو محاكاة ثورات غيرها من الشعوب، وأن تستخدم الجماهير من امتلاكاتها الذاتية كل ما تعتقد أنه بالإمكان استخدامه سلاحا ضد الاحتلال الإسرائيلي مهما كان مستوى بدائيته.
بينت اللجنة في بيانها، أن "انتفاضة الحجارة"، سعت إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وتمكين شعبنا الفلسطيني من تقرير مصيره، وتفكيك المستوطنات، وعودة اللاجئين دون قيد أو شرط، وتحرير الأسرى دون قيد أو شرط، ووقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتقالات الإدارية السياسية، ووقف الإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء الفلسطينيين، ولم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج، ووقف فرض الضرائب الباهظة على المواطنين والتجار الفلسطينيين، ووقف ارتكاب ما يتعارض مع العادات الفلسطينية.
وتابعت اللجنة: لقد كانت "انتفاضة الحجارة"، التعبير الأصيل عن حالة النهوض الكفاحي الجماهيري والمضمون الحقيقي لفلسفة المقاومة الشعبية، كونه يجد القدرة على توسيع المشاركة الفعالة من خلال توزيع المنشور السياسي وكتابة الشعارات الوطنية على الجدران، والمظاهرات، والاعتصامات، والإضرابات، وإقامة الحواجز، ورمي الحجارة، وإحراق الإطارات، ورفع العلم الفلسطيني فوق أسطح المنازل وعلى أعمدة الكهرباء، وحمل صور الزعيم الراحل "أبو عمار"، وإجادة الهتاف والنشيد، ورفع صور الشهداء.
وأكدت اللجنة، أن أسلوب المقاومة الشعبية الذي استخدمه شعبنا الفلسطيني خلال "انتفاضة الحجارة"، شكّل ضربة للاحتلال من خلال ضمان أوسع مشاركة جماهيرية ودولية، ارتكزت على ثلاثة أسس تتمثل في الاعتماد على الذات، وتنظيم النفس والحركات الاحتجاجية، وتحدي الاحتلال وممارساته، علاوة على انها تميزت بالتعبئة للجماهير بشكل أفضل، وانضوائها تحت قيادة موحدة، الأمر الذي شكل ميزة كبيرة لها.
وقالت: إن "انتفاضة الحجارة"، جاءت في سياق سياسي يرد على محاولات إقصاء منظمة التحرير الفلسطينية وتمثيلها للشعب من ناحية، إضافة إلى أن الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل التناقض في ما يعيشه تحت سلطة الاحتلال وممارسته من ناحية أخرى. لذلك كانت تلك الانتفاضة ذات طابع وبعد ديمقراطي ومجتمعي أثمر على المستوى المحلي بتوحيد شعبنا الفلسطيني خلف منظمة التحرير، والتأكيد على شرعيتها، إضافة إلى أنها شكلت رسالة لإسرائيل بعدم احتمال استمرار الوضع القائم في ظل الظلم والاستيطان ومصادرة حقوق شعبنا الفلسطيني.
وأضافت أن "انتفاضة الحجارة"، اشتملت على أوسع مشاركة شعبية فلسطينية، حيث قامت على قاعدة التنظيم الاجتماعي الفلسطيني المستقل، والطابع الديمقراطي العميق؛ حيث المبادرة الجماهيرية والمشاركة الشعبية في تحديد أهدافها، وفي برامجها وآليات عملها، بحيث توفر تناغماً كبيراً بين قيادتها وجماهيرها، بما يحقق الشعور بالانتماء والحرص على المصلحة العامة.
وبينت، أن "انتفاضة الحجارة"، دحضت المزاعم الإسرائيلية التي تدعي أن الشعب الفلسطيني شعب صامت ولا يحق له التعبير عن ذاته، كون المنظمات الفلسطينية تمنعه عن ممارسة ذلك، مؤكدةً أن النتائج التي حققتها الانتفاضة، تؤكد مدى فعالية أسلوب المقاومة الشعبية المدنية، حيث استخدمت إسرائيل في حينه كافة الوسائل المتاحة أمامها لوقف الانتفاضة لكنها لم تتمكن، فذهبت إلى مدريد ومن ثم لمفاوضات أوسلو، ورغم أن إسرائيل راوغت إلا أنها اضطرت للتعامل مع القيادة الفلسطينية والاعتراف بمنظمة التحرير.
وجددت اللجنة، في ختام بيانها، دعمها ووقوفها خلف السيد الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، في قيادة شعبنا ونضاله الوطني المشروع، حتى تثبيت واسترجاع الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا.