ضـــــم مـنـــاطــــق "ج" لـــــن يخــــدم أمــــن اليـــهـــود

67
حجم الخط

ردا على هجمات السكاكين يقترح «البيت اليهودي» ضم المنطقة «ج». هذه المنطقة، وحسب من لا يعترفون بجغرافيا الاحتلال، ليست ساحة خلفية صغيرة في حديقة مستوطن وانما 60 في المئة من «المناطق» المحتلة. وفي داخلها مسجونة المناطق «أ» و»ب» وهي عبارة عن جزر حكم ذاتي يسكن فيها معظم الفلسطينيين.

المنطقة «ج» تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، ونظرا لأننا نتصرف بها كأنها لنا فان ضمها لن يخدم أمن اليهود. يدعي المستوطنون أنه حتى لو كان الضم ليس جوابا مباشرا للسكاكين فانه جواب غير مباشر سيستوعبه عقلهم وعقول من يرسلهم. كلما هاجمونا حققنا حلم الاجيال أكثر. هذا التفسير قد يقبل به من لا يقيس الوقت بالسنوات أو الاجيال بل بالمراحل الجيولوجية.

حوالي 150 عاما من الصراع مرت واليهود يوسعون باستمرار اماكن سيطرتهم، ومع ذلك يرفض الفلسطينيون الاقتناع. لا بأس، كما يقول المستوطنون، بطول النفس والتحمل، وليتوقف اليساريون قصيرو النفس عن الازعاج. هل يؤمنون بادعاءاتهم؟ أشك اذا كان جمهور المستوطنين يؤمنون بذلك. ولو آمنوا لما طالبوا باستثمار أموال ضخمة لشق الشوارع لليهود فقط. كان يفترض ان يصمموا ان اليهود والعرب، الذين سيسكنون في دولة واحدة والتصادم مع بعضهم البعض، سيستخدمون الشوارع المشتركة، فلا يوجد فرق اساسي بين الشوارع المنفصلة وبين السياسة المنفصلة. الا اذا اعترفنا أن الدولة الواحدة ستكون دولة ابرتهايد.

هذا توقع يرفضه المستوطنون السياسيون بغضب ويطالبون بمنح المواطنة الاسرائيلية للفلسطينيين الذين يسكنون في «المناطق» التي ستضم.

من اجل تهدئة من يخافون من زيادة السكان العربية لمجموع مواطني دولة اسرائيل قيل لنا إن عدد العرب الذين يسكنون المنطقة «ج» قليل، وليس له وزن ديمغرافي حقيقي. الادعاء مختلف عليه. حسب رأي المحللين فان عدد الفلسطينيين الذين يسكنون في المنطقة «ج» هو فقط 50 ألفا. نفتالي بينيت تحدث عن هذا الرقم وبعد ذلك رفعه الى 80 ألفا، والحسابات التي قامت بها مؤسسات اخرى زادت الرقم الى اكثر من 200 الف.

ينبع الفرق من التقديرات المختلفة، سواء حول العدد الشامل للفلسطينيين في «المناطق» أو حول عدد السكان في عشرات القرى التي بعضها في المنطقة «ج» وبعضها خارج هذه المنطقة. يمكن القول انه بعد الضم سيتضاعف العدد بالضبط مثلما تضاعف في القدس عندما تم ضمها وأسباب ذلك معروفة.

ان حبة التهدئة التي يعطينا اياها مؤيدو الضم تنضم الى الاشتباه بصدقهم. ما هي أهمية الخلاف حول ارقام العرب الذين يسكنون في المنطقة «ج» اذا كان ضمها كما يعلنون ما هو الا مقدمة لضم باقي الاراضي بين البحر والنهر، حيث يقولون ان فرصة هذا ستأتي – واذا لم يكن غدا فسيكون بعد غد؟

وما الذي سيسببه الضم للتوازن الديمغرافي؟ كيف ستكون هنا دولة يهودية ديمقراطية بدون أبرتهايد وبدون تهجير؟ لا يمكن التملص من الخوف بان أدمغة قادة المستوطنين منفصلة عن بعضها. بعضها منشغل في الحماس المسيحاني وبعضها الآخر تقلقه حقائق صعبة، والنتيجة تكون بالتصريحات الخارجة عن السيطرة.

لكنهم على حق في مسألة واحدة: نتنياهو لن يستجيب لندائهم، رغم أنه لو فعل ذلك فلن نعاقب. العالم مهتم بشؤون اخطر، وفي البيت الابيض يوجد رئيس متردد. حسب وجهة نظر رئيس الحكومة فان من الافضل ابقاء الوضع كما هو وعقابنا بسبب الضم الزاحف الذي سوف ننزل به على أنفسنا وبأيدينا.

عن «يديعوت»